47/02/13
بسم الله الرحمن الرحیم
التعقیبات في الصلاة
الموضوع: التعقیبات في الصلاة
اما كيفية التسبيح: فعن الوسائل ما عليه المشهور بل لا اجد خلافا في النصوص و الفتوى عدا ما في العلل قيل اكثر رجاله من العامة خلافا للفقيه و الهداية و عن الشيخ في الاقتصاد و الاسكافي و علي بن بابويه من تقديم التسبيح على التحميد مع ان نسخة الفقيه موافقة للمشهور بل لعلهم جميعا لايريدون الترتيب في مطلق الجمع
و الحاصل من كلامه انه اختلف في كيفية التسبيح فلا بد من الرجوع الى الاحاديث الواردة في المقام و ما يستفاد منها وهي على طائفتين طائفة منها تدل على ما عليه المشهور بين اصحابنا و عليه عمل الطائفة و يدل عليه روايات
منها صحيحة مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ×- فَسَأَلَهُ أَبِي عَنْ تَسْبِيحِ فَاطِمَةَ ع- فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ حَتَّى أَحْصَى أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِينَ مَرَّةً ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَتَّى بَلَغَ سَبْعاً وَ سِتِّينَ ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ حَتَّى بَلَغَ مِائَةً يُحْصِيهَا بِيَدِهِ جُمْلَةً وَاحِدَةً.[1]
و صحيحة هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ× قَالَ: تَسْبِيحُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ع- إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَكَبِّرِ اللَّهَ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِينَ وَاحْمَدْهُ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ وَ سَبِّحْهُ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ وَ تَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ- وَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الصَّافَّاتِ وَ عَشْراً مِنْ آخِرِهَا.[2]
و منها ما رواه مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ× فِي حَدِيثِ نَافِلَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ سَبِّحْ تَسْبِيحَ فَاطِمَةَ÷- وَ هُوَ اللَّهُ أَكْبَرُ أَرْبَعاً وَثَلَاثِينَ مَرَّةً وَ سُبْحَانَ اللَّهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ مَرَّةً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ مَرَّةً فَوَ اللَّهِ لَوْ كَانَ شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنْهُ لَعَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ| إِيَّاهَا.[3]
و ان كان في السند محمد بن سنان و هو على الاظهر ثقة، يمكن تصحيحها لنقل الشيخ لها لانه نقل روايات محمد بن سنان الخالية من الغلو و التخليط
و عند مراجعة كتاب التهذيب الذي اخذ صاحب الوسائل الرواية منه وجدنا ان الحمد مقدم على التسبيح و ليس كما نقله في الوسائل كما ان محقق الكتاب لم يلتفت الى هذا الامر[4] كما انه في الجواهر كالوسائل
و رواية أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ× قَالَ: فِي تَسْبِيحِ فَاطِمَةَ÷ تَبْدَأُ بِالتَّكْبِيرِ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِينَ ثُمَّ التَّحْمِيدِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ ثُمَّ التَّسْبِيحِ ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ.[5]
و فيها سهل بن زياد و هو ضعيف
و منها رواية الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ× وَ كَلَّمَهُ فَلَمْ يَسْمَعْ كَلَامَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ× وَشَكَا إِلَيْهِ ثِقْلًا فِي أُذُنَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا يَمْنَعُكَ وَ أَيْنَ أَنْتَ مِنْ تَسْبِيحِ فَاطِمَةَ÷ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا تَسْبِيحُ فَاطِمَةَ÷ فَقَالَ تُكَبِّرُ اللَّهَ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِينَ وَ تُحَمِّدُ اللَّهَ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ وَ تُسَبِّحُ اللَّهَ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ تَمَامَ الْمِائَةِ قَالَ فَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ إِلَّا يَسِيراً حَتَّى ذَهَبَ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُهُ.[6]
ورواية عَلِيٍّ× قَالَ: أَهْدَى بَعْضُ مُلُوكِ الْأَعَاجِمِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ| رَقِيقاً[7] فَقُلْتُ لِفَاطِمَةَ÷ اذْهَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ| فَاسْتَخْدِمِيهِ خَادِماً فَأَتَتْهُ فَسَأَلَتْهُ ذَلِكَ وَ ذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ اخْتَصَرْنَاهُ نَحْنُ هَاهُنَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ| يَا فَاطِمَةُ أُعْطِيكِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ خَادِمٍ وَ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا تُكَبِّرِينَ اللَّهَ بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً وَ تُحَمِّدِينَ اللَّهَ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ تَحْمِيدَةً وَتُسَبِّحِينَ اللَّهَ ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ تَسْبِيحَةً ثُمَّ تَخْتِمِينَ ذَلِكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَذَلِكَ خَيْرٌ لَكِ مِنَ الَّذِي أَرَدْتِ وَ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا فَلَزِمَتْ| هَذَا التَّسْبِيحَ بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ وَ نُسِبَ إِلَيْهَا إِلَى آخِرِ مَا يَأْتِي.[8]
اما الطائفة الثانية: ويدل عليها روايات
عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَخِيهِ أَنَّ شِهَابَ بْنَ عَبْدِ رَبِّهِ سَأَلَنَا أَنْ نَسْأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع- وَ قَالَ قُلْ لَهُ إِنَّ امْرَأَةً تُفْزِعُنِي فِي الْمَنَامِ بِاللَّيْلِ فَقَالَ قُلْ لَهُ اجْعَلْ مِسْبَاحاً وَ كَبِّرِ اللَّهَ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً وَ سَبِّحِ اللَّهَ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ وَ احْمَدِ اللَّهَ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ وَ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ يُمِيتُ وَ يُحْيِي (وَ هُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ) بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَ لَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ[9] .
داوود بن فرقد من الاجلاء واما اخوه فلم يرد فيه شيء، و رواها الكليني & عن الحسين بن سعيد فاذا كان عن كتابه و لكن الشيخ روى له كتب و رويات
و منها معتبرة وَهْبِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ× يَقُولُ: مَنْ سَبَّحَ تَسْبِيحَ الزَّهْرَاءِ فَاطِمَةَ÷ بَدَأَ وَ كَبَّرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَرْبَعاً وَثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً وَ سَبَّحَهُ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ تَسْبِيحَةً وَ وَصَلَ التَّسْبِيحَ بِالتَّكْبِيرِ وَ حَمَّدَ اللَّهَ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ مَرَّةً وَ وَصَلَ التَّحْمِيدَ بِالتَّسْبِيحِ الْخَبَرَ.[10]
و منها في الفقيه مرسلا قَالَ: وَ رُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ× قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ- وَ ذَكَرَ حَدِيثاً يَقُولُ فِيهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ| قَالَ لَهُ وَ لِفَاطِمَةَ أَ لَا أُعَلِّمُكُمَا مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنَ الْخَادِمِ إِذَا أَخَذْتُمَا مَنَامَكُمَا فَكَبِّرَا أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً وَ سَبِّحَا ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ تَسْبِيحَةً وَ احْمَدَا ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ تَحْمِيدَةً فَقَالَتْ فَاطِمَةُ رَضِيتُ عَنِ اللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِهِ[11] .
فِي الْعِلَلِ عَنْ عَلِيٍّ× مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَسَبِّحَا ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ وَ احْمَدَا ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ وَ كَبِّرَا أَرْبَعاً[12] وَثَلَاثِينَ[13] .[14] واكثر رواته من العامة
و منها رواية إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ× قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً[15] مَا حَدُّهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَاللَّهِ| عَلَّمَ فَاطِمَةَ÷ أَنْ تُكَبِّرَ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً وَ تُسَبِّحَ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ تَسْبِيحَةً وَ تُحَمِّدَ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ تَحْمِيدَةً فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِاللَّيْلِ مَرَّةً وَبِالنَّهَارِ مَرَّةً فَقَدْ ذَكَرْتَ اللَّهَ كَثِيراً.[16]
و اسماعيل اخو اسحاق بن عمار، وثقه ابن شهر اشوب و روى عنه المشايخ الثقات فهو ثقة و في المعجم انه من الحسن وروى في الكشي رواية في مدح الامام له. و عليه فيمكن القول باعتبارها
و رواية فِقْهِ الرِّضَا×: وَ تُسَبِّحُ بِتَسْبِيحِ فَاطِمَةَ÷ وَ هُوَ أَرْبَعٌ وَ ثَلَاثُونَ تَكْبِيرَةً وَ ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ تَسْبِيحَةً وَ ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ تَحْمِيدَةً.[17]
و رواية ابْن الشَّيْخِ الطُّوسِيِّ فِي مَجَالِسِهِ، عَنْ أَبِيهِ: مُعَقِّبَاتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ [أَوْ فَاعِلُهُنَ] يُكَبِّرُ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِينَ [وَ يُسَبِّحُ ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ] وَيُحَمِّدُ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ.[18]
و رواية ابْنِ طَاوُسٍ فِي فَلَاحِ السَّائِلِ، رَأَيْتُ فِي تَارِيخِ نَيْشَابُورَ فِي تَرْجَمَةِ رَجَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَنَّ النَّبِيَّ| قَالَ: مُعَقِّبَاتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ أَوْ فَاعِلُهُنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ تَسْبِيحَةً وَ ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ تَحْمِيدَةً وَ أَرْبَعٌ وَ ثَلَاثُونَ تَكْبِيرَةً.[19]
في جَامِعُ الْأَخْبَارِ، رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ| فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْأَغْنِيَاءَ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَ لَهُمْ أَمْوَالٌ يُعْتِقُونَ وَ يَتَصَدَّقُونَ قَالَ فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا- سُبْحَانَ اللَّهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ مَرَّةً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ مَرَّةً وَ اللَّهُ أَكْبَرُ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِينَ مَرَّةً- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ فَإِنَّكُمْ تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ وَ لَا يَسْبِقُكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ.[20]
و فيه قَالَ النَّبِيُّ ص: خَصْلَتَانِ لَا يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ يُسَبِّحُ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ وَ يُحَمِّدُهُ ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ وَيُكَبِّرُهُ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِينَ الْخَبَرَ.[21]
و التكبير في هاتين الروايتين متاخر