46/08/13
-دلالة السنَّة الشريفة على البراءة الشرعية - البراءة الشرعية- أصل البراءة - مبحث الاصول العملية.
الموضوع:- دلالة السنَّة الشريفة على البراءة الشرعية - البراءة الشرعية - أصل البراءة - مبحث الاصول العملية.
النقطة الثالثة:- هل الرفع واقعي أو ظاهري؟
والفرق بينهما واضح، فإنَّ المقصود من الرفع الواقعي هو أنَّ أصل الحكم مرفوع واقعاً، وأما الرفع الظاهري فهو يعني أنَّ الحكم ثابت واقعاً لكن المرفوع هو وجوب الاحتياط بلحاظ ذلك الحكم الواقعي.
وقد يقال إنَّ المقصود من الرفع هنا هو الرفع الواقعي:- وذلك لقرينتين:-
الأولى:- سياق الحديث، فإنَّ الرفع في بقية فقرات الحديث هو رفع واقعي كرفع الخطأ والنسيان وما شكالهما، فإذا شككنا في أنَّ المقصود من ( رفع ما لا يعلمون ) هو الرفع الواقعي أو الظاهري فبقيرنة السياق يقال هو رفع واقعي.
الثانية:- إنَّ ظاهر الحديث هو ارادة الرفع الواقعي، فإنَّ المتبادر من الرفع هو رفع نفس الحكم لا رفع وجوب الاحتياط إزاء الحكم الواقعي.
ومن جملة من اختار ذلك السيد الروحاني(قده)[1] وتمسك له بوحدة السياق، وردَّ على من قال بكون الرفع ظاهرياً استناداً إلى تواتر الأخبار بالاشتراك في الاحكام بين العالم والجاهل - فلأجل هذه الاخبار نقول إنَّ الأحكام جميعها مشتركة والرفع هنا يكون ظاهرياً - بأنَّ هذا التواتر ليس بثابت، قال:- ( ليس له[2] في الأخبار عين ولا أثر، أجل ما يستظهر من الاشتراك يختص بالشبهة الموضوعية ).