« قائمة الدروس
بحث الفقه الأستاذ مسلم الداوري

47/02/19

بسم الله الرحمن الرحیم

التعقیبات في الصلاة

الموضوع: التعقیبات في الصلاة

 

الثالث: لا إله إلّا اللَّه وحده وحده، أنجز وعده، و نصر عبده، و أعزّ جنده، و غلب الأحزاب وحده، فله الملك و له الحمد، يحيي ويميت، و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كلّ شي‌ء قدير.

الرابع: «اللَّهمّ اهدني من عندك، و أفض عليّ من فضلك و انشر عليّ من رحمتك، و أنزل عليّ من بركاتك».

الخامس: «سبحان اللَّه و الحمد للَّه و لا إله إلّا اللَّه و اللَّه أكبر» مائة مرّة، أو أربعين، أو ثلاثين.

 

ذكر بعض الأعلام عدم وجود دليل يدل على المائة و الصحيح وجوده.[1]

السادس: «اللَّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أجرني من النار و ارزقني الجنّة و زوّجني من الحور العين».

السابع: أعوذ بوجهك الكريم و عزّتك التي لا ترام و قدرتك التي لا يمتنع منها شي‌ء من شرّ الدُّنيا و الآخرة و من شرّ الأوجاع كلّها، ولا حول و لا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم.

الثامن: قراءة الحمد، و آية الكرسي، و آية ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ﴾ ...[2] إلخ، و آية الملك[3] .

التاسع: «اللَّهمّ إنِّي أسألك من كل خير أحاط به علمك، و أعوذ بك من كلّ شر أحاط به علمك، اللَّهمّ إنِّي أسألك عافيتك في أُموري كلّها، و أعوذ بك من خزي الدُّنيا و عذاب الآخرة».

العاشر: «أُعيذ نفسي و ما رزقني ربِّي باللَّه الواحد الأحد الصمد الّذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد، و أُعيذ نفسي و ما رزقني ربِّي بربّ الفلق من شرّ ما خلق إلى آخر السورة-، و أُعيذ نفسي و ما رزقني ربِّي بربّ الناس ملك الناس إلى آخر السورة».

الحادي عشر: أن يقرأ قل هو اللَّه أحد اثني عشر مرّة ثمّ يبسط يديه و يرفعهما إلى السماء و يقول: «اللَّهمّ إنِّي أسألك باسمك المكنون المخزون الطهر الطاهر المبارك، و أسألك باسمك العظيم و سلطانك القديم أن تصلِّي على محمّد و آل محمّد، يا واهب العطايا يا مطلق الأُسارى يا فكّاك الرِّقاب من النّار أسألك أن تصلِّي على محمّد و آل محمّد، و أن تعتق رقبتي من النار و تخرجني من الدُّنيا آمناً وتدخلني الجنّة سالماً و أن تجعل دعائي أوّله فلاحاً و أوسطه نجاحاً و آخره صلاحاً إنّك أنت علّام الغيوب».

الثاني عشر: الشهادتان و الإقرار بالأئمّة.

الثالث عشر: قبل أن يثني رجليه يقول ثلاث مرّات: «استغفر اللَّه الّذي لا إله إلّا هو الحيّ القيوم ذو الجلال و الإكرام و أتوب إليه».

الرابع عشر: دعاء الحفظ من النسيان، و هو: سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته، سبحان من لا يأخذ أهل الأرض بألوان العذاب، سبحان الرؤوف الرحيم، اللَّهمّ اجعل لي في قلبي نوراً و بصراً و فهماً و علماً إنّك على كلّ شي‌ء قدير.

 

عن بعض الأفاضل في حاشية البلد الأمين: أنه من قرأ في قنوت نافلة الصبح الآيات من آخر سورة البقرة: ﴿{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}﴾ ثم أضاف إليها الدعاء المذكور، يصل إلى المطلوب.

وما ذكره الماتن رحمه الله من أن الأذكار والأدعية المأثورة في كتب الدعاء كثيرة، وذكر أربعة عشر منها تيمناً، وهي كما ذكره قدس سره، ولكن لا بأس بإضافة ذكر ورد في تعقيب صلاة الصبح والمغرب و هو: "بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" أو "ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم" سبع مرات، فيدفع عنه سبعين بلاءً أو داءً في عدة روايات معتبرة، وبعض الروايات أنه يدفع عنه تسعون.

منها ‌رواية شَيْبَةَ الْهُذَيْلِيِ‌ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي كَلَاماً يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ وَ خَفِّفْ عَلَيَّ فَقَالَ إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَقُلْ عَشْرَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَ بِحَمْدِهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ- فَإِنَّ اللَّهَ يُعَافِيكَ بِذَلِكَ مِنَ الْعَمَى وَ الْجُنُونِ وَ الْجُذَامِ وَ الْفَقْرِ وَالْهَرَمِ[4]

و رواية حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ× يَقُولُ‌ مَنْ قَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ- مِائَةَ مَرَّةٍ حِينَ يُصَلِّي الْفَجْرَ لَمْ يَرَ يَوْمَهُ ذَلِكَ شَيْئاً يَكْرَهُهُ.[5]

و منها رواية أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ× قَالَ: مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَ فِي دُبُرِ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ سَبْعَ مَرَّاتٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ- دَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ سَبْعِينَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ أَهْوَنُهُ الرِّيحُ وَ الْبَرَصُ وَالْجُنُونُ وَ إِنْ كَانَ شَقِيّاً مُحِيَ مِنَ الشَّقَاءِ وَ كُتِبَ فِي السُّعَدَاءِ.[6]

وقَالَ الْكُلَيْنِيُّ وَ فِي رِوَايَةِ سَعْدَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ× مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ أَهْوَنُهُ الْجُنُونُ وَ الْجُذَامُ وَ الْبَرَصُ وَ إِنْ كَانَ شَقِيّاً رَجَوْتُ أَنْ يُحَوِّلَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى السَّعَادَةِ[7] .

و منها رواية سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ× قَالَ: إِذَا صَلَّيْتَ الْغَدَاةَ وَ الْمَغْرِبَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ فَإِنَّهُ مَنْ قَالَهَا لَمْ يُصِبْهُ جُنُونٌ وَ لَا جُذَامٌ وَ لَا بَرَصٌ وَ لَا سَبْعُونَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ.[8]

ورواية مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ سَعِيدِ[9] بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ× إِذَا صَلَّيْتَ الْمَغْرِبَ فَلَا تَبْسُطْ رِجْلَكَ وَ لَا تُكَلِّمْ أَحَداً حَتَّى تَقُولَ مِائَةَ مَرَّةٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ- وَ مِائَةَ مَرَّةٍ فِي الْغَدَاةِ فَمَنْ قَالَهَا دُفِعَ عَنْهُ مِائَةُ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ أَدْنَى نَوْعٍ مِنْهَا الْبَرَصُ وَ الْجُذَامُ وَ الشَّيْطَانُ وَ السُّلْطَانُ.[10]

و منها رواية مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ× قَالَ: مَنْ قَالَ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ‌ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ- يُعِيدُهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعِينَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ (وَ مَنْ قَالَهَا إِذَا صَلَّى الْمَغْرِبَ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ دَفَعَ عَنْهُ سَبْعِينَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ)[11] أَهْوَنُهَا الْجُذَامُ وَ الْبَرَصُ.[12]

و غيرها من الرويات

مسألة 21: يستحب في صلاة الصبح أن يجلس بعدها في مصلّاه إلى طلوع الشمس مشتغلًا بذكر اللَّه.

مسألة 22: الدُّعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة تنفلًا و كذا الدُّعاء بعد الفريضة أفضل من الدُّعاء بعد النافلة.

مسألة 23: يستحب سجود الشكر بعد كل صلاة فريضة كانت أو نافلة و قد مرّ كيفيّته سابقاً.

..........................................................

ذكر جماعة بعدم الظفر بدليله. والصحيح وجود الدليل. وقد تقدم بحث سجدة الشكر في بحث السجود، وقلنا: ما ورد في صحيحة مرازم وصحيحة عبد الله بن جندب. وكذلك تقدم بحث الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله في بحث التشهد

فصل في الصلاة على النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله)

يستحبّ الصلاة على النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) حيث ما ذكر، أو ذكر عنده، و لو كان في الصلاة و في أثناء القراءة، بل الأحوط عدم تركها لفتوى جماعة من العلماء بوجوبها و لا فرق بين أن يكون ذكره باسمه العَلَمي كمحمّد و أحمد أو بالكنية و اللّقب كأبي القاسم و المصطفى و الرسول و النبيّ، أو بالضمير، و في الخبر الصحيح: «و صلّ على النبيّ كلّما ذكرته، أو ذكره ذاكر عندك في الأذان أو غيره»، و في رواية «من ذكرت عنده و نسي أن يصلِّي عليّ خطأ اللَّه به طريق الجنّة».

مسألة 1: إذا ذكر اسمه (صلّى اللَّه عليه و آله) مكرّراً يستحب تكرارها، و على القول بالوجوب يجب. نعم، ذكر بعض القائلين بالوجوب يكفي مرّة إلّا إذا ذكر بعدها فيجب إعادتها، و بعضهم على أنّه يجب في كل مجلس مرّة.

مسألة 2: إذا كان في أثناء التشهّد فسمع اسمه لا يكتفي بالصلاة التي تجب للتشهّد. نعم، ذكره في ضمن قوله: «اللَّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد» لا يوجب تكرارها، و إلّا لزم التسلسل.

مسألة 3: الأحوط عدم الفصل الطويل بين ذكره و الصلاة عليه بناءً على الوجوب، و كذا بناءً على الاستحباب في إدراك فضلها وامتثال الأمر الندبي، فلو ذكره أو سمعه في أثناء القراءة في الصلاة لا يؤخر إلى آخرها إلّا إذا كان في أواخرها.

مسألة 4: لا يعتبر كيفية خاصّة في الصلاة بل يكفي في الصلاة عليه كل ما يدل عليها مثل (صلّى اللَّه عليه) و «اللَّهمّ صلّ عليه» والأولى ضمّ الآل إليه.

مسألة 5: إذا كتب اسمه (صلّى اللَّه عليه و آله) يستحب أن يكتب الصلاة عليه (2).

مسألة 6: إذا تذكّره بقلبه فالأولى أن يصلِّي عليه لاحتمال شمول قوله (عليه السلام): «كلّما ذكرته ...» إلخ، لكن الظاهر إرادة الذكر اللِّساني دون القلبي.

مسألة 7: يستحب عند ذكر سائر الأنبياء و الأئمّة أيضاً ذلك. نعم، إذا أراد أن يصلِّي على الأنبياء أوّلًا يصلِّي على النبيّ و آله (صلّى اللَّه عليه و آله) ثمّ عليهم، إلّا في ذكر إبراهيم (عليه السلام) ففي الخبر عن معاوية بن عمار قال: «ذكرت عند أبي عبد اللَّه الصادق (عليه السلام) بعض الأنبياء فصلّيت عليه فقال (عليه السلام): إذا ذكر أحد من الأنبياء فابدأ بالصلاة على محمّد و آله ثمّ عليه».

 


[1] ـ كما ورد في جامع الاخبار قَالَ×‌ مَنْ قَالَ مِائَةَ مَرَّةٍ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ كُتِبَ‌ اسْمُهُ‌ فِي‌ دِيوَانِ‌ الصِّدِّيقِينَ‌ وَ لَهُ ثَوَابُ الصِّدِّيقِينَ وَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ نُورٌ عَلَى الصِّرَاطِ وَ يَكُونُ فِي الْجَنَّةِ رَفِيقَ خَضِرٍ ع. جامع الأخبار(للشعيري)، ص: 53.
[2] ـ آل عمران: الآية 17.
[3] ـ آل عمران: الآية 26.
[4] ـ الوسائل، ج6، ص:475، أبواب التعقيب ب25 ح1.
[5] ـ الوسائل، ج6، ص:478، أبواب التعقيب ب25 ح8.
[6] ـ الوسائل، ج6، ص:478، أبواب التعقيب ب25 ح9.
[7] ـ الكافي، 2- 531- 26.
[8] ـ الوسائل، ج6، ص:479، أبواب التعقيب ب25 ح11.
[9] ـ في نسخة: سعد- هامش المخطوط-.
[10] ـ الوسائل، ج6، ص:479، أبواب التعقيب ب25 ح12.
[11] ـ ما بين القوسين ليس في المصدر.
[12] ـ الوسائل، ج6، ص:480، أبواب التعقيب ب25 ح17.
logo