40/03/12
هل نزل القرآن على سبعة
موضوع: هل نزل القرآن على سبعة
هل نزل القرآن على سبعة أحرف
فهنا مطالب:
أولا عرض الروايات حول نزول القرآن على سبعة أحرف
ثانيا تفنيد تلك الروايات
ثالثا عدم رجوع نزول القرآن على سبعة أحرف إلى معنى معقول
رابعا الوجوب العشرة التي ذكروها تفسيرا للأحرف السبعة
خامسا بيان فساد تلك الوجوه.
نتطرق اليوم إلى المطلب الأول والثاني
فقد ورد في روايات أهل السنة أن القرآن الكريم قد نزل على سبعة أحرف وقد ذكر السيد الخوئي “رحمه الله” في هذا المبحث من تفسير البيان أهم تلك الروايات وهي عبارة عن أحد عشر رواية سنقرؤها إن شاء الله تعالى ولكن يسجل على هذه الروايات ملاحظتان هامتان:
الملاحظة الأولى أن هذه الروايات لا قيمة لها لأنها مخالفة لما صح عن أئمتنا “عليهم السلام” إذ أن روايات الخاصة كذبت هذه الروايات وقالت كذبوا أعداء الله وعندنا ملاك عند تعارض الروايات وهو أنه خذ بما خالف العامة فإن الرشد في خلافهم هذه هي الملاحظة الأولى.
الملاحظة الثانية هذه الروايات فيها تهافت كبير فبعض هذه الروايات متناقضة بعض هذه الروايات دل على أن النبي “صلى الله عليه وآله” هو الذي بادر إلى الاستزادة وأن القرآن نزل على حرف والنبي أراد الاستزادة فأصبحت سبعة حروف وبعض هذه الروايات لم يدل على أن النبي قد طلب الاستزادة وإنما الملك هو الذي حثه على الاستزادة بعض هذه الروايات دل على أن جبرائيل قد أقرأ النبي “صلى الله عليه وآله” على حرف واحد فاستزاد النبي “صلى الله عليه وآله” فزاده جبرائيل إلى أن وصل إلى سبعة أحرف مما يدل على أن الزيادة كانت بالتدريج يعني زاده حرفين ثم ثلاثة ثم أربعة ثم خمسة ثم ستة إلى أن وصل إلى سبعة فاكتفى النبي “صلى الله عليه وآله” وفي بعض هذه الروايات أن الزيادة كانت مرة واحدة في المرة الثالثة.
في بعض هذه الروايات إن الله قد أمره في المرة الثالثة أن يقرأ القرآن على ثلاثة أحرف وكان الأمر بقراءة سبعة أحرف في المرة الرابعة بخلاف الروايات الأولى التي تقول هناك تدريج حرف واحد ثم حرفان ثم ثلاثة ثم أربعة ثم خمسة ثم ستة ثم سبعة بعض الروايات تقول أنه من المرة الرابعة من الحرف الرابع انتقل إلى الحرف السابع.
من التناقض بين هذه الروايات إن بعض الروايات دل على أن الزيادة كانت كلها في مجلس واحد وأن طلب النبي “صلى الله عليه وآله” كان بإرشاد من ميكائيل فزاده جبرائيل يعني جبرائيل نزل على النبي وميكائيل ارشد النبي إلى طلب الزيادة حتى بلغ سبعا وفي روايات أخرى إن الزيادة لم تكن في مجلس واحد بل إن جبرائيل كان ينطلق إلى النبي ويخرج منه ويعود مرة أخرى إلى أن وصلت الأحرف إلى سبعة أحرف.
من التناقض بين هذه الروايات أن أبي بن كعب دخل المسجد فرأى رجلا يقرأ على خلاف قراءة أبي بن كعب وفي بعض هذه الروايات أن أبي كان أساسا في المسجد فدخل رجلان وقرءا على خلاف قراءته وقد وقع الاختلاف فيها فرجع إلى النبي “صلى الله عليه وآله” فقال النبي لأبي إن القرآن نزل على سبعة أحرف وأن الله "عز وجل" وسع على هذه الأمة.
بعض هذه الروايات لا يوجد تناسب بين السؤال وبين الجواب كما سيأتي في روايات أبن مسعود إذ أن السؤال كان عن الأحرف السبعة والجواب كان قول علي "عليه السلام" عن رسول الله (إن النبي يأمركم أن تقرؤوا كما علمتم)[1] والأمر بالقراءة كما علمنا ينسجم مع ما ورد عن أهل البيت “عليهم السلام” (اقرءوا كما علمتم)[2] فإن هذا الجواب القراءة بما نعلم لا ينسجم مع السؤال وقد كان عن الاختلاف في عدد آيات القرآن وسيأتي إن شاء الله أن نزول القرآن على سبعة أحرف لا يرجع إلى معنى المحصل وسيذكر السيد الخوئي “رحمه الله” عشرة معاني وعشرة وجوه للأحرف السبعة كلها لا يمكن الركون إليها.
النتيجة النهائية بحث الأحرف السبعة وأن القرآن قد نزل على سبعة أحرف هذا قد ورد في روايات السنة ولم يثبت عند الشيعة الإمامية بل لا نكتفي بدعوى أنه لم يثبت عندنا بل ثبت عندنا العكس وأن هذه الروايات مكذوبة على رسول الله “صلى الله عليه وآله” وقد وصفهم الإمام الصادق "عليه السلام" بأنهم أعداء الله إذن هذا البحث موضوع وليس بتام عند الشيعة الإمامية.
نقرأ الروايات الأحد عشر من دون حاجة إلى ذكر الأسانيد المتعددة فإنها قد رويت بأسانيد متعددة عند العامة ويمكن الرجوع إلى هذه الروايات في صحيح مسلم وصحيح البخاري وتفسير القرطبي وأكثر هذه الروايات يعني الروايات العشر باجمعها قد رواها الطبري في تفسيره والطبري من التفاسير بالمأثور فقد رواها الطبري في الجزء الأول من صفحة 9 إلى صفحة 15 والرواية الحادية عشر رواها القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن الجزء الأول صفحة 43 نقرأ هذه الروايات بعد أن أخذنا إلمامة عن التهافت في ما بين هذه الروايات.
الرواية الأولى أخرج الطبري عن يونس وأبي كريم بإسنادهما عن ابن شهاب بإسناده عن ابن عباس حدثه أن رسول الله “صلى الله عليه وآله” قال (أقرأني جبرائيل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده فيزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)[3] فقد دلت هذه الرواية على أن الزيادة تدريجية وأنها كانت بطلب النبي “صلى الله عليه وآله” وأن هذه الزيادة لم تحصل في مجلس واحد وإنما دلت على الاستمرار (فلم أزل أستزيده) فاستمر النبي في طلب الزيادة إلى أن وصلت إلى سبعة أحرف.
الرواية الثانية وأخرج الطبري عن أبي كريب بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلا عن جده عن أبي بن كعب قال (كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرء قراءة أنكرتها عليه ثم دخل رجل آخر فقرء قراءة غير قراءة صاحبه فدخلنا جميعا على رسول الله “صلى الله عليه وآله” قال فقلت يا رسول الله إن هذا قرء قراءة أنكرتها عليه ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه فأمرهما رسول الله “صلى الله عليه وآله” وسلم فقرأ فحسن رسول الله “صلى الله عليه وآله” شأنهما فوقع في نفسي من التكذيب ولا إن كنت في الجاهلية فلما رأى رسول الله “صلى الله عليه وآله” ما غشيني ضرب في صدري ففضت عرقا كأنما أنظر إلى الله فرقا فقال لي يا أبي أرسل إلي أن أقرء القرآن على حرف فرددت عليه أن هون على أمتي فرد علي في الثانية أن أقرء على حرف في صحيح على حرفين فرددت عليه أن هون على أمتي فرد علي في الثالثة أن أقرئه على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتها مسألة تسألنيها فقلت اللهم اغفر لأمتي اللهم اغفر لأمتي وأخرت الثالثة ليوم يرغب فيه إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم "عليه السلام")[4] يعني يوم القيامة يطلبون شفاعة النبي “صلى الله عليه وآله” وإبراهيم معروف أبو الأنبياء وأفضلهم إلا محمد “صلى الله عليه وآله” النبي هو أفضل الخلق جميعا هذه الرواية فيها أن أبي كان موجودا في المسجد وأن النبي هو الذي طلب الاستزادة.
الرواية الثالثة واخرج الطبري عن أبي كليب بإسناده عن سليمان بن صرد عن أبي بن كعب قال (رحت إلى المسجد فسمعت رجلا يقرأ فقلت من أقرئك فقال رسول الله “صلى الله عليه وآله” فانطلقت به إلى رسول الله فقلت استقرء هذا فقرء فقال أحسنت قال فقلت إنك أقرأتني كذا وكذا فقال وأنت قد أحسنت قال فقلت قد أحسنت قد أحسنت قال فضرب بيده على صدري ثم قال اللهم اذهب عن أبي الشك قال ففضت عرقا وامتلأ جوفي فرقا ثم قال “صلى الله عليه وآله” إن الملكين أتياني فقال احدهما اقرأ القرآن على حرف وقال الآخر يعني الأول هو جبرائيل المراد وقال الآخر وهو ميكائيل على ما في الرواية التي ستأتي زده قال فقلت زدني قال أقرؤه على حرفين حتى بلغ سبعة أحرف فقال اقرأ على سبعة أحرف)[5] .
الرواية الرابعة قال رسول الله “صلى الله عليه وآله” (قال جبرائيل أقرء القرآن على حرف فقال ميكائيل استزده الذي طب الاستزادة وبادر هو ميكائيل فقال على حرفين حتى بلغ ستة أو سبعة أحرف) والشك من أبي كليب انه السند هكذا اخرج الطبري عن أبي كليب بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه فقال كلها شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب كقولك هلم وتعال يعني يمكن مكان هلم تقول تعال اختلاف اللهجات بين العرب يعني المهم ما يصير تأتي بمعاني متقالبة وتضعها مكان المعنى المقابل لها يعني آية رحمة تضع فيها آية عذاب وآية عذاب تضعها مكان آية رحمة هذا لا يمكن الالتزام به عند الإمامية.
الرواية الخامسة وأخرج الطبري عن احمد بن منصور بإسناده عن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه عن جده قال (قرء رجل عند عمر بن الخطاب فغير عليه فقال لقد قرأت على رسول الله “صلى الله عليه وآله” فلم يغير علي يعني عمر عدل له القراءة والنبي لم يعدل له القراءة ولم يغير له القراءة قال فاختصما عند النبي “صلى الله عليه وآله” فقال يا رسول الله ألم تقرئني آية كذا وكذا قال بلى فوقع في صدر عمر شيء فعرف النبي “صلى الله عليه وآله” ذلك في وجهه قال فضرب صدره وقال ابعد شيطانا قالها ثلاثا ثم قال يا عمر إن القرآن كله سواء ما لم تجعل رحمة عذابا وعذابا رحمة)[6] .
الرواية السادسة واخرج الطبري عن محمد بن المثنى بإسناده عن أبن أبي ليلا عن أبي بن كعب أن النبي “صلى الله عليه وآله” كان عند إضاءة بني غفار الإضاءة هي مسيل النهر القليل يعني باصطلاحنا جدول النهر أو فرع من فروع النهر وكان عند محلة بني غفار هناك إضاءة يعني مجرى ومسيل لنهر صغير وستأتي رواية أخرى عند هذه إضاءة بني غفار توجد أحجار كما ستأتي تعبر عنها الرواية أحجار المراء وأحجار بمعنى تجمع الأحجار مكان الأحجار المتجمعة أحجار جمع حجر أحجار المراء كانت هناك مجموعة أحجار يذهب أهل المدينة إلى هناك ويمارون أنفسهم يعني يتجادلون عند تلك الأحجار فسمي الموضع أحجار المراء وهذا أحجار المراء عند إضاءة بني غفار وهو موضع في المدينة البعض يقول موضع في مكة هذا اشتباه لأن حديث الأحرف السبعة هذا كله في المدينة وليس في مكة وأيضا إضاءة بني غفار في المدينة وليس مكة.
كان النبي عند إضاءة بني غفار قال (فأتاه جبرائيل فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال أسال الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك والغريب العجيب أنه الأفضل للأمة أن تكون قراءة واحدة وليس سبعة قراءات إذا فسرنا الحرف بالقراءة قال ثم أتاه الثانية فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك على حرفين فقال اسأل الله معافاته ومغرفته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاء الثالثة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال اسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاء الرابعة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك على سبعة أحرف فأي ما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا)[7] إذن هنا في الرابعة وفي رواية قبلها في الثالثة.
الرواية السابعة واخرج الطبري عن أبي كليب بإسناده عن زر عن أبي أو زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال (لقي رسول الله “صلى الله عليه وآله” جبرائيل عند أحجار المراء والأحجار مكان تجمع الحجارة وأحجار المراء موضع في المدينة كان بعض أهل المدينة يتجمعون هناك ويتمارون ويتجادلون فقال إني بعث إلى أمتي أميين منهم الغلام والخادم الغلام يراد به العبد وفيهم الشيخ الفاني والعجوز فقال جبرائيل فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف)[8] .
الرواية الثامنة وأخرج الطبري عن عمر بن عثمان العثماني بإسناده عن المقبري عن أبي هريرة أنه قال (قال رسول الله “صلى الله عليه وآله” إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فقرءوا ولا حرج ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة)[9] هذه الرواية ذكرت أنه ابتداء نزل القرآن على سبعة أحرف.
الرواية التاسعة واخرج الطبري عن عبيد بن أسباط بإسناده عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال (قال رسول الله “صلى الله عليه وآله” أنزل القرآن على سبعة أحرف عليم حكيم غفور رحيم)[10] يعني يمكن أن تستبدل هذه الكلمة مكان هذه الكلمة إنه غفور رحيم يمكن أن تقول إنه غفور حكيم إلى آخره وهذا مشكل جدا.
الرواية العاشرة وأخرج الطبري عن سعيد بن يحيى بإسناده عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال (تمارينا في سورة من القرآن أي تجادلنا فقلنا خمس وثلاثون أو ست وثلاثون آية إذن السؤال عن اختلاف عدد الآيات لاحظ السؤال في أين والجواب في أين قال فانطلقنا إلى رسول الله “صلى الله عليه وآله” فوجدنا عليا يناجيه قال فقلنا إنا ما اختلفنا في القراءة قال فاحمر وجه رسول الله “صلى الله عليه وآله” فقال إنما هلك من كانت قبلكم باختلافهم بينهم عاتبهم النبي لكن لم يرجعوا بنتيجة قال ثم اسر إلى علي شيئا فقال لنا علي إن رسول الله “صلى الله عليه وآله” يأمركم أن تقرؤوا كما علمتم)[11] علمنا هم يسألون الآن خمسة وثلاثين آية أو ستة وثلاثين آية ما أعطاهم الجواب (اقرءوا كما علمتم) هم يسألون علمنا هنا تهافت بين السؤال والجواب.
الرواية الحادية عشر والأخيرة واخرج القرطبي عن أبي داود عن أبي قال قال رسول الله “صلى الله عليه وآله” يا أبي إني قرأت القرآن ـ طبعا في رواياتنا الأئمة يقولون نحن نقرأ على مصحف أبي لأن هناك مصاحف مثل مصحف عبد الله بن مسعود ومصحف أبي بن كعب وغيره الروايات تقول نحن نقرأ على مصحف أبي ومن ناحية القراءات القرآنية القراءة المروية عن أمير المؤمنين هي قراءة حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن بن أبي النجود عن أمير المؤمنين ـ فقيل لي على حرف أو حرفين فقال الملك الذي معي قل على حرفين فقيل لي على حرفين أو ثلاثة فقال الملك الذي معي قل على ثلاثة حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال ليس منها إلا شاف كاف إن قلت سميعا عليما عزيزا حكيما ما لم تخلط آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب)[12] .
هذه الرواية تدل على أن النبي من البداية خيّر تقرأ على حرف أو حرفين ولا تدل على أنه من البداية أنزل على حرف واحد وثانيا تدل على أن طلب الاستزادة جاء بإشارة الملك لا بطلب من النبي “صلى الله عليه وآله” وأن طلب النبي للاستزادة إنما هو بإرشاد الملك هذه هي أهم الروايات وكل طرقها من أهل السنة ولا حاجة لمراجعة أسانيدها لأنها مخالفة مخالفة صريحة لما ورد بأسانيد معتبرة وصحيحة عن الأئمة “عليهم السلام” منها صحيحة الزرارة عن أبي جعفر "عليه السلام" الإمام الباقر قال (إن القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة)[13] الرواية الصريحة في أن منشأ الخلاف الرواة الذين يرون القراءة.
وقد سأل الفضيل بن يسار أبا عبد الله "عليه السلام" فقال إن الناس يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف[14] إن الناس في الروايات مصطلح الناس لا يراد به عامة الناس إن الناس يعني أهل السنة يعني المذاهب الشائعة لأن المنصور الدوانيقي أراد أن يجعل فقهاء في مقابل الإمام الصادق "عليه السلام" فطلب من الإمام مالك بن أنس أن يكتب الموطئ لذلك موطئ الإمام مالك هو أول كتاب في الفقه عند السنة وقد كتب بأمر المنصور الدوانيقي وكان يمثل المذهب الرسمي للدولة العباسية في مقابل مذهب أهل البيت “عليهم السلام” .
الروايات أحيانا في بعض الروايات يأتي شخص ويسأل الإمام "عليه السلام" ما تقول في كذا فيقول الإمام (ماذا يقول الناس) يعني ماذا يقول أئمة المذاهب ماذا يقول أهل السنة وفي الروايات لا يوجد تصريح بمبدأ الإمامة في ذلك الوقت يقولون هو يعرف هذا الأمر يعني هو من الموالين من القائلين بمبدأ الإمامة هو من أهل هذا الأمر يعني هو شيعي إمامي يعتقد بالإمامة فظروف التقية يعبر الناس إلى العامة وهذا الأمر بالإمامية.
الرواية هكذا تقول سأل الفضيل بن يسار أبا عبد الله "عليه السلام" (إن الناس يقولون يعني العامة يقولون إن الناس يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف فقال أبو عبد الله "عليه السلام" كذبوا أعداء الله ـ ليس المراد كل الناس أعداء الله وإنما من يروج هذه الآراء من أئمتهم هؤلاء أعداء الله ـ ولكن نزل على حرف واحد من عند الواحد) [15] هاتان الروايتان قد رويتا في أصول الكافي باب النوادر ما المراد بالنوادر بالنسبة إلى الباب يعني الروايات التي ليس لها ضابطة تجمعها لأن النوادر قد ينسب إلى الكتاب وقد ينسب إلى الباب وقد ينسب إلى الرواية فإن نسب النوادر إلى الباب، باب النوادر في كتاب الصلاة باب النوادر كتاب الصوم باب النوادر كتاب الحج باب النوادر يعني هذه روايات لا توجد لها ضابطة تجمعها عندنا روايات للركوع روايات للسجود روايات للقيام وهناك روايات متفرقة الروايات المتفرقة تجعل في باب النوادر فهنا لفظ النوادر لا يشير إلى ضعفها.
وتارة تنسب النوادر إلى الرواية تقول روايات نادرة رواية نادرة يعني رواية شاذة في مقابل المشهور خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذ النادر وأحيانا النوادر تصير عنوان كتاب مثل نوادر محمد بن أحمد بن يحيى أو نوادر احمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي فهنا المراد بالنوادر يعني الروايات الثمينة النادرة التي قد لا تجدها في غير هذا الكتاب فاتضح أن نسبة النوادر إلى الكتاب يعطي مزيد اعتبار لهذا الكتاب وأن نسبة النوادر إلى الرواية يوهن ويضعف الرواية لأنها تكون شاذة حينئذ وإن نسبة النوادر إلى الباب لا توهن الرواية ولا تمدح الرواية وإنما المراد هو مجموعة روايات لا تندرج تحت ضابطة معينة فتدرج تحت عنوان النوادر هاتان الروايتان ذكرهما الكليني في باب النوادر من كتاب فضل القرآن.
ثم السيد الخوئي “رحمه الله” يقول تقدم إجمالا أن المرجع بعد النبي في أمور الدين إنما هو كتاب الله وأهل البيت ولا قيمة للروايات المخالفة لروايات أهل البيت “عليهم السلام” وبالتالي لا حاجة إلى مراجعة أسانيد هذه الروايات فتسقط الرواية عن الاعتبار والحجية والأمر الثاني هو تهافت هذه الروايات وقد أشرنا إليها، وجوه الأحرف السبعة وهي عشرة معاني يأتي عليها الكلام.