« فهرست دروس
الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق
بحث التفسیر

40/02/03

بسم الله الرحمن الرحيم

القرآن في نظامه وتشريعه واستقامته في البيان

موضوع: القرآن في نظامه وتشريعه واستقامته في البيان

 

الجهة الثانية

القرآن والاستقامة في البيان

كان الكلام في جهات إعجاز القرآن الكريم تكلمنا في الدرس السابق عن الجهة الأولى القرآن والمعارف واتضح أن المعارف التي جاء بها كتاب الله "عز وجل" تكشف عن كون القرآن معجزة إلهية خالدة وأن هذه المعارف لا يستطيع أن يأتي بها البشر وإنما هي معارف إلهية أوحاها الله تبارك وتعالى إلى نبيه الكريم أبي القاسم محمد "صلى الله عليه وآله".

اليوم إن شاء الله نشرع في بيان الجهة الثانية من جهات الإعجاز القرآن والاستقامة في البيان.

وخلاصة هذه الفكرة قبل أن نفصلها أن القرآن الكريم نزل منجما وموزعا خلال 23 عشرين 13 سنة في مكة و10 سنوات في المدينة السنوات الثلاث الأولى في مكة كانت الدعوة سرية والعشر سنوات الأخرى في مكة كانت الدعوة علنية والقرآن الكريم خلال الثلاث وعشرين سنة لو نظرنا إلى آياته المتفرقة لوجدناها منسجمة مع بعضها البعض ولا يوجد بينها أي اختلاف ولا يوجد بينها أي تناقض مما يكشف عن إعجاز كتاب الله وبتعبير أوضح هناك جهتان في إعجاز القرآن البياني:

الجهة الأولى الأجزاء التي نزلت متفرقة خلال 23 عاما لا يوجد بينها أي تناقض وأي اختلاف حينما نزلت متفرقة.

الجهة الثانية حينما جمعنا هذه الآيات المتفرقة وجعلناها في مصحف واحد وموضع فارد لم نلحظ أنه يوجد بينها أي اختلاف بل يوجد بينها كمال الانسجام وهذه جهة أخرى من الإعجاز.

فآيات كتاب الله حينما تلحظها متفرقة لا يوجد فيها أي اختلاف وحينما تلحظها متجمعة لا يوجد أي اختلاف وهذا إعجاز عظيم وكبير.

فلو كان من انزلها كاذبا وحاشا لوجدنا بينها التناقض والاختلال لأن الكاذب عادة ينسى حتى قيل لا ذاكرة لكذوب فمن يكثر الكذب ينسى أنه قد كذب فلو كان واضع هذه الآيات قد اختلقها وكذبها لنسي ما قد كذب به قبل ثلاثة وعشرين سنة لكنها نزلت من لدن رب العالمين العظيم الحكيم على قلب سيدنا أبا القاسم محمد "صلى الله عليه وآله" هذه الحقيقة أشار إليها كتاب الله في الآية الكريمة ﴿أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا﴾[1]

هذه خلاصة ما ذكره السيد الخوئي تحت عنوان القرآن والاستقامة في البيان فالقرآن الكريم تطرق إلى أمور متعددة في ثلاثة محاور:

الأول العقيدة

الثاني الشريعة

الثالث الأخلاق

وما يرتبط بهذه المحاور الثلاثة من تاريخ وسنن وما شاكل ذلك.

وهذه الأمور الثلاثة العقائد والأحكام والأخلاق مبنية على أسس وقواعد محكمة ودقيقة ومتينة ولا نجد بين هذه المعارف في العقائد والأحكام والأخلاق أي تناقض بل نرى فيما بينها كمال الانسجام القرآن تطرق إلى الإلهيات تطرق إلى النبوات تطرق إلى تعاليم الأحكام السياسات النظم الاجتماعية قواعد الأخلاق تطرق إلى أمور ترتبط بالفلك والتاريخ قوانين الحرب والسلم وصف الموجودات السماوية وصف الموجودات الأرضية تطرق إلى الكواكب والرياح والبحار والنبات والحيوان والإنسان وأهوال يوم القيامة وعلى الرغم من كل ذلك لم نجد بينها اختلاف بل بينها كمال الانسجام بل إن الأمر الواحد تتطرق له عدة آيات وكل آية تتطرق إلى حيثية من هذا الأمر الواحد ولا يوجد أي اختلاف بين هذه الحيثيات.

مثلا يوم القيامة آية تتطرق إلى الحساب آية تتطرق إلى الحشر آية تتطرق حيثيات مختلفة ليوم القيامة ولا يوجد بين هذه الحيثيات المختلفة المرتبطة بأمر واحد كيوم القيامة أي اختلاف بل بينها كمال الانسجام.

يوجد أديب كبير من أدباء العرب في ذلك الوقت في مكة وهو الوليد بن المغيرة وهو أخبر الناس آنذاك بأشعار العرب وآداب العرب فسأله أبو جهل في أن يقول في القرآن قولا يعني أن يطعن في كتاب الله فنقل عنه نقلان:

النقل الأول في كتب التاريخ كما ينقل تفسير الطبري الجزء 29 صفحة 98.

النقل الثاني نقل الروائي كالرواية التي نقلها تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن الكريم الجزء التاسع عشر صفحة 72.

في تاريخ الطبري واسمه تاريخ الأمم والملوك قال: [2]

الوليد بن المغيرة في صفة القرآن مجيبا أبا جهل لعنة الله عليه قال فما أقول فيه فوالله ما منكم رجل اعلم في أشعار العرب مني ولا أعلم برجزه مني ولا بقصيده ولا بأشعار الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا يعني ما جاء به النبي من قرآن لا يشبه أي شيء مما عرفه الوليد بن المغيرة ووالله إن لقوله لحلاوة وإنه ليحطم ما تحته وإنه ليعلو ولا يعلى قال أبو جهل والله لا يرضى قومك حتى تقول فيه يعني لابد أن تطعن بالقرآن قال الوليد فدعني حتى أفكر فيه فلما فكر قال هذا سحر يؤثره عن غيره يعني سحر أخذه النبي عن غيره تعالى عن ذلك علوا كبيرا وفي بعض الروايات قال الوليد والله لقد سمعت منه كلاما من النبي "صلى الله عليه وآله" ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن وإنه لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه ليعلو ولا يعلى عليه وما يقول هذا بشر هذه شهادة متخصص.

وإذا أردنا أن نعقد مقارنة بين كتاب الله وبين العهدين القديم والجديد العهد القديم وهو التوراة والعهد الجديد وهو الإنجيل سنجد التهافت والاختلاف في التوراة والإنجيل معا طبعا المحرفتين بخلاف كتاب الله لا يوجد أي اختلاف يذكر السيد الخوئي "رحمه الله" أربعة موارد:

المورد الأول صفحة 60:

في الإصحاح الثاني عشر من إنجيل متى والحادي عشر من لوقا إن المسيح قال (من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق هذه المقولة التي تنادي بها الأحزاب اليوم من لم يكن معنا فهو ضدنا قد لا يقول بها نظريا ولكن عمليا إذا أنت مو من جماعته يتعامل معك تعامل آخر من لم يكن معنا فهو ضدنا ياريت فقط يتعامل معك معاملة العدو.

وهناك نقطة مهمة في الأخلاق الإسلامية وهي إن حقوق الأخوة لا تسقط مع الاختلاف اشترط فلان من ناس مسلم شيعي مؤمن اختلفت معه في وجهة نظر سياسية أو في وجهة نظر اجتماعية أو اقتصادية أو فكرية قد يؤدي هذا الاختلاف إلى الخصام وعدم الكلام ولكنه مثلا مرض هنا تستحب زيارته وعيادته حقوق الأخوة من الزيارات لا تسقط ولكن للأسف الشديد تجد البعض حتى لا يشارك في جنازته لأنه كانت معه عداوة والحال إن حقوق الأخوة الموجودة في الروايات وذكرها الإمام السجاد في رسالة الحقوق لا تسقط بالاختلاف اختلاف في وجهات النظر شيء وحقوق الأخوة وحقوق المؤمن شيء آخر أن تسلم عليه أن تسأل عن أحواله أن تقيل عثرته لسنا معصومين لو أخطأ لا تنتهز الفرصة لكي تشهر به أن تستر عليه أن تقيل عثرته خلقنا الله جميعا بأخلاق كتابه وأخلاق نبيه، إذاً الآن في إنجيل متا وإنجيل لوقا مفاد الكلمة من لم يكن معنا فهو ضدنا ولعل الأحزاب أخذتها من هذا الإنجيل أو من الأمارة بالسوء

ولكن في المقابل: وقال في التاسع من مرقس والتاسع من لوقا من ليس علينا فهو معنا هذا خلاف الأمر الأول الأمر الأول من لم يكن معنا فهو ضدنا هذا من ليس علينا فهو معنا.

المورد الثاني:

وفي التاسع عشر من متا والعاشر من مرقس والثامن عشر من لوقا إن بعض الناس قال للمسيح (أيها المعلم الصالح فقال لماذا تدعوني صالحا ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله) وفي العاشر من يوحنا هذا في المقابل أنه قال (ألا هو الراعي الصالح أما أنا فإني الراعي الصالح.

المورد الثالث:

وفي السابع والعشرين من أنجيل متا قال كان اللصان اللذان صلبا معه مع المسيح عيسى بن مريم على مدعاهم يعيرانه وفي المقابل وفي الثالث والعشرين من لوقا وكان واحد من المذنبين المعلقين مع المسيح يجدف عليه قائلا إن كنت أن المسيح فخلص نفسك وإيانا يعير المسيح الثاني مع المسيح ضد هذا فأجاب الآخر المصلوب الآخر وانتهره وانتهر المصلوب الأول الذي عير المسيح قائلا أولا أنت تخاف الله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه يعني مصيرك كمصيرنا مصلوب وستموت لماذا لا تخاف الله يعني كيف تعير المسيح هذا يتناقض مع المقطع الأول كلاهما كان يعير المسيح، طبعا نحن في الروايات موجود عندنا أنه كان هناك جاسوس ضمن الحواريين في آخر جلسة للمسيح وأن هذا الجاسوس وقد حاصروهم اليهود وبنو إسرائيل لقتل المسيح هذا الجاسوس الله "عز وجل" قلب شكله شكل المسيح "عليه السلام" وصلبوه والمسيح رفعه الله إلى السماء وفي رواية أخرى إن المسيح قد خرج ولم يلقوه ولم يصلبوه أصلا لم يكن هناك صلب ولكن في الثقافة المسيحية إن المصلوب كان هو عيسى بن مريم.

المورد الرابع:

وفي الإصحاح الخامس من أنجيل يوحنا إن كنت اشهد لنفسي فشهادة ليست حقا وفي الثامن من هذا الإنجيل نفسه إنجيل يوحنا أنه قال وإن كنت اشهد لنفسي فشهادة حق

هذه نبذة مختصرة عن الأناجيل على ما هي عليه من صغر الحجم ولكنها متضاربة ومتناقضة فيما بينها.

ومن أراد المزيد عليه بمراجعة كتاب الهدى إلى دين المصطفى لآية الله الشيخ محمد جواد البلاغي وأيضا له كتاب آخر الرحلة المدرسية وهو أستاذ السيد الخوئي في التفسير ويمكن مراجعة كتاب نفحات الإعجاز للسيد أبو القاسم الخوئي "رضوان الله عليه"، هذا تمام الكلام في الجهة الثانية.

الجهة الثالثة

القرآن في نظامه وتشريعه صفحة 61

طبعا في الترقيم صفحة 57 القرآن والاستقامة في البيان كتب الثالث وفي صفحة 61 القرآن في نظامه وتشريعه كتب الثاني والأمر سهل:

هذا الأمر الثاني القرآن في نظامه وتشريعه كتب بشكل مطول ولكن خلاصته خلاصة الأمر الثالث القرآن في نظامه وتشريعه.

إن الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاق والشريعة هي الأحكام الفقهية التي تشكل النظام الإسلامي في السياسة والاجتماع وغيره وهذه الأنظمة تتضمن تشريعات وإذا أردنا أن نقارن بين القرآن من جهة والتوراة والإنجيل من جهة أخرى ولنعقد في البداية مقارنة بين التوراة والإنجيل:

فمن ناحية الحجم التوراة حجمها كبير والإنجيل حجمه صغير ومن ناحية أخرى نجد التوراة قد بالغت في ذكر الأمور الدنيوية وأهملت الآخرة والمعاد وما يتعلق بالعالم الآخر فهكذا اليهود يميلون إلى الدنيا وأما الإنجيل فبالعكس قد أهمل الدنيا وذكرها بشكل يسير وركز على الآخرة وعلى العالم الآخر فهم يقولون إن المسيحية مذهب روحاني ومن هنا قال نبينا "صلى الله عليه وآله" (لا رهبانية في الإسلام)[3] أي أن الإسلام لا يدعو إلى ترك الحياة الدنيا والرهبة والذهاب إلى الصومعات والتعبد والتهجد واعتزال الحياة الإنسانية والحياة الاجتماعية إذا تمت هذه المقارنة بين العهدين القديم والجديد التوراة والإنجيل نعقد المقارنة بينهما وبين كتاب الله:

القرآن الكريم جاء إلى مجتمع وثني يغير بعضه على بعض وكانوا يتوارثون النساء قال تعالى ﴿ولا تنكحوا ما نكح آبائكم من النساء﴾[4] الأب إذا كان يموت الولد يتزوج مرت أبوه ضمن الإرث ضمن المتاع كما يرث من أبيه الأرض والعقار والدار يرث زوجة أبيه وكانوا يأدون البنات أي أنهم يدفنون البنات وهن أحياء لماذا؟ انتقال للعار لأنهم كانوا يغيرون على بعضهم البعض فإذا غاروا اعتدوا على النساء والبنات فالتقاء للعار كانوا يأدون البنات ﴿وإذا بشر احدهم بالأنثى ضل وجهه مسودا وهو كضيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به﴾[5] كان يرى عار أنه إذا رزق بالبنت لكن النبي يقول (المرأة ريحانة وليست بقهرمانة)[6] وفي خطبة الزهراء فيها من على الأمة ببعثة النبي محمد "صلى الله عليه وآله" إذ تقول كنتم تقتاتون القيء الذي هو اللحم المجفف ـ وتشربون الطرق يعني الخمرـ تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم تخافون الإغارة عليكم فأنقضكم الله بأبي محمد "صلى الله عليه وآله" بعد اللتي والتي فجاء القرآن بنظام هذا النظام نظام توحيدي وهذا النظام التوحيدي جعل العرب من فئة تقتل بعضها بعضا إلى فئة تؤسس دولة قوية تسقط أقوى إمبراطوريتين في العالم إمبراطورية الروم وإمبراطورية الفرس.

يقول أحد وزراء فرنسا السابقين وهو الدوري كما ينقل عنه محمد فريد وجدي في كتابه صفوة العارفين صفحة 119 محمد فريد وجدي صاحب دورة معارف القرن العشرين يقول هذا الفرنسي وبعد ظهور الذي جمع قبائل العرب أمة واحدة تقصد مقصدا واحدا ظهرت للعيان أمة كبيرة مدت جناح ملكها من نهر تاج اسبانيا الأندلس إلى نهر الكانك في الهند ورفعت على منار الإشادة أعلام التمدن في أقطار الأرض أيام كانت أوروبا مظلمة بجهالات أهلها في القرون المتوسطة كانوا يستحمون في كل سنتين مرة وحدة وكان بعض الأمراء الذين فيهم تهمة العنن والعنين من لا يستقيم ذكره عند الجماع كانت الكنيسة تحظر هذا المتهم بالعنن ليجامع زوجته أمام خمسة عشر رجل من رجال الكنيسة لكي يشهدوا أنه سليم أو غير سليم وقد فشل أحدهم لأن من ناحية النفسية كيف يقوم بالعملية الجنسية أمام الآخرين وهم يشاهدون فإن العضو قد لا ينتشر وقد فشل وحكموا أنه عنين وأنه لا يصلح للملك فتأذى واتخذ صديقة وأنجب منها ستة.

قال أيام كانت أوروبا مظلمة بجهالات أهلها في القرون المتوسطة ثم قال إنهم كانوا في القرون المتوسطة مختصين بالعلوم من بين سائر الأمم وانقشعت بسببهم سحائب البربرية التي امتدت على أوروبا حين اختل نظامها بفتوحات المتوحشين.

الله عز وجل يقول ﴿أهدنا الصراط المستقيم﴾[7] ولم يقل الصرط يعني يوجد صراط واحد طريق وهو المائز بين الإفراط والتفريط ولا يوجد إفراط ولا تفريط في كتاب الله "عز وجل" بخلاف الإنجيل يوجد إفراط وتفريط في التوراة يوجد إفراط في الدنيا وتفريط بالآخرة في الإنجيل بالعكس يوجد إفراط في الآخرة والرهبنة وتفريط في الدنيا والله "عز وجل" أمر بالعدل في مختلف آيات كتابه قال تعالى:

﴿إن الله يأمركم أن تأدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل﴾[8]

﴿أعدلوا هوأقرب للتقوى وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون﴾[9]

﴿ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خير له بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيام ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير﴾[10]

﴿ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين﴾[11]

﴿إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين﴾[12]

﴿ولا تجعل يديك مغلولة إلى عقك ولا تبسطها كل البسط فتقد ملوما محسورا﴾[13]

﴿إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب والله يحب الصابرين﴾[14]

والله "عز وجل" شرع البيع وأحله وحرم الربا وأمر بالوفاء بالعقود قال تعالى:

﴿وأحل الله البيع وحرم الربا﴾[15]

﴿يا أيها الذين امنوا أوفوا بالعقود﴾[16]

﴿قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق﴾[17]

﴿وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم أن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم﴾[18]

﴿وعاشروهن بالمعروف﴾[19]

هذه كلها تعاليم تدل على نظام اجتماعي هذا الآن يعبر عنه الأحوال الشخصية نظام اجتماعي محكم ومتين وأهم شيء المعيار الأساس في الرفعة وهو تقوى الله:

﴿إن أكرمكم عند الله اتقاكم﴾[20]

﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾[21]

ليس المدار على العرق واللون قال النبي "صلى الله عليه وآله" (إن الله "عز وجل" أعز بالإسلام من كان في الجاهلية ذليلا وأذهب بالإسلام ما كان بنخوة الجاهلية وتفاخرها بعشائرها وباسق أنسابها فالناس اليوم كلهم أبيضهم وأسودهم قرشيهم وعربيهم وأعجميهم من آدم وأن آدم خلقه الله من طين وأن أحب الناس إلى الله "عز وجل" يوم القيامة أطوعهم له واتقاهم)[22] وقال "صلى الله عليه وآله" (فضل العالم على سائر الناس كفضلي على أدناهم)[23] ويوجد اليوم في أوروبا هناك نفرة من السود وهناك تمييز بين الأبيض والأسود.

كانت مودة سلمان لهم رحموا ولم يكن بين نوح وابنه رحم

سلمان الفارسي قال فيه "صلى الله عليه وآله" (سلمان منا أهل البيت)[24] فسمي بسلمان المحمدي فالعبرة بتقوى الله "عز وجل".

هذا تمام الكلام في الجهة الثالثة من جهات إعجاز قرآن الكريم دقة القرآن في نظامه وتشريعه.

الجهة الرابعة القرآن والإتقان في المعاني يأتي عليه الكلام.

 


logo