46/10/23
اختلاف إطلاق الموضوع والمحمول والإسناد/ مبحث المفاهيم/باب الالفاظ
الموضوع: باب الالفاظ/ مبحث المفاهيم/اختلاف إطلاق الموضوع والمحمول والإسناد
لتقرير وتقريب مفهوم الشرط من غير التعليق عن طريق الإطلاق في الشرط والاطلاق في النسبة والاطلاق في الحكم والجزاء. ثلاث مواطن لسياقة الاطلاق لتقرير المفهوم وبناء بنية الظهور على المفهوم.
الإطلاق بصياغاته الثلاثة إما في الشرط او الحكم او التلازم وهمزة الوصل والإسناد.
بين الجملة الشرطية والجزاء إسناد كانما الشرط مسند اليه والجزاء مسند والربط بينهما إسناد.
نتيجة صياغة الإطلاق للوصول الى ان الجزاء الكلي معلول للشرط وهذا الشرط انحصاري. فكلية الحكم بعد، ومعلولية الحكم بعد ثاني وانحصارية العلة بعد ثالث. ثلاث مواطن من الاطلاق بصياغاته الثلاثة.
الإطلاق كما هو معروف قرينة من قرائن المدلول الجدي يعني في مرتبة المدلول التفهيمي وينضم اليه ويكونان دالين على المدلول الجدي. طبعا ليس الاطلاق من القرائن التفهيمية ولا تتدخل في المعنى التفهيمي بل هو قرائن تنضم الى المدلول التفهيمي ليكون المجموع دالا على المدلول الجدي من ثم يقولون انه من قرائن الدلالة الجدية.
فعندنا دال على المدلول الجدي والمدلول الجدي كما ان عندنا دالا على المدلول التفهيمي وا لمدلول التفهيمي.
المهم ان المقدمات الحكمة غالبا يعتبرونها من القرائن على المدلول الجدي الاول. وطبعا الاطلاق ستة اقسام او سبعة والمقصود الان الاطلاق الذي يحتاج الى مقدمات الحكمة.
فكيف تقريب هذا الاطلاق وثم هذا التقريب تام او لا؟ فهذا الاطلاق بديل عن ماهية التعليق. طبعا فيه وجه استظهار عرفي بالترتب وبيان اجمالي وليس تفصيليا.
الان الكلام كيف نميز بين اطلاق الموضوع واطلاق المحمول سواء في الجملة الشرطية او الحملية وبين الاطلاق في الاسناد. ما هو الفرق بين الثلاثة؟
تساؤل آخر: الموضوع بوصف الموضوع او الشرط بوصف الشرط يعني المرتبط بالمحمول.
كثير من النزاعات سببه عدم التصور، لذلك علم التفاوض يقول لابد من التصور والتعاون. هذا بحث طويل. في نظام القرآن الكريم حتى مع الاعداء.
الإطلاق في الموضوع او المحمول او الإسناد كيف؟ يجب أن نلتفت الى ان الموضوع بوصف الموضوع يعني المرتبط بالمحمول. عندنا ذات الموضوع وعندنا الموضوع بوصف الموضوع. والمحمول كذلك أن ذاته شيء وذاته بوصف المحمولية شيء آخر.
عنوان الموضوع متلازم مع عنوان المحمول. الموضوع بعنوان الموضوع متلازم مع عنوان المحمول ويعبر عنه المتضافين مثل الفوق والتحت. فطرفا الإضافة شيء والإضافة شيء آخر وكل طرف بذاته شيء آخر.
ما الفرق بين عنوان الموضوع وعنوان المحمول مادام انهما متلازمان؟ صحيح انهما متلازمان لكنهما يختلفان الفوقية والتحتية متضايفان لكنهما يختلفان وغير متشابه الاطراف وحتى بين متشابه الاطراف مثل الاخوة ايضا اثنان وليس وحدة.
الكلام في اننا اذا نريد ان نجري الاطلاق في الموضوع او ذات الموضوع وتشكل ويسبك لنا الموضوع فيؤثر تلقائيا على المحمول. لكن ليس اطلاق المحمول. كما ان اطلاق المحمول بوصف المحمول تلقائيا يؤثر في الموضوع. كذلك الإسناد بين عنوان الموضوع وعنوان المحمول تلقائيا يؤثر في كليهما. يتأثر بالتصرف في اي طرف جميع الأطراف لكن زاوية التصرف تختلف. تارة هي في عنوان الموضوع وتارة في عنوان المحمول وتارة في الإسناد.
أعيد التساؤل لأمس: مر بنا كلام الأعلام قالوا ان المتكلم في صدد صياغة الكلام بجملة ما واي جملة من الجمل وايجاد المتكلم بالكلام والخواطر ودلالته وانطباع السامع من الكلام وخاطر السامع ان الكلام آلية في الجملة لتفصيل الموضوع لا لتفصيل المحمول. هذه قاعدة مهمة في الاستظهار ان المتكلم في صدد بيان تفاصيل الموضوع وليس المحمول. هذا بحث مهم في يوميات الاستنباط.
أذكر قاعدة اخت هذه القاعدة: يقولون ان المتكلم سيما في القضايا الكلية لا الخارجية الجزئية غير ناظر الى مصاديق الموضوع. هذا بعد آخر. غالبا (لا دائما كما ان القاعدة السابقة ايضا كانت غالبية وليست عقلية ممتنع التغير)
المتكلم بالجملة غالبا في صدد تفاصيل الموضوع وليس في صدد تفاصيل المحمول بناء على هذه القاعدة الإطلاق في المحمول لا يجري. لانه ليس في صدد تفاصيل المحمول بناء على كلام الأعلام. سواء في الاطلاق الزماني والاحوالي والإطلاق الافرادي.
افراد المحمول غير افراد الموضوع كالوجوب الطريقي والنفسي والغيري والواقعي والظاهري. ان المتكلم في صدد بيان تفاصيل الموضوع لا المحمول.
لذلك في مسائل الأعلمية وامتحاناتها يعطون مسائل معروفة في النجف والقم ومعقدة ويرون انه يعتمد على إطلاق المحمول او لا؟ اذا التفت يرون انه عنده صناعة.
افراد المحمول يختلف عن افراد الموضوع. وهذا في العقائد ايضا هكذا. والاخلاف هكذا. قضية وحيانية تتعرض لخلق من الاخلاق. لا يمكن ان تجري البيان في المحمول لان المتكلم ليس في صدد بيان المحمول ويحتاج الى قرينة. في اي علم من العلوم الدينية وغير الدينية.
اذكر هذه القضايا وانقلها شيئا فشيء لانه بعدها يجيء شيء معقد. من ابتكارات السيد الخوئي في علم الاصول واحدها هذا الموضوع. هو عنده ابتكارات عظيمة.
حينئذ لا يمكن ان تجري الاطلاق في المحمول لان المتكلم ليس صدد بيان تفاصيله سواء الاطلاق الاحوالي والزماني والافرادي. هذا غالبي لا انه ممتنع عقلا. هذه جهات مشتركة في كل اللغات لا سيما علم البلاغة واقتبست منها اللغات الاخرى كثيرا. حتى عين التقسيم عندنا موجود في اللغات الاخرى. جهود بمعجزة القرآن الكريم وهذا احد معاني الإعجاز انه اضاف للعلوم الانسانية مزيدا من جهود البشر.
أ ترى اطلاقات المحمول زمانية او احوالية او أفرادية معانيها تختلف عن الاطلاقات الزمانية والاحوالية والافرادية في الموضوع. احوالهما مختلفة وان كانت متلازمة. الخيار الفوري او الخيار المستمر من احكام الخيار في نفسه بغض النظر عن الموضوع. يجب ان نفرق بين زمان الموضوع وزمان المحمول وان كانا متلازمين. أن نفرق بين افراد الموضوع وافراد المحمول.
كل شيء لك طاهر. اي طهارة؟ الطهارة الذاتية او الطهارة العرضية او الطهارة الواقعية او الطهارة الظاهرية؟ الشيء اقسام الشيء و افراد الشيء بحث آخر. قد يكون تلازما. اذا كان الشيء ظاهريا يلازم الطهارة الظاهرية واذا كان الشيء واقعيا فيمكن ان يقال يلازم الطهارة الواقعية. كذلك في كل شيء لك حلال.
المرحوم الشهيد محمد باقر الصدر في كتاب الطهارة شرح كلمات الاعلام بدقة مجهرية وبحثه الاعلام في الاصول.
هذا بحث سيال في كل يوميات الاستظهار في الادلة ويجب ان يدقق الانسان. ليس عبطا ان علماء البلاغة قسموا علم المعاني الى ثمان ابواب. باب المسند والخبر وباب المسند اليه والمبتدأ وباب الاسناد وباب الحصر وغيرها من الابواب. فيه دقائق موجودة تختلف عن بعضها البعض. لذلك علم المعاني علم خطير جدا في علم التفسير والعقائد والفقه.
تساؤل يطرح عندهم: موضوعية الموضوع بعنوان الموضوع تتلازم مع المحمول، كيف نفكك؟ ليس ذات الموضوع ولا ذات المحمول. بل عنوان الموضوع العارض على ذات الموضوع. وعنوان المحمول العارض على ذات المحمول.
هذه مجهرية عظيمة. نفس الكلام في الدلالة. ذات الدال شيء وذات المدلول شيء. عنوان الدال شيء آخر وعنوان المدلول شيء آخر والارتباط بينهما الدلالة. حتى في علم الفلسفة قالوا اذا نخبط بين المعنون الذي هو ذات الدال وذات المدلول وبين العنوان يصير خبطا كثيرا.
اكثر الاخطاء التي تحصل في العلوم العقلية سببها الخلط بين المعنون والعنوان. في الدلالة ايضا هكذا. شبيه الحظورة التي يثيرونها الاصوليون والفلسفة في الجعل والمجعول والمجعول له. الايجاد والموجود والموجد. ذات الموجود او بوصف الموجود والايجاد ارتباط بين الفاعل والمفعول. بحوث صعبة في العلم الالهي مرتبطة بهذا التفكيك بين العنوان والمعنون.
ماهيات الاشياء ذات الموجود ووصف الموجودية والايجاد. هذه بحوث معقدة مبهمة في العلم الالهي و الخلقة الالهية والعوالم الاخرى. كثيرا ما يخلط الانسان بين ذات الشيء وعنوانه. فرق بين ذات الشيء بغض النظر عن العنوان وذات الشيء بعنوانه. في مسائل كثيرة معقدة في البحوث الفقهية سبب التعقيد فيها هذه البحوث.
اذا اجرينا الاطلاق في الموضوع بوصف الموضوعية فيرجع الى المحمول فكيف نفكك بين اجراء الاطلاق في الموضوع بوصف الموضوعية عن اجراء الاطلاق في المحمول مع انهما متلازمان؟
مر بنا الان قاعدتان في الاستظهار ان المتكلم ليس في صدد تفاصيل الموضوع وليس في صدد تفاصيل المحمول وهذه القاعدة غالبي وليس امتناعا عقليا. وقاعدة اخرى ان الكلام الكلي والقضية الكلية ليس في صدد مصاديق الموضوع والدليل لا يتكفل مصاديقه. مصاديقه ما قبل الموضوع الكلي وهي الوجود الخارجي.
المصاديق الخارجية شيء والموضوع الكلي شيء والمحمول شيء آخر.
ربما تكون قرائن تتخلف هاتان القاعدتان.
لابد ان نشرحهما مع تفسير ابتكار السيد الخوئي وهو ابتكار معقد في حل تعارض الادلة. وكلام السيد الخوئي كلام رياضي ومعقد ومؤثر في بحث الادلة.