< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ باقر الايرواني

بحث الأصول

44/11/09

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع:- التنبيه الخامس- تنبيهات - الاخبار العلاجية - تعارض الادلة.

وقبل مواصلة الموضوع نقول: - قبل أن ندخل في مناقشة أصل الفكرة التي ذكرها السيد الشهيد(قده) قد يناقش البعض في بعض المفردات التي استعان بها السيد الشهيد(قده) في هذه الفكرة، فمثلاً هو قال إنَّ روايات النجاسة على أربع مراتب وهنا قد يأتي مناقشٌ ويناقش في الروايات الدالة على النجاسة ويقول إنَّ دلالة المرتبة الثانية مراتبها الاربع قابلة للمناقشة فهي لا تدل على نجاسة الخمرة، أو أنه يناقش في روايات الطهارة.

ولكن نقول:- إنَّ هذه المناقشه ليست فنّية، بل لو اردنا مناقشة الفكرة فلابد أولاً أن نسلّم بمفردات الطائفتين ثم نناقش أصل الفكرة بعد التسليم بمفرداتها، وذلك بأن نقول:- هل المناسب أن نلاحظ المرتبة الأولى من الطائفة الأولى مع المرتبة الأولى من الطائفة الثانية أو المناسب أن نلاحظ الطائفة الأولى التي تدل على النجاسة بجميع مراتبها مع الطائفة الثانية التي تدل على الطهارة بجميع مراتبها؟، فالمناقشة لاربد وأن تصير في أصل الفكرة بعد التسليم بجزيئاتها ومفرداتها لا أن نناقش في الجزئيات، نعم إذا اكملنا المناقشة في أصل الفكرة فحينئذٍ يمكن أن نناقش في جزئياتها بأن نقول هذا مضافاً إلى أنه يمكن أن يناقش في بعض الجزيئات لا أن نجعل المناقشة من البداية في الجزئيات فإن هذا ليس شيئاً فنياً.

وهنا نقول:- هل الطريقة التي ابرزها السيد الشهيد(قده) تامة أو غير تامة وما هو دليله عليها، فلماذا نقسّم الطوائف إلى هذه الأصناف ثم نسقط كل صنف من الطائفة مع ما يقابله من الجانب الثاني؟

قال السيد الشهيد(قده) في الجواب:- حيث إنه توجد مرتبة أولى في الطائفة الأولى الدالة على النجاسة والتي دلالتها على النجاسة بالصراحة يوجد لها معارض من الطائفة الثانية الدالة على الطهارة، وحينئذٍ لابد وأن لا يكون هذا التعارض إلا هو المرتبة الأولى في الطائفة الثانية وهي الروايات الصريحة في الطهارة، فالمعارض للروايات الصريحة في النجاسة لا يكون إلا الصريح في جانب روايات الطهارة، ولا يكون المعارض هو الأخف درجةً أي صاحب المرتبة الثانية أو المرتبة الثالثة من الطائفة الثانية، لأنَّ المرتبة الثالثة من روايات الطهارة دلالتها على الطهارة ليست الصراحة وإنما بالاطلاق مثلاً، ومعلومٌ أنَّ الدلالة بالاطلاق لا تعارض الدلالة الصريحة، بل الدلالة الصريحة تصير قرينةً على التصرف في الدلالة الثابتة بالاطلاق وحينئذٍ لا توجد معارضة بينهما حتى يتساقطان لأنَّ الصريح حاكمٌ على الاطلاق، فتنحصر المعارضة بين الصريح من الطائفة الاولى مع الصريح من الطائفة الثانية فيسقطان، وهكذا الحال بالنسبة إلى المطلق من الطائفة الاولى مع المطلق من الطائفة الثانية ... وهكذا، وعليه فسوف تتساقط جميع روايات الطهارة وجميع روايات النجاسة وتبقى مرتبة واحدة من روايات الطهارة فيكون المرجع إليها وبذلك تثبت الطهارة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo