« فهرست دروس
الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق
بحث الفقه

46/04/04

بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس (الرابع): عبادية الجهاد

الموضوع: الدرس (الرابع): عبادية الجهاد

 

الأمر الرابع: عبادية الجهاد

ومن يلحظ الروايات الشريفة يجد أن الجهاد من التكاليف البدنية والمالية التي يعتبر في وقوعها قصد التقرب إلى الله تبارك وتعالى، فالجهاد واجبٌ تعبدي وليس واجباً توصلياً يكفي فيه مجرد تحقق القتال بأي نحو التفق.

[آثار عبادية الجهاد]

وبناءً على أن الجهاد واجبٌ تعبدي لا توصلي تترتب آثار موقوفة على قصد التقرب إلى الله تبارك وتعالى، فمن قاتل من دون قصد التقرب إلى الله عزّ وجل، لا يصدق عليه عنوان «الشهيد» فيغسل ويكفن، بخلاف الشهيد المقتول في المعركة، فإنه لا يغسل ولا يكفن.

كما أن من قاتل من دون قصد التقرب إلى الله تعالى لا يجوز له أخذ شيء من الغنائم إلا إذا فرض له أجرة كما يفرغ لغير المسلم في الجهاد إذا اتفق ذلك.

[أدلة عبادية الجهاد]

وعبادية الجهاد مستفادة من أدلة الجهاد، فلو راجعنا الأدلة في القرآن الكريم والسنة المطهرة لوجدنا أن الجهاد ليس عبارة عن القتال كيفما اتفق وإنما خصوص القتال في سبيل الله عزّ وجل، بحيث يكون الداعي إلى الجهاد البدني أو الجهاد المالي، هو امتثال أمر الله والتقرب إليه.

وقد وردت النصوص ودلت على أن القتال بغير داعي التقرب إلى الله ليس جهاداً.

منها ما رواه الصدوق في المجالس والأخبار عن جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن إسحاق بن العباس الموسوي عن أبيه عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن محمد قال: حدثني علي بن جعفر بن محمد وعلي بن موسى بن جعفر هذا عن أخيه وهذا عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السلام عن آبائه عليهم السلام أي علي بن جعفر عن أبيه جعفر الصادق وعلي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر يعني الإمام الرضا عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: «إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى، فمن غزا ابتغاء ما عند الله، فقد وقع أجره على الله عزّ وجل، ومن غزا يريد عرض الدنيا أو نوى عقالاً» أي ما يعقل الدواب «أو نوى عقالاً لم يكن له إلا ما نوى»[1] .

والجهاد في اللغة مأخوذ من الجهد والتعب، فلم يؤخذ في المعنى اللغوي قصد التقرب إلى الله تبارك وتعالى. نعم، أخذ في المعنى الشرعي للجهاد قصد القربة إلى الله تبارك وتعالى.

إذاً عبادية الجهاد من الأمور الطارئة على معناه اللغوي، فمعناه اللغوي مطلق بذل الجهد، ومعناه الاصطلاحي خصوص بذل الجهد المالي أو البدني في سبيل الله تبارك وتعالى.

إذاً عبادية الجهاد من الخصوصية التي أدخلها الشارع المقدس على المعنى اللغوي.

[هل معنى العبادية موجود في معنى اللغوي؟]

وهنا يرى المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله امتياز الجهاد عن العبادات الأخرى كالصلاة والصوم والحج مثلاً، فإن معنى العبادية موجودٌ في أصل معناها اللغوي، بخلاف عبادية الجهاد فهي من الأمور الطارئة على معناه اللغوي[2] .

وفيه أنه لم يؤخذ شيء من العبادية في أصل المعنى اللغوي للصلاة والصوم والحج فمعنى الصلاة لغةً هو مطلق الدعاء، ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ﴾[3] يعني وادعوا لهم، كما أن معنى الصوم مطلق الكف والامتناع، كما أن معنى الحج في اللغة مطلق القصد، فهذه الألفاظ لم يؤخذ فيها قصد التقرب إلى الله عزّ وجل، وجاء الشارع المقدس ونقل لفظ الصلاة من مطلق الدعاء إلى الدعاء بكيفية مخصوصة وهي الصلاة المؤلفة من الأجزاء والشرائط، ونقل الصوم من مطلق الكف والامتناع إلى خصوص الامتناع في شهر رمضان أو غيره من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ونقل معنى الحج من مطلق القصد إلى خصوص قصد بيت الله الحرام بكيفية وشرائط وأجزاء مخصوصة.

نعم، هناك امتياز في الجهاد كما هناك امتياز في الحج، وهو كون الحج عبادة جماعية كذلك يمتاز الجهاد بكونه عبادة تؤدى من قبل الأمة، لا على نحو المجموع، بحيث إذا تخلف واحد أو جماعة منهم لا يتحقق متعلق التكليف، بل بنحو الاستغراق، فالعموم ليس مجموعياً، وإنما هو عموم استغراقي، فالأمة تؤدي هذا الواجب بحيث يتوجه التكليف إلى كل فردٍ فردٍ من أبناء الأمة، فالفرد الذي وصل إلى مرحلة التكليف وأصبح تكليف الجهاد فعلياً في حقّه يتوجه إليه الأمر بالجهاد.

هذا تمام في الأمر الرابع.

الأمر الخامس: الجهاد في الشرائع السابقة

من الواضح أن الجهاد واجب على جميع المسلمين.

سؤال ولكن هل كان الجهاد واجباً على جميع الأمم السابقة منذ آدم عليه السلام إلى ما قبل الخاتم محمد صلى الله عليه وآله؟

[الجهاد واجب على كل أهل كل أمة على رأي القطب الراوندي]

وهنا نجد الشيخ قطب الدين الرواندي المدفون في صحن حرم السيدة المعصومة عليها السلام في كتابه المعروف فقه القرآن يحرر هذا الكلام ويقول ما نصّه:

«فإن قيل: هل كان الجهاد واجباً على أهل كل ملة أم لا؟

قلت: الزجاج استدل بقوله تعالى: ﴿إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن﴾[4] على أن الجهاد كان واجباً على أهل كل ملةٍ لعموم اللفظ فيه، فلفظ المؤمنين شاملٌ لكل أمم الرسل سلام الله عليهم.

ثم قال قطب الدين الراوين: «ويدل عليه أيضا قوله تعالى: ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ ﴾ أيام شريعة عيسى عليه السلام ﴿ وَبِيَعٌ ﴾ أيام شرع موسى عليه السلام ﴿ وَمَسَاجِدُ ﴾[5] أيام سريعة محمد صلى الله عليه وآله ويدل عليه أيضا قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾[6] وكان سبب سؤالهم هذا استدلال الجبابرة من الملوك الذين كانوا في زمانهم إياهم، وأنكروا لما بعث الله لهم ملكاً، فإنه لم يؤت سعة من المال، فرد الله عليهم ﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ﴾[7] أي هو أولى بالملك فإنه اعلم واشجع منكم.

إلى أن قال: «﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ ﴾[8] أي يدفع الله بالبر عن الفاجر الهلاك»[9] انتهى كلامه زيد في علو مقامه.

فانتهى الراوندي رحمه الله إلى أن الجهاد كان واجباً على أهل كل ملة.

[ناقشه الشيخ شمس الدين]

لكن الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله ناقش هذه الاستدلالات بأربع مناقشات، وانتهى إلى قوله ما نصّه: «فالظاهر أن الجهادَ لم يكن مشرعاً في الشرائع السابقة»[10] .

والصحيح أن الدليل يدل على أن الجهاد ثابت في الشرائع السابقة في الجملة، لا بالجملة، أي أن بعض الأدلة التي ساقها قطب الدين الرواندي تدل على أن الجهاد كان ثابتاً في شريعة اليهود، وبعض الأدلة يدل على أن الجهاد كان ثابتاً في أيام إبراهيم الخليل، ولكن لم نجد دليلاً يدل على أن الجهاد واجب في كل شريعة من الشرائع السماوية، فلا نلتزم بما التزم به قطب الدين الرواندي من أن الجهاد ثابت في كل شريعة، ولا نلتزم بما التزم به شمس الدين من أن الجهاد لم يثبت في كل شريعة سابقة على الإسلام، بل نلتزم بأن بعض الشرائع السابقة على الإسلام ثبت فيها الجهاد.

[مناقشة كلام الشيخ شمس الدين]

ولنناقش ما طرحه شمس الدين[11] بحسب ما يسع الوقت.

الموضع الأول: قال رحمه الله :

«وفي هذه الاستدلالات مواضع للنظر:

الموضع الأول أن الوعد الوارد في الآية التي استدل بها الزجاج أعني قوله تعالى: ﴿وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا﴾[12] إنما هو وعد بالثواب على طاعة الله بالجنة لأن الوعد لا يكون إلا بالمجازاة على الطاعة التي هي أعم من القتال، وعليه يكون المقصود من المؤمنين في الآية المسلمين، والثواب الموعود على الطاعات عامٌ شاملٌ لكل المطيعين من أتباع الشرائع الحقة».

وفيه إننا لو سلمنا حمل قوله تعالى: ﴿وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا﴾ على الثواب في مقابل الطاعة، وإن سلمنا أن الطاعة أعم من الجهاد وغيره، لكننا نلتزم أن المراد بالطاعة في خصوص الآية يراد به خصوص الجهاد من الطاعات لا مطلق الطاعات لأن مورد الآية هو هذا فقد ابتدأت بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ﴾ فهي تدل على الوعد الإلهي بالثواب في مقابل القتال الذي كان ثابتاً في التوراة والإنجيل والقرآن، وهذا يدل على ثبوت فريضة الجهاد في تورات موسى لليهود وإنجيل عيسى للنصارى وقرآن محمد صلى الله عليه وآله للمسلمين.

الموضع الثاني: من مناقشات شمس الدين كون القتال المذكور في الآية الكريمة في قوله تعالى: ﴿ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ﴾ هو الجهاد بالمعنى المصطلح أول الكلام بل الأظهر أنه الدفاع ضد العدوان بقرينة الآيات الخاصة باليهود التي تتحدث عن معاناتهم مع الفراعنة والمصريين. نعم، فرض عليهم القتال بعد الخروج من مصر ليستقروا بعد تشريدهم كما في قوله تعالى حكاية لقول موسى عليه السلام : ﴿ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ﴾[13] فنقصوا عن الامتثال لأمره تعالى كما تحكيه تتمة الآية، وكما في قوله تعالى: ﴿ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾[14] .

ولكن هذا أجنبي عن مقامنا، هذا في شأن اليهود، وليس في الكتاب ولا في السنة على الإطلاق ما يدل على أن النصارى أمروا بالقتال.

وفيه إننا لو غضضنا النظر عن دلالة الآية التي قال أنها أجنبية عن مقامنا ﴿ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ ﴾ والله عزّ وجل أمر اليهود بدخول فلسطين من صحراء سيناء، ولكنهم لم يقوموا بذلك، فعاقبهم الله كما في بداية سورة البقرة، فإن نفس الآية ﴿يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ﴾ تدل على ذلك إذ أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب والمورد، فالآية الكريمة تدل على ذلك، كما أنه يوجد في الكتاب ما يدل على ثبوت الجهاد على اليهود والنصارى إذ نصت الآية الكريمة السابقة ﴿وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ﴾ فالآية تامة الدلالة على ثبوت الجهاد في شريعة اليهود.

الموضع الثالث: آية الدفع التي استدل بها الرواندي على وجوب الجهاد على الأمم السالفة أكثر بعداً في الدلالة لأن هذه الآية من الآيات الدالة على السنن الكونية وليست من آيات التشريع الاسلامي الخاص.

وفيه إننا لو تأملنا في الآية لوجدنا أنها واضحة في الدلالة على تشريع الجهاد وأن الله عزّ وجل لو لم يشرع الجهاد والقتال ودفع الأعد لهدمت صوامع وبيع، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾[15] والصلوات جمع صلاة وهي مصلى اليهود، سمي بهذه التسمية للمحل باسم الحال.

الشاهد في الآية الكريمة: التمسك بصدرها وذيلها ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾ هؤلاء لن يعودوا إلى ديارهم إلا إذا قاتلوا وجاهدوا، والتمسك بذيل الآية ﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ يعني نبقى وننتظر سنة التدافع من دون أن نقوم بالدفع، هذا غير صحيح، الآية واضحة في الدلالة على الجهاد.

الموضع الرابع والأخير: ما استدل به من قصة طالوت وجالوت إنما هو واقعة في حادثة وهو وجوب الجهاد على اليهود في زمن متأخر عن موسى عليه السلام فلا تدل على وجوب الجهاد بنحو مطلق، ويحملها الشيخ شمس الدين على الجهاد الدفاعي لا على الجهاد الابتدائي.

وفيه هذا خلاف ظاهر الكريمة.

وفي الختام نقول توجد روايات تدل على المشروعية في زمن إبراهيم الخليل حيث ورد أن لوطاً عليه السلام قد أسره الروم وكانوا مشركين فجهز إبراهيم عليه السلام جيشاً راياته «لا إله إلا الله» ونفر إليهم وقاتلهم حتى استنقذه من أيديهم، فإن نفره عليه السلام وإن أمكن اعتباره حركة تلقائية أو دفاعية، لكن ظاهر الأسر ورايات لا إله إلا الله تدل على وجود حالة جهادية. نعم، هذه الرواية من مرويات السكوني، وهناك خلافٌ في مرويات السكوني، عن النوفلي عن السكوني، يأتي تحقيقها إن شاء الله.

أقسام الجهاد يأتي عليه الكلام.


[2] جهاد الأمة، الشيخ محمد مهدي شمس الدين، تقرير الشيخ حسن مكي، ص60 و 61.
[10] جهاد الأمة، شمس الدين، محمد المهدي، ص65.
[11] جهاد الأمة، شمس الدين، محمد المهدي، ص62 و 63.
logo