« قائمة الدروس
الأستاذ الشيخ باقر الايرواني
بحث الأصول

46/08/09

بسم الله الرحمن الرحيم

-دلالة السنة الشريفة على البراءة الشرعية - البراءة الشرعية- أصل البراءة - مبحث الاصول العملية.

الموضوع:- دلالة السنة الشريفة على البراءة الشرعية - البراءة الشرعية - أصل البراءة - مبحث الاصول العملية.

وأما السنَّة الشريفة: -

انتهى كلامنا عن الآيات الدالة على البراءة الشرعية، ويقع الكلام الآن في السنَّة الشريفة والروايات الدالة فيها على البراءة الشرعية، وأول ما يتمسك به لذلك هو حديث الرفع، والكلام فيه طويل ودقيق، ونحن نمهج الكلام فيه ضمن النقاط التالية: -

النقطة الأولى: - البحث عن متن حديث الرفع وسنده.

أما من ناحية سنده: - فقد ورد بأسانيد متعددة، لكن المتن الذي يشتمل على فقرة ( ما لا يعلمون ) هو أربع روايات.

الرواية الأولى:- ما رواه الشيخ الصدوق في خصاله وتوحيده عن أحمد بن محمد بن يحيى عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن حمّاد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال:- ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله:- رفع عن امتي تسعة أشياء، الخطأ، والنسيان، وما اكرهوا عليه، وما لا يعلمون، ولا ما يطيقون، وما اضطروا إليه، والحسد، والطيرة، والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة )[1] .

ولكن ورد في بعض فقرات هذا الحديث تعبير ( والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة ) لكن المناسب هو التعبير بـ( والوسوسة في التفكر في الخلق ) كما سيأتي ذلك في تعبير بعض الروايات الأخرى، يعني أنَّ الوساوس التي تحصل للإنسان حينما يفكر في خلقة العالم ثم يقول ولكن من خلق خالق هذا الخالق؟! فهذه الوساوس مادامت موجودةً في القلب ولم يظهرها المكلف فهي مرفوعة عنه

الرواية الثانية: - ما ذكره الصدوق مرسلاً عن النبي صلى الله عليه وآله :- ( قال النبي صلى الله عليه وآله:- وضع عن أمتي تسعة أشياء، السهو، والخطأ، والنسيان، وما اكرهوا وعليه، ما لا يعلون، والطيرة، والحسد، والوسوسة في التفكر في الخلق ما لم ينطق بشفة )[2] .

الرواية الثالثة:- ما رواه الشيخ الكليني عن لحسين بن محمد عن محمد بن عبد الله عن محمد بن احمد النهدي رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال:- ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله:- وضع عن امتي تسعة خصال، الخطأ، والنسيان، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، وما اضطروا إليه، وما اكرهوا عليه، والطيرة، والوسوسة في التفكر في الخلق، والحسد ما لم يظهر بلسان أو يد )[3] .

الرواية الرابعة: - ما وراه احمد بن حمد بن محمد بن عيسى في نوادره عن اسماعيل الجعفي عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: - ( سمعته يقول:- وضع عن هذه الأمة ست خصال، الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه، وما لا يعلمون، ولا ما لا يطيقون، وما اضطروا إليه )[4] .

والكلام يقع في أسانيد هذه الروايات الأربع: - فإنَّ اسانيدها لا تخلو من مناقشة: -

أما سند الرواية الثالثة: - فإنَّ محمد بن احمد النهدي لم تثبت وثاقته، وأما الحسين بن محمد فهو الاشعري الثقة وقد روى عنه صاحب الكافي، ولكنها ضعيفة بالإرسال.

وأما سند الرواية الرابعة: - ففيه ثلاث مشاكل، الأولى في إسماعيل الجعفي فإنه لم تثبت وثاقته، والثانية في أحمد بن عيسى فإنه روى في نوادره عن اسماعيل الجعفي مباشرة والحال انه توجد بينهما وسائط فإنهما ليسا متعاصرين فيكون هذا ارسال، والثالثة إنَّ صاحب الوسائل يروي هذه الروية عن أحمد بن محمد بن عيسى والفاصل بين صاحب الوسائل وبين احمد بن محمد بن عيسى كبير والطريق بينهما غير معلوم وعليه فتحصل مشكلة أخرى هنا أيضاً.

وأما سند الرواية الأولى: - فالمشكلة التي فيها هي أنَّ الصدق رواها عن أحمد بن محمد بن يحيى وهذا الرجل لا توثيق له بخصوصه، نعم لو بنينا على كفاية شيخوخة الاجازة في اثبات الوثاقة فحينئذٍ نقول بما أنه من مشايخ الاجازة وهو شيخ للصدوق فحينئذٍ تثبت وثاقته وإلا فلا.

هذا وقد يقول قائل: - هناك طرق آخر للتغلب على المشكلة من ناحية أحمد بن محمد، وهي أنَّ الصدوق قال في مقدمة كتابه من لا يحضره الفقيه: - ( وجميع ما فيه مستخرج من كتبٍ مشهورةٍ عليها المعوّل وإليها المرجع )[5] ، فقد يستفاد منها شيئاً.


logo