« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ باقر الايرواني
بحث الأصول

47/05/06

بسم الله الرحمن الرحيم

 -التغاير والاتحاد بين عنواني الميتة وغير المذكى من حيث الذات والحكم - بحث فقهي- التنبيه الأول- تنبيهات البراءة - أصالة البراءة - الأصول العملية.

الموضوع: - التغاير والاتحاد بين عنواني الميتة وغير المذكى من حيث الذات والحكم - بحث فقهي- التنبيه الأول- تنبيهات البراءة - أصالة البراءة - الأصول العملية.

 

ونحن نقول: - يمكن أن يقال إنَّ عنوان الميتة وعنوان غير المذكى متحدان وليسا متغايرين، وذلك لأمرين: -

الأمر الأول: - النصوص الشرعية من الكتاب الكريم والسنَّة الشريفة.

أما الكتاب الكريم: - فمن قبيل قوله تعالى:- ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ ﴾[1] ، فإنه يستفاد منها أنه يجوز لكم الأكل إذا ذكيتم وأما إذا لم تذكوا فلا يجوز لكم الأكل، فالآية الكريمة قالت حرمت عليكم الميتة إلا ما ذكي فيفهم من المقابلة أنَّ الميتة هي نفس غير المذكى، لأنها قالت حرمت عليكم الميتة ثم قالت إلا المذكى وهذا معناه أنَّ غير المذكى هو ميتة ولذلك استثنت وقالت إلا ما ذكيتهم، فغير المذكى وهو ميتة وحينئذٍ لا يجوز أكله، وبذلك يثبت المطلوب.

كما أنَّ السيد الخوئي قال إذا طبخ مشكوك الذكية فهنا لا يجوز أكل اللحم ولكن يجوز شرب المرق المطبوخ فيه لأنَّ النجاسة مترتبة على عوان الميتة وهذا اللحم أقصى ما هناك أننا نشك أنه مذكى أو غير مذكى وغير المذكى ليس هو نفس الميتة فلا يحكم بنجاسته ولذلك جاز شرب مرق اللحم دون أكل اللحم فإنه لا يجوز.

ولكن نقول إنَّ الآية الكريمة تدل على أنَّ غير المذكى هو نفس الميتة، وعليه فلا يجوز أكل اللحم ولا شرب المرق الذي طبخ فيه، فإنه توجد مقابلة بين المذكى وبين الميتة لا أنَّ الميتة هي غير المذكى بل بالعكس فقد جعلت الآية الكريمة مقابلة بين المذكى وبين الميتة فيثبت أنَّ الميتة هي نفس غير المذكى وعليه فلا يجوز أكل اللحم مشكوك التذكية ولا شرب المرق الذي طبخ فيه.

وأما السنَّة الشريفة: - فإنه توجد عدَّة روايات في المقام.

الرواية الأولى: - موثقة سماعة، ونصها: - ( إذا رميت وسميت فانتفع بجلده واما الميتة فلا )[2] ، فهي واضحة في أنه إذا رميت وسميت فهذا صار مذكى فانتفع بجلده وأما الميتة فلا، فيثبت بالمقابلة أن غير المذكى هو نفس الميتة.

الرواية الثانية: - صحيحة الحلبي، ونصها: - ( وصلِّ حتى تعلم أنه ميتة بعينه )[3] ، فإنَّ الإمام عليه السلام قال صلّ في الجلد حتى تعلم أنه ميته وهذا معناه أنَّ غير المذكى هو ميتة، فحينما قال الامام عليه السلام ( صل فيه حتى تعلم أنه ميتة ) يعني حتى تعلم أنه غير مذكى.

الرواية الثالثة: - وراية البطائني، ونصها: - ( منه ما يكون ذكيا ومنه ما يكون ميتة )[4] )، وهذا معناه أنَّ الميتة هي نفس غير المذكى، فإنَّ الامام عليه السلام جعل مقابلة بين المذكى وبين الميتة وهذا معناه أنَّ الميتة هي نفس غير المذكى.


logo