< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الاصول

32/06/19

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: أمثلة على المطلق:

حالات اسم الجنس:

 3ـ دخول اللام على اسم الجنس: كالعالم والفقير، فبهذا يخرج اسم الجنس عن الإبهام والإهمال إلى التعيين ولهذا فسر المشهور هذا على أساس أن اللام موضوعة للتعيين نحو فقير فإن دخلت الألف واللام عليه أفادت التعيين، ومن هنا يفيد الألف واللام التعريف.

 ثم إن المراد من التعيين هنا هو وضع مدخول الألف واللام لما هو معين ذهنا أو خارجاً, فأصبح معيناً أي خرج من حالة الإبهام إلى التعيين الذهني أو الخارجي.

 وقد ذكر في البحوث أشكال صاحب الكفاية على ذلك بقوله: «إن أريد دلالة اللام على التعيين الخارجي فمن الواضح عدم وجود تعيين خارجي في موارد لام الجنس, وان أريد من التعيين التعيّن الذهني (أي تعيّن الطبيعة في الذهن) فمن الواضح أنه ان أخذ هذا التعيين في مدلول اللفظ صار التعيين ذهنياً وبهذا يخرج التعيين عن صلاحيته للانطباق على الخارجيات إلا بالمجاز وبطلان هذا واضح»[1] . ولهذا التزم صاحب الكفاية بكون اللام هنا للتزيين كما في مورد دخولها على الإعلام.

 وقد ذكر الشهيد الصدر ما حاصله:إن مفهوم التعيّن هو نكره بنفسه سواء أريد به التعيّن في الخارج أو في الذهن، فالمراد بالألف واللام الداخلة على الجنس التي تكون للتعين هو أن الواضع حينما وضع اللفظ كان لابد له من أن يتصور المعنى ليقرن به اللفظ، وفي المقام قد قرن الواضع بين اللفظ وبين الصورة الذهنية بما هي متعينة وحاكية عن الخارج, لأنها منتزعة عن الخارج، فاللام تدل على التعيين كما عليه المشهور المتطابق مع الوجدان العرفي بدلالة اللام على التعيين، ولكن التعيين هنا ليس ذهنياً محضاً، ولا يلزم عدم انطباقه على الخارج, وإنّما المراد من التعيين هنا تطبيق الصورة الذهنية على الانطباعات المألوفة سابقاً للذهن، فالأسد له انطباعات معينة في ذهن الإنسان واللام تدل على ماهية الأسد ومعناه بذلك النحو المعروف المألوف في الانطباعات السابقة([2] ), وعليه فتكون اللام لواقع التعيين ولا تفيد تعريفاً.

 د ـ علم الجنس: فإنه يدل على الإطلاق مثل أسامة، ثعالة. والوجدان العرفي يقول بإبهامه وإجماله، ولكن مع فرق بينه وبين اسم الجنس اي بين أسامة وبين أسد، وبين ثعالة وبين ثعلب. ولعل الفرق بينهما يكمن في أن التعيّن الذهني لاسم الجنس الذي تدل عليه لام الجنس حينما تدخل على اسم الجنس هو مستبطن في نفس مدلول علم الجنس، ولهذا أصبحت الكلمة معرّفة لأنها في قوة المعرف باللام ([3] ).

 هـ ـ الإطلاق في الجمل، كإطلاق صيغة افعل الذي يقتضي استفادة الوجوب العيني والتعييني والنفسي، ومثله إطلاق الجملة الشرطية في استفادة الانحصار في الشرط، فان بحث مقدمات الحكمة يشملها أيضاً.

[1] بحوث في علم الأصول 3: 453, وكفاية الأصول: 245.

[2] ()ونص كلامه: « فالصحيح ما عليه المشهور و المتطابق مع الوجدان العرفي القاضي بدلالة اللام على التعين حتى في موارد لام الجنس. و لكن ليس المراد من هذا التعيين الذهني محض الوجود في الذهن لوضوح انه بذلك لا يصبح المعنى معرفة و لهذا لم يتوهم انقلاب الكلمات إلى معارف من ادعى وضعها للمعنى المقيد باللحاظ الاستقلالي أو الآلي ذهنا. و انَّما المراد من التعين هنا تطبيق الصورة الذهنية على الانطباقات المألوفة سابقاً للذهن فالأسد له انطباعات معيّنة في ذهن الإنسان مثلاً و اللام تدلّ على ماهية الأسد و معناه بذلك النحو المعروف المألوف في الانطباعات السابقة و هذا كأنَّه يشبه العهد الذهني و لكنه في المقام نوعي و ليس شخصياً», بحوث في علم الأصول ج 3: 436-437.

[3] ()بحوث في علم الأصول 3: 437.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo