« فهرست دروس
الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق
بحث التفسیر

40/01/20

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد ومقدمة تفسير البيان للسيد الخوئي

موضوع: تمهيد ومقدمة تفسير البيان للسيد الخوئي

 

نشرع اليوم الأحد 20 محرم الحرام لعام 1440 هجرية قمرية الموافق 8 مهر وهو شهر 7 لعام 1397 هجرية شمسية المصادف 30 سبتمبر شهر 9 لعام 2018 ميلادية في تدريس كتاب البيان في تفسير القرآن للمفسر الكبير سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الأعلى السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي “رضوان الله عليه”.

وقبل أن نشرع في صلب المقدمة والكتاب لا بأس بتقديم مقدمتين صغيرتين على نحو الاختصار:

المقدمة الأولى في بيان ترجمة السيد الخوي “رحمه الله” وبراعته في علوم الحوزوية التخصصية.

المقدمة الثانية في ذكر جملة من التفاسير والكتب المؤلفة في علوم القرآن التي ربما نستعين بها في فهم كلمات السيد الخوئي “رحمه الله” ومحاكمتها.

أما المقدمة الأولى

فالسيد الخوئي “رحمه الله” عاش 96 سنة بناء على السنوات الهجرية إذ ولد سنة 1317 هجرية قمرية وتوفي سنة 1413 هجرية قمرية فتكون النتيجة أنه قد عاش 96 سنة وأما بناء على السنوات الميلادية فيكون قد عاش 93 سنة إذ ولد سنة 1899 ميلادية وتوفي سنة 1992 ميلادية فيكون قد عاش 93 سنة.

السيد الخوئي “رحمه الله” ولد في مدينة خوي وهي إحدى مدن تبريز الإيرانية وهاجر إلى النجف الأشرف وعمره 13 سنة وشرع بالدراسة الحوزوية في سن 13 وحظر أبحاث الخارج في عمر 21 سنة واستقل بتدريس البحث الخارج وعمره 28 أو 30 سنة والغرض من هذا السرد أن السيد الخوئي “رحمه الله” قد درّس البحث الخارج في الحوزة العلمية أكثر من ستين سنة فإذا كان قد عاش 96 سنة بناء على الهجرية القمرية أو 93 سنة بناء على السنوات الميلادية وقد توقف عن تدريس البحث الخارج في السنتين الأخيرتين من عمره الشريف فيكون على أقل التقادير أنه قد توقف وعمره 91 سنة وقد شرع في تدريس البحث الخارج وعمره 28 وعلى أكثر التقادير 30 سنة فيكون قد درس 61 سنة أو 63 سنة هذا بناء على السنوات الميلادية وأما بناء على السنوات الهجرية القمرية فيكون قد درس 66 سنة لأنه عاش 96 سنة نحذف منها سنتين 94، 94 سنة وهو قد درّس وهو عمره 28 فيصير 66 سنة.

وقد درس السيد الخوئي “رحمه الله” ست دورات أصولية وشرع في الدورة السابعة لكن لم يكملها لأعباء المرجعية فتوقف عند مبحث الظل ست دورات أصولية كاملة وكاد أن يدرس دورة فقهية كاملة ولو لم يكرر بعض الأبواب في البحث الخارج لاستطاعة أن يدرس دورة فقهية كاملة إذ أن السيد الخوئي “رحمه الله” قد درّس كتاب الصلاة مرتين ودرّس كتاب المكاسب مرتين ويقال إنه قد درّس كتاب الصلاة أكثر من مرة وأول ما شرع في البحث الخارج بتدريس كتاب الصلاة وقد قرره المرحوم السيد علي الشاهرودي والد المرجع السيد محمود الهاشمي الشاهرودي وقد طبع له تقريره في الأصول والمكاسب ولم يطبع تقريره في الصلاة طبع محاضرات في الفقه الجعفري في المكاسب المحرمة في مجلدين للسيد علي الشاهرودي وطبع دراسات في علم الأصول أربعة مجلدات للسيد علي الشاهرودي ولكن كتاب الصلاة الذي يمثل أول دورة للسيد الخوئي لم يطبع وإنما طبع كتاب الصلاة مستند العروة الوثقى للشهيد مرتضى البروجردي السيد الخوئي درس كتاب الصلاة على العروة درس كتاب الصلاة على كتاب الصلاة للنائيني درس كتاب الصلاة على مصباح الفقيه لأغا رضا همداني "رحمة الله عليهم أجمعين".

الغرض من المقدمة الأولى هو بيان أن السيد الخوئي “رحمه الله” درس ما يزيد على ستين سنة درس الفقه من أوله إلى آخره من الاجتهاد والتقليد والطهارة إلى الديات وقد برع في أربعة علوم تخصصية وأصبح ما كتبه فيها محورا للأبحاث العلمية في حوزة النجف الأشرف وقم بل جميع الحوزات في العالم والعلوم الأربعة هي الفقه والأصول والرجال والتفسير ونحن اليوم نشرع في دراسة تفسير البيان للسيد الخوئي الذي هو أحد العلوم الأربعة التي برع فيها وأبدع فيها.

المقدمة الثانية

في بيان التفاسير وكتب علوم القرآن التي يستحسن أن يرجع إليها لفهم كلمات السيد الخوئي وفهم الكثير من المطالب الواردة في تفسير البيان.

تفسير البيان للسيد الخوئي ثلاثة أرباعه في علوم القرآن والربع الأخير أو أقل من الربع في تفسير سورة الفاتحة، السيد الخوئي “رحمه الله” أراد أن يكتب تفسيرا جامعا أشبه بدائرة المعارف يتعرض إلى الآيات من مختلف الجهات من الناحية التاريخية من ناحية سبب النزول من الناحية الفقهية الأصولية اللغوية الفلسفية إلى آخر المباحث العلمية الموجودة في آيات كتاب الله "عز وجل" وكان يعتمد على مصادر ثلاثة، القرآن الكريم والسنة المطهرة والعقل الفطري.

وكان منهجه في التفسير هو منهج تفسير القرآن بالقرآن مع الاسترشاد بروايات النبي وأهل بيته “عليهم السلام” لكنه كان مثقلا بأعباء المرجعية وكانت الصفحة الواحدة تأخذ من وقته الكثير لكي يكتبها فتوقف عن درس التفسير وكتابة تفسير البيان.

وقيل إنه حينما رأى السيد محمد حسين الطباطبائي “رحمه الله” قد شرع في طباعة تفسير الميزان المؤلف من عشرين مجلدا والذي درسه خلال تسعة عشر عاما في حوزة قم العلمية يقال إن السيد الخوئي اكتفى بما ورد في تفسير الميزان لأن تفسير الميزان هو أشبه بدائرة المعارف ويعتمد هذه المصادر الثلاثة ومنهجه منهج تفسير قرآن بالقرآن لذلك في هذه المقدمة نكتفي بذكر خمسة تفاسير حديثة تفيدنا في فهم كلمات السيد الخوئي “رحمه الله” وخمسة كتب في علوم القرآن نشير إليها وإن شاء الله تراجعوها.

أما التفاسير الخمسة فهي:

التفسير الأول الميزان في تفسير القرآن للسيد محمد حسين الطباطبائي “رحمه الله” وهو أعظم تفسير كتب عند الشيعة والسنة على الإطلاق إلى يومنا هذا.

التفسير الثاني مواهب الرحمن في تفسير القرآن للمرجع الكبير السيد عبد الأعلى السبزواري “رحمه الله” وهو من مراجع النجف الأشرف المعاصرين للسيد الخوئي وقد كتب تفسيره على أساس تفسير القرآن بالقرآن وهو من التفاسير الجيدة لكنه لم يطبع بالكامل للأسف الشديد.

التفسير الثالث تفسير تسنيم للمرجع الشيخ عبد الله جوادي آملي “حفظه الله” وهو تلميذ السيد الطباطبائي صاحب الميزان في الفلسفة والتفسير وإلى يومنا هذا لم يطبع هذا التفسير بالكامل وهو تفسير أكبر بكثير من تفسير الميزان وقد ترجم بعض أجزائه إلى اللغة العربية.

التفسير الرابع تفسير الشيخ جعفر السبحاني “حفظه الله” وهو من مراجع قم المعاصرين ولديه تفسير موضوعي قد طبع في غابر الزمان مفاهيم القرآن عشرة أجزاء والآن يعكف على طباعة تفسيره الترتيبي وقد بدأ من الأخير من سورة النصر وإلى الآن لم يكتمل هذا التفسير لكن تفسيره جدير بالعناية وهو من التفاسير الجيدة.

التفسير الخامس والأخير الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للمرجع الكبير الشيخ ناصر مكارم الشيرازي هذا التفسير قد يكون أشبه بالتفسير الاجتماعي وإن كتب بنحو التفسير الجامع والتفسير الكامل.

هذه تفاسير خمسة للمراجع المعاصرين وهذا لا يلغي الكثير من التفاسير المتقدمين كمجمع البيان لأمين الإسلام الطبرسي وتفسير التبيان للشيخ الطوسي.

وأما كتب علوم القرآن نذكر خمسة:

الكتاب الأول معرفة القرآن في تفسير الميزان تنظيم السيد حميد محمود زادة الحسيني

هذا الكتاب المؤلف من 235 صفحة نقل عين ونص عبارات السيد الطباطبائي في تفسير الميزان واستخرج من تفسير الميزان المؤلف من عشرين جزءا جميع المباحث المتعلقة بعلوم القرآن ووضعها في كتاب خاص فإذا أردنا كتاب صاحب الميزان في علوم القرآن يمكننا مراجعة معرفة القرآن في تفسير الميزان لعل الكتاب غير موجود الآن وطبعه الحاج اسماعيليان "رحمة الله عليه" الآن تغير عنوانه دار التفسير.

الكتاب الثاني كتاب علوم القرآن للشهيد السيد محمد باقر الحكيم “رضوان الله عليه”

وهذا الكتاب في أساسه عبارة عن حلقات قد أعدت لتدريس الطلاب في العراق وقد كتب الحلقة الأولى الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر وكان يدرسها الشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم ثم أكملها فهذا الكتاب في أوائله وبداياته بقلم الشهيد السيد محمد باقر الصدر وفي ما قبل منتصفه إلى آخره بقلم الشهيد السيد محمد باقر الحكيم هذه الطبعة السابعة سنة 1426 يبين فيها الشهيد الحكيم في الهامش كتبه الشهيد الصدر فيمكن أن تفرق بين ما كتبه الشهيد الصدر وما كتبه الشهيد الحكيم.

يقول الشهيد الحكيم في مقدمة الطبعة الثالثة صفحة 7 هذه محاضرات كنت قد وفقت لإلقائها على طلبة كلية أصول الدين في بغداد منذ بداية تأسيسها في عام 1384 هجرية 1964 ميلادية كلية أصول الدين التي أسسها آية الله السيد مرتضى العسكري "رحمه الله" وكان قد كتب الجزء الأول منها وهو ما يخص طلبة الصف الأول وبداية الصف الثاني سيدنا آية الله العظمى الشهيد الصدر “رضوان الله عليه” وقد راع هذا التدوين المستوي العلمي البسيط لهذه المرحلة ولكن مع ذلك جاءت هذه الكتابة مشتملة على لفتات علمية وابتكارات نظرية في هذا العلم الشريف وما دام قد ذكرنا الشهيد الصدر فلا بأس أن نذكر خاطرة سمعتها البارحة وقد مر عليها الآن ثمان ساعات ونصف.

البارحة في اتصال مع سماحة السيد محمود الخطيب مدير مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي الشاهرودي عافاه الله وشافاه وفرج عنه كان السيد محمود الخطيب ملازما للشهيد السيد محمد باقر الصدر وقد اعتقل في تلك الفترة ثم أفرج عنه إلى تمكن من المجيء إلى إيران ولازم السيد محمود الهاشمي الشاهرودي منذ أوائل مجيئه إلى إيران.

يقول ذهبت إلى بيت السيد الخوئي ولم أكن ارتدي العمامة ارتدي الغترة الجفية كما يقول العراقيون فأدخلني أبنه الشهيد السيد محمد تقي الخوئي عليه وكان السيد الخوئي نائما فأيقظه فاستيقظ السيد الخوئي ولبس عمامته التفت قال من هذا فقال له السيد تقي هذا سيد محمود الخطيب فقال السيد الخوئي سيد محمود أنت حي؟ ظننتك في عداد الموتى ولكن أعرف سبب بقاءك أنت خدمت السيد باقر بإخلاص يقصد السيد محمد باقر الصدر ثم قال السيد الخوئي ما أحوجنا إليه هذه الأيام هكذا يقول السيد الخوئي في حق تلميذه السيد محمد باقر الصدر ما أحوجنا إليه هذه الأيام "رحمة الله عليهم أجمعين".

الكتاب الثالث كتاب مدخل التفسير للمرجع الكبير المرحوم الشيخ محمد الفاضل اللنكراني “رحمه الله”.

الكتاب الرابع التمهيد في علوم القرآن وهو أكبر موسوعة شيعية في علوم القرآن لسماحة آية الله الشيخ هادي معرفة التمهيد في علوم القرآن طبع في ستة أجزاء ثم اختصر في جزأين تحت عنوان تلخيص التمهيد ثم اختصر الجزءان في جزء واحد تحت عنوان تمهيد التمهيد ثم جيء بكتاب أكثر اختصارا من الجزء الأول مؤلف من مائتين وأثنى عشر صفحة تحت عنوان مختصر التمهيد في علوم القرآن اختصره الشيخ محمود الملكي الأصفهاني ولكن الكتب الثلاثة قام بها نفس الشيخ محمد هادي معرفة “رحمه الله” التمهيد وتلخيص التمهيد وتمهيد التمهيد أما هذا الكتاب الأخير مختصر التمهيد فهو اختصار شيخ محمود الملكي الأصفهاني.

الكتاب الخامس والأخير بحوث في تاريخ القرآن وعلومه لسماحة آية الله السيد أبو الفضل مير محمدي الزرندي طباعة جماعة المدرسين في قم هذا كتاب قيم جدا مع أن صاحبه أو هذا الكتاب لم يلق شهرة ولكنه يتميز بالاختصار وقوة المضامين العلمية.

هذه الكتب الخمسة إذا لاحظتهم جميعها لآيات الله بل إلى مراجع الطائفة أنت تريد أن تفهم كلمات سيد الطائفة السيد أبو القاسم الخوئي اليوم الحوزة العلمية في النجف وقم المقدسة وفي العالم تعيش على كلمات السيد أبو القاسم الخوئي “رحمه الله” في الفقه والأصول والرجال والتفسير هذه الحقيقة إذا وصلتهم إلى بحث الخارج ستعرفونها قال السيد الخوئي ويرد عليه قال السيد الخوئي أكثر أبحاث الخارج بل لا تكاد تجد بحث خارج لا يذكر السيد الخوئي “رضوان الله عليه”.

إذا تمت هاتان المقدمات نشرع في بيان المقدمة:

مقدمة الطبعة الأولى

لماذا وضعت هذا التفسير ونحن في شرحنا في كتاب السيد الخوئي “رحمه الله” لم نلتزم بقراءة جميع العبائر فإن هذا يأخذ الكثير من الوقت ولكننا سنركز على بيان الأفكار الواردة في كلمات السيد الخوئي “رحمه الله” وإذا استدعى المقام أن نقرأ بعض المقاطع سنقرأها وإلا فلا.

مقدمة الطبعة الأولى تضمنت سبعة أفكار رئيسية وهذه النقاط السبعة كما يلي:

النقطة الأولى علاقة السيد الخوئي “رحمه الله” بالقرآن ونظرته له.

النقطة الثانية نظرة السيد الخوئي لجهود المفسرين السابقين.

النقطة الثالثة ما ينبغي للمفسر وما يجب عليه.

النقطة الرابعة الداعي الذي دعا السيد الخوئي لكتابة تفسير البيان.

النقطة الخامسة مصادر التفسير عند السيد الخوئي.

النقطة السادسة منهج السيد الخوئي في تفسير القرآن.

النقطة السابعة بيان مدخل التفسير بذكر مباحث في علوم القرآن.

هذه النقاط السبع بأجمعها وردت في كلمات السيد الخوئي “رحمه الله” في مقدمته التي كتبها للطبعة الأولى.

أما النقطة الأولى علاقة السيد الخوئي "رحمه الله" بالقرآن ونظرته للقرآن

يقول “رحمه الله” صفحة 11 كنت ولعا منذ أيام الصبا بتلاوة كتاب الله الأعظم واستكشاف غوامضه واستجلاء معانيه وجدير بالمسلم الصحيح بل بكل مفكر من البشر أن يصرف عنايته إلى فهم القرآن واستيضاح أسراره هذا الولع منذ الصبا قاد السيد الخوئي “رحمه الله” إلى مراجعة الكثير من التفاسير لكي يفهم معاني القرآن الكريم، هذا بالنسبة إلى علاقة السيد الخوئي “رحمه الله” بالقرآن الكريم.

وأما نظرة السيد الخوئي للقرآن الكريم خلاصتها أن الإنسان محدود ولا يمكن أن يحيط المحدود بغير المحدود وهو الله تبارك وتعالى فالإنسان ممكن ومحدود فكيف يحيط بفهم كلام الواجب غير المحدود وهو الله تبارك وتعالى لذلك يقول:

رأيت صغارة الإنسان أمام عظمة الخالق رأيت نقص المخلوق في تناهيه وخضوعه أمام كمال الخالق في وجوبه وكبريائه، رأيت القرآن يترفع ويرتفع ورأيت هذه الكتب تصغر وتتصاغر.

إذاً المفسر قد يدعي أنه فهم كلام الله ولكن هذا ظنه أنّا له أن يحيط بفهم كلام الله العظيم تبارك وتعالى وكيف يصح في العقول أن يحيط الناقص بالكامل تبارك وتعالى.

إذاً النقطة الأولى علاقة السيد الخوئي بالقرآن ونظرته له موجودة في صفحة 11

النقطة الثانية نظرة السيد الخوئي لجهود المفسرين السابقين موجودة في قوله صفحة 12

على أن هؤلاء العلماء مشكورون في سعيهم مبرورون في جهادهم فإن كتاب الله القا على نفوسهم شعاعا من نوره ووضحا من هداه ويبين أن الناقص لا يمكن أن يحيط بالكامل وأن كل مفسر من هؤلاء المفسرين قد اقتصر على بيان ناحية فبعضهم اعتناء بالفقه وبعضهم اعتنى بالفلسفة وبعضهم اعتنى بالأدب ولا يوجد تفسير يعتني بجميع النكات التي أشار إليها القرآن الكريم والقرآن الكريم أشبه بدائرة المعارف التي يجتمع جملة من المتخصصين متخصص في السياسية متخصص في الاقتصاد متخصص في الحقوق متخصص في التاريخ متخصص في الفقه متخصص في الأصول متخصص في التفسير متخصص في علم النفس متخصص في علم الاجتماع متخصص في الفن إلى آخره.

إذا اجتمع مجموعة من المتخصصين وكل واحد منهم نظر إلى القرآن من زاوية تخصصه فإننا سوف نصل إلى تفسير راق ومتقن وهو ما أشار إليه المرحوم الدكتور الشيخ أحمد الوائلي “رحمه الله” على منبره الشريف عدة مرات وكتبه في كتيب قد طبعه تحت عنوان نحو تفسير علمي للقرآن والسيد الخوئي “رحمه الله” أطلق على الشيخ الوائلي عنوان لسان الشيعة.

النقطة الثالثة ما ينبغي للمفسر وما يجب عليه أشار لها السيد الخوئي صفحة 12 قال:

على المفسر أن يجري مع الآية حيث تجري ويكشف معناها حيث تشير ويوضح دلالتها حيث تدل بمعنى أن المفسر لا ينبغي أن يسقط ما في ذهنه على الآيات ويحمّل القرآن ما لا يتحمل وإنما يستنطق القرآن لكي يفهم القرآن حيث هو ولا يفهم القرآن بما في ذهنه وإسقاطاته.

النقطة الرابعة الداعي الذي دعا السيد الخوئي لكتابة تفسير البيان صفحة 13 قال:

من أجل ذلك صممت على وضع هذا الكتاب في التفسير آملا من الحق تعالى أن يسعفني بما أملت فالغرض من وضع السيد الخوئي لتفسير البيان أنه لم يجد تفسيرا كاملا شاملا يستنطق الآيات القرآنية من جميع الأبعاد فهذا الذي دعاه إلى كتابة تفسير البيان وقدم مقدمات كانت هي الجزء الأول والمقدمات كانت مباحث في علوم القرآن وختمها بتفسير سورة الحمد ولم يطبع غير الجزء الأول “رضوان الله عليه”.

النقطة الخامسة مصادر التفسير عند السيد الخوئي وهي ثلاثة القرآن والسنة والعقل الفطري قال صفحة 13:

وسيجد القارئ أني لا أحيد في تفسيري هذا عن ظواهر الكتاب ومحكماته، إذاً المصدر الأول ظواهر القرآن الكريم

المصدر الثاني وما ثبت بالتواتر أو بالطرق الصحيحة من الآثار الواردة عن أهل بيت العصمة من ذرية الرسول "صلى الله عليه وآله وسلم"

المصدر الثالث وما استقل العقل الفطري الصحيح الذي جعله الله حجة باطلة كما جعل نبيه "صلى الله عليه وآله" وأهل بيته المعصومين “عليهم السلام” حجة ظاهرة.

النقطة السادسة منهج السيد الخوئي في تفسير القرآن وهو تفسير القرآن بالقرآن مع الاسترشاد بروايات أهل البيت يعني التمسك بحديث الثقلين (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا) قال السيد الخوئي صفحة 13:

وسيجد القارئ أيضا أني كثيرا ما استعين بالآية على فهم أختها هذا تفسير القرآن بالقرآن واسترشد القرآن إلى إدراك معاني القرآن واضح تفسير القرآن بالقرآن منهج صاحب الميزان ومنهج السيد السبزواري في المواهب ومنهج الشيخ جوادي آملي في تفسير تسنيم ثم أجعل الأثر المروي مرشدا إلى هذه الاستفادة يرشد إلى ما استفاده من جمع الآيات.

النقطة السابعة والأخيرة مدخل التفسير قال السيد الخوئي آخر سطر من صفحة 13:

وهناك مباحث مهمة لها صلة وثقا بالمقصود وهو التفسير تلقي أضواء على نواحي شتى قدمتها لتكون مدخل التفسير وهو يشتمل على موضوعات علمية تتصل بالقرآن من حيث عظمته وإعجازه ومن حيث صيانته عن التحريف وسلامته من التناقض والنسخ في تشريعات، هذه كلها مباحث علوم قرآن صيانة القرآن عن التحريف، النسخ إلى غير ذلك.

هذا تمام الكلام في بيان مقدمة السيد الخوئي للطبعة الأولى لتفسير البيان، فضل القرآن يأتي عليه الكلام.

 

logo