< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الأصول

44/06/14

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: باب الالفاظ/ مبحث الأوامر/ الإجزاء

المغايرة بين أزمان الاعتبار والمعتبر الواقع

 

كان الكلام في إجزاء الحكم الظاهري عن الواقع او عن الحكم الظاهري الآخر، طبعا صور عديدة مرت بنا مرارا ولاسيما كلامنا في إجزاء الحكم الظاهري عن الحكم الظاهري لدى نفس الشخص والفرض ان الحكم الظاهري السابق واجد للشرائط والحكم الثاني أيضا واجد للشرائط يعني ان الحكم الظاهري السابق لا زال نقول انه معتبر في ظرفه لا الان، لأنه مر بنا اربع طبقات: ذات الشيء وكونه بوصف انه مظنون والظن واعتبار الظن اربع طبقات في الظن. الزمان والظرف أيضا مرتبط بأحد الأربعة لأن هذا من البحوث المهمة في باب الاحكام الظاهرية انه ليس من الضروري تطابق وحدة زمن الاعتبار مع وحدة زمن الظن او وحدة زمن المظنون او وحدة زمن الشيء مثل بيع الفضولي أن الإجازة الان والمجاز متقدم زمنا وزمان الاعتبار الان وزمان المعتبر متقدم فليس من الضروري وحدة زمان الاعتبار ووحدة زمان المعتبر.

فالان عندما يتبدل تقليد احد المكلفين افترض لكون الثاني اصبح اعلم فالآن يقال ان هذا المكلف تقليده في العام السابق والسنين السابقة معتبر يعني ان ادلة التقليد او الرجوع الى العالم والفقيه شاملة لتقليده السابق. زمن التقليد ليس الان لأنه وجد عالم جديد وآخر فزمن التقليد سابق لكن اعتبار التقليد السابق الان. هذه نكتة جدا مهمة ومحل فرض البحث فيما نحن فيه أن أدلة الاعتبار للظن السابق هذه الأدلة الان شاملة له مثلا ادلة حجية العموم اذا لم يقف الباحث على الخاص ان العموم حجة والان نقول ان العموم حجة يعني في الزمن السابق حيث لم يقف الفقيه على الخاص الان نقول ان العموم في الزمن السابق حجة حتى في منطقة الخاص قبل الوقوف على الدليل الخاص فحجة حسب الظاهر. اذا محل البحث مهم.

عندما يقال انكشاف الخلاف اعتبار الظن في السابق لا ينكشف خلافه محل البحث بلحاظ انكشاف خلاف المظنون لا بلحاظ اعتبار الظن لان فرض البحث في القسم الثالث وليس نحن في القسم الرابع الحكم التخيلي. بعض الصور والفروض تكون ملتبسة او مشتبهة بين القسم الثالث والرابع بحث آخر،كلامنا اذا ميزنا بين القسم الثالث والرابع.

وبعبارة أخرى انكشاف الخلاف في الواقع وليس انكشاف الخلاف في شرائط الحكم الظاهري تارة ينكشف الخلاف في شرائط الحكم الظاهري اذا انكشف الخلاف في شرائط الحكم الظاهري فرق بين ان نقول انكشاف الواقع وبين ان نقول انكشاف الخلاف في شرائط الحكم الظاهري. الواقع المنكشف بالحكم الظاهري شيء آخر. عندنا أربع طبقات الواقع والواقع المنكشف بوصف انه منكشف والظن واعتبار الظن. شرائط الحكم الظاهري غير شرائط الواقع نفسه شرائط الحكم الظاهري تغاير شرائط الواقع في نفسه الذي انكشف الخلاف على الفرض فقط هو الواقع لا الحكم الظاهري حصل خلل في شرائطه ولا اعتباره. لازلنا نعين فرض ومحل البحث وهو فيما اذا انكشف الخلاف بلحاظ الواقع بما هو واقع او بما مظنون بظن آخر وليس انكشاف الخلاف في شرائط الحكم الظاهري بما هو ظاهري. الخلل في شرائط الحكم الظاهري نفسه يندرج في القسم الرابع وليس يندرج في القسم الثالث. مثلا الان انكشف للمقلد ان الفقيه الذي قلده من قبل أصلا ليس بفقيه او ليس اعلم هذا ليس محل البحث هذا يكون انكشاف الخلاف في شرائط الحكم الظاهري فتوى ذاك الفقيه شرائط الفتوى له فيها خلل. انكشاف الخلاف في الحكم الظاهري نفسه بينما نحن كلامنا ليس في انكشاف الخلاف والخلل في شرائط الحكم الظاهري بل في انكشاف الواقع والا مثلا افترض هذا الذي ليس بأعلم يفتي بما يوافق الاحتياط وهو مصيب للواقع لكن شرائط التقليد ليس بواجد بينما الاعلم يفتي خلاف الاحتياط. فيه فرق بين انكشاف الخلاف في الواقع بما هو واقع او انكشاف الخلاف في الحكم الظاهري مثلا عندنا في الروايات من تصدى للقضاء وليس كفاء فاذا قضى بالحق مع ذلك في النار لانه بالتالي خلل في الحكم الظاهري وليس الخلل في الواقع لأنه قضى بالحق لأن القاضي حاكم بالحكم الظاهري. فلنفكك بين الخلل في الواقع والخلل في الظاهر والخلل في الظاهر يرجع الى القسم الرابع ولا يرجع الى القسم الثالث.

مباحثة كتاب الاجتهاد والتقليد مع تعليقات الاعلام مع مصارعة قوية تفيد في صناعة باب القضاء وباب الاجتهاد والتقليد وتفيد في مباحث صناعة في الحكم الظاهري. تعليقات الاعلام عبارة عن خلاصات والتركيز في المطالب مع الأدلة في سبعة وستين مسألة. المهم المباحثة على المتن والمباحثة على متن تعليقات العروة تعطي قوة هذه المباحث . هناك ستلاحظون ان جملة من اختلافات الاعلام هي جدليات علمية في الخلل في شرائط الحكم الظاهري او الواقع.

محل البحث في القسم الثالث وفرقه عن القسم الرابع ان في القسم الثالث ليس الخلل في شرائط الحكم الظاهري وليس انكشاف الخلاف في شرائط الحكم الظاهري اذا فرض هكذا فهو من القسم الرابع الحكم الظاهري التخيلي. لان الحكم الظاهري اذا انخلت شرائطه فلا وجود له فيكون من القسم الرابع هذه نكتة جدا مهمة.

بعبارة أخرى اذا فرض المسألة في انكشاف الخلاف في الواقع وليس في شرائط متن الحكم الظاهري يعني ان اعتبار الحكم الظاهري الان حتى في الزمن الثاني اعتبار الظن السابق الأول لازال. لا المعتبر. هذا المجتهد الذي قلده المكلف الان نقول ان دليل حجية الرجوع الى الفقهاء شامل له وشامل لتقليده السابق لان المعتبر سابق والاعتبار لا زال. لان الفرض تقليده والحكم الظاهري السابق لم تختل شرائطه الفرض هذا. عندما نقول ان الظن الأول لا زال موجودا والظن الثاني يزحزح الظن الأول بمعنى انه يزحزح المظنون لا اعتباره. فرض المسألة في القسم الثالث هو هذا. وهذه نكتة ركض عليها القائلون بالإجزاء عكس القائلين بعدم الإجزاء الذين اهملوا هذه الحيثية. الان لسنا في صدد الخوض في القولين وادلة القولين. لا زلنا في فرض القولين لأن الفرض أصعب من أدلة القولين. في حين ان نقول انكشف الخلاف نقول الاعتبار لازال.

افترض وقوف المجتهد على الدليل الخاص لا يسبب ان العام في نفسه لم يكن حجة في ظرفه السابق سيما مع عدم ظفر المجتهد او الفقيه بالخاص. هذا ليس استدلالا بل هذا اصل الفرض. معنى القسم الثالث هو هذا ان الاعتبار لا يتبدل ولا يزول والمظنون يتبدل ومتعلق المظنون والواقع يتبدل لكن نفس الاعتبار لا زال موجودا. ولذلك يقال تقليد هذا العامي لذاك المجتهد في ذاك الزمان الان نقول تقليده صحيح. لان الفرق بين الخلل في شرائط الحكم الظاهري في نفسه وبين الخلل في الواقع. الان نقول انك قلدت خمسين سنة لفلان وتقليدك صحيح لكن الان جاء اعلم منه ولازم ان تعدل اليه لكن الان نقول حجية تقليد الفقهاء شامل لتقليدك الأول.

هذا محور رابع في لبحث ان الاعتبار لم يتبدل بل المعتبر او متعلق المعتبر يتبدل وزمن الاعتبار لم يتصرم وزمن المعتبر تصرم مثل الان في الفضولي ان الاجازة الان لكن المجاز هو العقد في العام الماضي او المدة السابقة. ففيه فرق بين زمن الاجازة وزمن المجاز. في الفضولي القضية أعقد لان عندنا زمن الاجازة وزمن المجاز وزمن اعتبار الاجازة. راجعوا كلام السيد الخوئي ما ركز على هذا المطلب والسيد اليزدي والمستمسك مصر على هذا المطلب يقول ان الاعتبار موجود ونقول تلك الحكومة السابقة شرعية وان انقضى مدتها. هذه نكتة مهمة في عالم الحكم الظاهري ان نفرق بين زمان الاعتبار وازمان المعتبر وبين تبدل المعتبر وعدم تبدل الاعتبار والوهم يصيب الباحث ان المعتبر اذا تتبدل فاعتباره يزول. نعم الاعتبار الان يزول لكن الاعتبار بلحاظ الزمن السابق موجود. هذا التفكيك بين الصفات التعلقية او الصفات الادراكية بين اربع طبقات فيها وجود الشيء في الخارج ووجود الشيء في الذهن بما هو مظنون او مشكوك او مجاز او أي صفة أخرى وبين الظن الذي تعلق به وبين اعتبار الظن اربع طبقات لازم ان نفكك ونفرق. في علم القانون هكذا هذا الأسس تصوره ليس سهلا لكنه هو حقيقي وليس تصورا مجازيا.

حينئذ ننقح المحاور الثلاثة ماهية الحكم الظاهري سيما الحجية والمحور الثاني مراحل الحكم تجري في الحجية او لا؟ والمحور الثالث المراتب الأربعة في الظن. الان ذكرنا في المحور الثالث مثلا الشك الان وزمان المشكوك غيره ليس من الضروري ان يكون زمن الشك متحدا مع زمن المشكوك او زمن الواقع بما هو هو. وكذلك العلم والظن و اليقين والحب زمن الحب وزمن المحبوب وذات زمن الشيء. فيه مطلب في باب الامر والنهي عن المنكر مطلب فقهي لكنه عقائدي بامتياز يرتبط صميميا بمثالنا نحن الان . الامر بالمعروف والنهي عن المنكر القلبي واجب وهل مرتبط ان يكون المنكر في زماني انا المكلف او حتى في زمن آدم؟ لازم ان اتبرأ من جريمة قتل قابيل لهابيل لو رضيت فاشارك اثم قابيل. النهي الان والتبرء القلبي الان ومتعلقه الزمن السابق. قد يكون عكس. أخبرني أئمة اهل البيت ان سعد بن ابي وقاص سيرجع في الرجعة وسيؤهل المسلمين لحرب علي بن ابيطالب وهذا الخبر عن سيد الأنبياء. كما ان عمر بن سعد الب الناس على سيد الشهداء علیه‌السلام. الان يجب علي ان اتبرء عن سعد بن ابي وقاص مع انه امر مستقبلي. زمن الحب والبغض او التبري والتولي الان لكن متعلقه قد يكون في الزمن السابق او اللاحق او الان. ان الظلم الذي جرى على فاطمة مع انه في الزم السابق الان لازم ان اتبرء منه ولا يمكن ان نقول الموضوع انتهى والا أشارك فيه. بضرورة احاديث السنة والشيعة من أحب عمل قوم يشاركهم. الحب من الصفات الادراكية وطبيعة الصفات الادراكية ان زمن الصفة غير زمن المتعلق. ان النبي يهددنا ان من احب عمل قوم يشاركهم. الحب الان والبغض الان ولكن المحبوب والمبغوض زمنه سابق او يمكن لاحقا بل حتى القرآن الكريم ان المنكر الموجود في السماوات لابد ان نتبرء منه. لا يجوز لي ان احب اعتراض الملائكة على الله عزوجل في نصب الخليفة في الأرض. اعتراضهم باطل ولو لم يكن معصية ولا يجوز لي ان احبه. مع انه في السماوات. فيه فرق بين زمن الاعتبار ان الحكم الان واجب والتبري الان والتولي الان لكن متعلق التبري قد يكون خارج نطاق الأرض. لذلك حتى الفلاسفة والمتكلمون وعلماء الاخلاق ركزوا على الصفات الادراكية لانها عابر للعوالم فضلا عن الازمان. لا نخلط بين زمان هذه الطبقات الأربع.

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo