< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث العرفان

39/12/22

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: مقام اليقظة والتوبة والتسليم والرضا والتوحيد

 

الدرس السابع أول المنازل اليقظة والتوبة

الدرس السابع عد لأول منزلين وهما اليقظة والتوبة والدرس الثامن وعد لآخر المنازل وما قبله آخر المنازل التوحيد وقبله الرضا وقبل الرضا التسليم فهذه خمسة منازل مهمة اليقظة والتوبة التسليم والرضا والتوحيد المقامات كثيرة عند العرفاء وقد ذكر الخواجة عبد الله الأنصاري الهروي مئة منزل في كتابه منازل السائرين وقد شرحه الكثير من العلماء وأهم الشروح شرح التلمساني وشرح عبد الرزاق القاساني ولكن العرفاء يهتمون ببعض المنازل ويركزون عليها ومن أهمها مقام اليقظة الذي يكون في البدايات ومن بعده مقام التوبة.

نتكلم أولا عن مقام اليقظة في الرواية (الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا)[1] فهذه الرواية المروية عن رسول الله “صلى الله عليه وآله” تشير إلى غفلة الإنسان فالإنسان تعتريه الغفلة فينسى أصله ومن أين جاء وينسى حقيقته وينسى إلى أين سيذهب.

وكل إنسان فطري يواجه ثلاثة أسئلة رئيسية:

السؤال الأول من أين جئت؟ فهذا سؤال عن المبدأ

السؤال الثاني إلى أين سأذهب؟ وهذا سؤال عن المعاد

السؤال الثالث ماذا أعمل بين المبدأ والمنتهى؟ وهذا سؤال عن البنوة التي هي تقود الإنسان من مبدأه إلى معاده

فتعاليم الأنبياء عن الله تعالى تحدد مسار الإنسان من المبدأ والمعاد لذلك أكثر الفلاسفة والعرفاء من بحث المبدأ والمعاد وأكثرهم قد كتب في هذا البحث فالشيخ الرئيس ابن سينا لديه كتاب المبدأ والمعاد صدر المتألهين لديه كتاب المبدأ والمعاد أكثرهم قد كتب في المبدأ والمعاد، إذاً الإنسان تعتريه الغفلة والمراد باليقظة عودة الإنسان إلى ذاته لكي يستيقظ وينفذ عنه غبار الغفلة والنسيان فلابد أن يعود الإنسان إلى ذاته لكي ينهض لنجاته وسعادته ويبدأ بالحركة نحو الله تبارك وتعالى، إذاً الخطوة الأولى في السير والسلوك إلى الله اليقظة أو العودة إلى الذات وإزالة الغفلة والنسيان.

حقيقة اليقظة

حقيقة اليقظة العودة إلى الذات ورفع الحجب التي تحجب الإنسان عن الوصول إلى الله والمراد بالحجب الأخلاق الذميمة التي تبعد الإنسان عن الله فالإنسان بحاجة إلى نور الله “عز وجل” لكي يستيقظ وينتبه جاء في الرواية الشريفة اليقظة نور والغفلة غرور.

الخواجة عبد الله الأنصاري في منازل السائرين اعتبر اليقظة بقوله هي أول ما يستنير قلب العبد بالحياة لرؤية نور التنبيه وبناء على هذا الكلام عندما ينتبه العبد إلى ما هو فيه من غفلة ويدرك أن الحياة الحقيقية ليست هذه الحياة التي يعيشها وإنما الحياة الأخرى ففي هذه الحالة يشرع في التوبة فيلجأ إلى الله للتخلص من براثن ذنوبه، إذاً اليقظة التنبه بما هو موجود الالتفات إلى الآفات الموجودة والذنوب والحجب والعودة إلى الذات لرفعها ثم التوبة ومواصلة السير والسلوك إلى الله تعالى.

قال "عز من قائل" في كتابه الكريم ﴿أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها﴾[2] هذه الآية الكريمة تشير إلى نور اليقظة يعني الإنسان المنغمس في الغفلة هو إنسان ميت فإذا التفت إلى غفلته وسهوه ونسيانه يكون قد حصل على نور اليقظة.

جاء عن الإمام الصادق "عليه السلام" (إن الله أخذ قلوب المؤمنين مبهمة على الإيمان فإذا أراد استنارت ما فيها فتحها بالحكمة وزرعها بالعلم وزارعها والقيم عليها رب العالمين)[3] يعني الإنسان لديه إيمان بالقوة هذا الإيمان لكي يخرج من حيز القوة إلى الفعل لكي يخرج من حيز القابلية والاستعداد إلى عالم الفعلية والتحقق يحتاج إلى جذبة ربانية والتفاتة رحمانية لكي يصل والخروج من العالم القوة إلى الفعل لا يكون إلا في القلوب المستعدة والقلوب التي لديها قابلية والعارف الخبير يعرف مراحل انتقال النفس الإنسانية من عالم إلى عالم ومن منزل إلى منزل ومن درجة إلى درجة والانتقال من مقام إلى مقام يتطلب الالتفات والدقة ومعرفة المنزل الذي أنت فيه لكي ترقى إلى المنزل الآخر.

آثار اليقظة في وجود الإنسان

ذكر المصنف أربعة آثار لليقظة ثمار أربعة لاستيقاظ الإنسان وعودته إلى ذاته وترك براثن الغفلة

الأثر الأول الاهتمام بالنعم الإلهية الإنسان يعيش في عالم النعم ولكنه يغفل عنها ولا يلتفت إليها إذا استيقظ الإنسان ورجع إلى ذاته سيلتفت أكثر إلى نعم الله تبارك وتعالى إذا رجعت إلى دعاء عرفة لسيد الشهداء الإمام الحسين "عليه السلام" تجده يبدأ الدعاء بحمد الله الثناء عليه وعلى نعمائه (الحمد لله الذي ليس له دافع ولا لقضائه مانع إلى أن يقول بعد أن يعدد النعم يقول أليست هذه كلها نعمك) فأول آثار اليقظة الاهتمام بالنعم الإلهية والإنسان المستيقظ يلتفت إلى النعم الإلهية أكثر من الإنسان الغافل بل تكون له نظرة خاصة إلى النعم الإلهية.

يقول الخواجة عبد الله الأنصاري واليقظة هي ثلاثة أشياء:

الأول لحظ القلب إلى النعمة على الاياس من عدها يعني هو ييأس من عد النعمة الإلهية.

الثاني الوقوف على حدها يعني على تعريف النعم الإلهية يعني يتعرف على النعم الإلهية و

الثالث التفرع لمعرفة المنة بها يعني إذا تعرف على النعم الإلهية يتفرع على ذلك أنه يعرف كيف أن الله “عز وجل” قد من عليه بهذه النعمة فمعرفة منة الله على الإنسان بالنعم فرع معرفة هذه النعم فإذا الإنسان لم يعرف حقيقة النعمة ولم يقف على حد النعمة أي لم يتعرف على النعمة فإنه لا يدرك كيف أن الله "عز وجل" قد من عليه إذ أعطاه هذه النعمة، إذاً الثمرة الأولى لليقظة الاهتمام بالنعم الإلهية.

الثمرة الثانية معرفة الحق ومعرفة الله تبارك وتعالى فإذا استيقظ الإنسان وعاد إلى ذاته وزالت عنه الغفلة فإنه سيتجلى له جمال الله تبارك وتعالى الإنسان الغافل يعد في عدة أمور أولا استصغار الذنوب ثانيا نقصان العبادة والطاعة ثالثا عدم رعاية أدب العبودية رابعا عدم الخوف من الله تجده مستهترا بل يتفاخر بالمعصية والعياذ بالله الذي يشرب الخمر ويزني ويلوط و... قد يتفاخر بمثل هذه المعاصي لغفلته وعدم يقظته بخلاف السالك المستيقظ فإنه يدرك عظمة الله من خلال نور اليقظة فيكبر الذنب في عينه ودائما ينظر إلى عبادته على أنها ناقصة وأنها لا تتناسب مع مقام العظمة والجلال لله “عز وجل” فيسعى ويعمل لكي يصل إلى ارفع وأعلى المراتب، (ما عرفناك حق معرفتك)[4] دائما يرمي نفسه بالتقصير.

الأثر الثالث التعرف على الأخطاء فإن المستيقظ ملتفت إلى أخطائه فتكبر في عينه ويتحرك لجبران الخطأ الذي وقع فيه لكي ينجو ويبحث عن النجاة يقول الخواجة عبد الله الأنصاري والثاني مطالعة الجناية والوقوف على الخطر فيها والتشمر بتداركها والتخلف من ربقها وطلب النجاة لتمحيصها.

الأثر الرابع والأخير معرفة النفس الأمارة بالسوء، أمارة فعالة على وزن فعال وفعال صيغة مبالغة أمار بالسوء يعني كثيرا ما تأمر بالسوء فلان قتال يعني كثير القتل فلان كذاب يعني كثير الكذب نفس أمارة يعني كثيرة التأمر أمارة بالسوء يعني كثيرة ما تأمر بالسوء وارتكاب الفواحش فإذا زالت عنه الغفلة وعاد إلى ذاته يكون قد تعرف أكثر على النفس الأمارة بالسوء وأهوائها ويكون عارفا بالنفس ووساوسها ويعرف أن أعظم حجاب نسب بينه وبين الله “عز وجل” هو النفس الأمارة بالسوء فيدرك قول الحديث الشريف (أعدى عدوك نفسك التي بين جنبك)[5] كما يقول رسول الله “صلى الله عليه وآله” فيبحث عن محاربة النفس وكبح جماحها للنجاة يوم المحشر وهناك آثار كثيرة تترتب على اليقظة غير هذه الآثار الأربعة من أبرزها اغتنام فرصة الحياة الدنيا والتصديق بوعد الله ووعيده.

عوامل قبول نور اليقظة

هناك أمور تجعل النفس لديها القابلية أكثر للاستيقاظ ويكون القلب مستعدا لتلقي الجذبة والنفحة الإلهية نذكر ثلاثة أمور:

الأمر الأول تلاوة القرآن والتدبر فيه قال تعالى ﴿كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبره آياته وليتذكر أولي الألباب﴾[6] .

الثاني الارتباط بالمعصومين "عليهم أفضل الصلاة المصلين" وهم النبي والأئمة الاثني عشر وأمهم فاطمة "سلام الله عليها" فهم أصحاب الولاية الحق ومجاري فيض الله هم واسطة الفيض بين الله وخلقه.

الأمر الثالث التفكير في الموت عن الإمام الصادق "عليه السلام" (ذكر الموت يميت الشهوات في النفس ويقطع منابت الغفلة ويقوي بما وعد الله)[7] وفي رواية (أذكروا هادم اللذات)[8] ، هذا تمام الكلام في أول مقام من المقامات المائة وأول منزل من منازل السائرين إلى الله "عز وجل" وهو مقام ومنزل اليقظة.

المنزل الثاني من منازل اليقظة

من منازل اليقظة طبعا التوبة وهذان المقامان أول مقامين من القسم الأول وهو البدايات لأن المنازل عشرة تبدأ بالبدايات وتنتهي بالنهايات في البدايات أول مقام اليقظة وثاني مقام التوبة.

التوبة هي المقام الذي يحصل للعارف بعد اليقظة وإذا ترجع إلى كتاب الأربعون حديثا للسيد الإمام الخميني في شرح الحديث الأول حديث النفس في البداية يتكلم عن اليقظة ويتكلم عن التوبة لكي تلتفت أن السيد الإمام منهجه منهج عرفاني وأن الإمام الخميني قد ذكر في كتابه الأربعون حديثا الكثير من المباني العرفانية فيمكن أن تراجع الأربعون حديثا الحديث الأول حديث النفس أن النبي “صلى الله عليه وآله” بعث بسرية فرجعت فلما رجعت قال (مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر قيل يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال جهاد النفس)[9] وأيضا حديث التوبة والكثير من الأحاديث التي شرحها السيد الإمام الخميني في شرحه للأربعون حديثا كثير منها فيها مطالب أخلاقية وفلسفية وعرفانية راقية.

التوبة هي الرجوع الاختياري عن السيئة والمعصية إلى الطاعة والعبودية، وفي تعريف آخر التوبة هي الرجوع عن ما كان مذموما في الشرع إلى ما هو محمود في الشرع والتوبة ضرورية للعارف بدون التوبة لا يمكن السير والسلوك إلى الله كيف تسير إلى الله وأنت مثقل بالذنوب والعيوب ولم تتراجع عنها ولم تتب إلى الله “عز وجل” فما دام الشخص مذنبا أو مصرا على الذنب يكون عاجزا عن البدء بالسير والسلوك إلى الله “عز وجل” فالتوبة هي عبارة عن الرجوع إلى الله وربط كل ما هو مرفوض من قبل الله والتمسك بكل ما هو مقبول لدى الله “عز وجل” وبعبارة أخرى التوبة ترك المحرمات والعمل بالواجبات والإقبال على الطاعة.

النقطة الثانية أركان التوبة وشروطها

تتحدث الروايات عن شروط وأركان للتوبة:

الشرط الأول الندم على ما مضى من الذنوب والمعاصي.

الشرط الثاني العزم على عدم العودة إليها لاحقا.

الشرط الثالث ترك الذلة في الحال يعني ترك الذنب حالا وفورا فإنه ذلة للعبد وللنفس.

وأما أركان التوبة فمن أركان التوبة طبعا هناك أمور أيضا ذكرت بالنسبة إلى الشروط والأركان أداء الفرائض وقضاء ما فات طلب الحلال ورد المظالم مجاهدة النفس هذه كلها تجدها في رواية عجيبة عن أمير المؤمنين "عليه السلام" جاء في حديث عن أمير المؤمنين "عليه السلام" لقائل قال لحضرته (استغفر الله فقال أمير المؤمنين ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان)[10] أمير المؤمنين يذكر الشروط والأركان وهي ستة:

أولها الندم على ما مضى.

والثاني العزم على ترك العودة إليه أبدا.

والثالث أنت تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبع.

والرابع أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها.

والخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت عليه السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد.

والسادس أن تضيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول أستغفر الله رواية موجودة في نهج البلاغة.

آثار التوبة في وجود السالك

الآثار كثيرة أهمها ثلاثة أمور:

الأمر الأول التائب حبيب الله،

الأمر الثاني طهارة البدن،

الأمر الثالث زيادة الرزق،

الأمر الرابع تبدل السيئات بالحسنات

هذه الآثار الأربعة أشارت إليها الآيات الكريمة.

 

أما الأثر الأول التائب حبيب الله

فالذي يبدأ الخطوة الأولى في مسير القرب إلى الله فهو محبوب عند الله قال الله “عز وجل” ﴿إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين﴾[11] وفي رواية عن رسول الله (التائب حبيب الله)[12] ومحبة الله ليس كمحبة الناس الآن إذا تقول هذا حبيب السلطان تخاف منه هذا له مكانة خاصة هذا حبيب الله رب العالمين حبيب الله يعني إن الله “عز وجل” قد جذبه إليه ورفع الحجب من أمام عينه.

الأثر الثاني طهارة الباطن

الله “عز وجل” قد وعد التائبين بالعفو والمغفرة قال “عز وجل” ﴿وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات﴾[13] وعفو الله ومغفرته عن السيئات يعني طهارة الباطن ومحو آثار الذنوب لذلك جاء في الحديث الشريف التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

الأثر الثالث زيادة الرزق

إذا تاب العبد توبة صادقة وسع الله عليه في رزقه سواء الرزق الظاهري المال أو الرزق الباطني العلم وسمو الروح قال "عز من قائل" ﴿وإن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا﴾[14] يرزقكم رزقا حسنا.

الأثر الرابع والأخير تبدل السيئات بالحسنات

فمن لطف الله “عز وجل” على العبد التائب أن يستبدل سيئاته ويضع مكانها الحسنات قال الله “عز وجل” ﴿فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات﴾[15] .

وفي الختام نقول

التوبة واجبة على الجميع ولا معنى لتأخير التوبة والموت من دون توبة هذا يدل على سوء العاقبة والعياذ بالله فعلى الإنسان أن يستغفر ربه بالدوام وأن يخرج من الدنيا وليس في ذمته شيء من الحرام ومن الاشتباهات المشهورة إذا قتل فلان توب إلى الله يقول أنا مذنب؟ يا فلان استغفر الله شنو قصدك يعني أنا مو زين؟ والحال إن الاستغفار والتوبة مطلوبان في كل لحظة لذلك جاء في الرواية (كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون)[16] .

 

للمطالعة

محي الدين عربي

الشخصية التي للمطالعة محي الدين عربي هو محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحاتمي من أبناء عبد الله بن حاتم الطائي أخ عدي بن حاتم الطائي عدي بن حاتم الطائي من أصحاب الإمام الحسن "سلام الله عليه" يلقب محي الدين ويعرف بابن العربي ولد في بلدة مرسي في الأندلس أواخر شهر رمضان عام 560 هاجر سنة 568 مع أسرته إلى اشبيليا عاصمة الأندلس الذي الآن اسبانيا أقام في أشبيليا حتى العام 598 صار عمره 38 سنة في نهاية الثلاثينات تفتقت الأجواء العرفانية عنده طبعا درس في هذه الأثناء القرآن على أبي بكر محمد بن خلف اللخمي تعلم الأدب والحديث عند بعض المشايخ حصل له في فترة بقائه في اشبيلية تحول معنوي كبير نال من خلاله مقام الكشف والشهود ضاعت شهرته وصلت أخباره إلى الفيلسوف أبن رشد وابن رشد كان في شمال أفريقيا وأصر الفيلسوف ابن رشد على لقاء ابن العربي أنهمك ابن العربي بالمجاهدة والرياضة النفسانية وانبرى لاكتساب معارف العرفاء ومطالعة آثار الصوفية فعبر عنها بالفتوحات فقد عاين وشاهد الكثير من الكشوفات عبر عنها بالفتوحات انتقل سنة 598 هجرية إلى المشرق بهدف الحج لكنه لم يرجع إلى الأندلس أقام في الحجاز مدة وزار أماكن أخرى مثل مصر وبغداد والموصل أخيرا وصل إلى دمشق وأقام فيها حتى آخر حياته توفي سنة 638 له من العمر 78 سنة.

ما هي ميزة وخصيصة ابن العربي؟

مؤلفاته كثيرة يقال ألف مائتين وأربعين مؤلف ويقال أربعمائة مؤلف أكثر من التصنيف وألف كتب عميقة وغزيرة كانت بمثابة الأساس لكثير من العرفاء ويقال إن ابن زوجته القونوي هو الشارح الكبير لأفكاره ولو لم يشرحها القونوي لما فهمت كلمات ابن العربي أشهر كتبه الفتوحات المكية عدة مجلدات خصوص الحكم عليه عدة شروح مثل شرح محمود القيصري وشرح أستاذه القيصري عبد الرزاق القاساني كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية كتاب مفاتيح الغيب، هذا تمام الكلام في الدرس السابع الذي هو عد للمنزلين الأولين اليقظة والتوبة.

 

الدرس الثامن آخر المنازل الرضا والتسليم والتوحيد

والأفضل أن يقول التسليم والرضا والتوحيد لأن مقام التسليم قبل مقام الرضا مقام التسليم هو المقام العاشر من المعاملات والمعاملات يسبق قسم الأخلاقيات ومقام الرضا من أوائل أقسام الأخلاقيات ومقام التوحيد هو آخر باب من أبواب قسم النهايات، إذاً الترتيب أولا التسليم ثانيا الرضا أخيرا التوحيد هذه المقامات الثلاثة كل واحد منها له درجات ثلاث ثلاثة في ثلاثة تسعة يعني مقام الرضا مقام التسليم له ثلاث درجات مقام الرضا له ثلاث درجات مقام التوحيد له ثلاث درجات نأخذها تباعا أولا نأخذ مقام التسليم ثم مقام الرضا ثم مقام التوحيد.

مقام التسليم صفحة 101 التسليم أعلى درجات سلوك الإنسان في مرحلة البدايات وقبل دخوله الأخلاقيات هذه كلها أقسام القسم الأول طبعا قلنا الخواجة عبد الله الأنصاري قسم كتابه إلى عشرة أقسام وكل قسم فيه عشرة أبواب عشرة في عشرة مئة القسم الأول البدايات وأول باب قلنا اليقظة وثاني باب التوبة ثم يأتي القسم السادس وهو قسم المعاملات والعاشر من القسم السادس هو مقام التسليم ثم بعد ذلك يأتي القسم السابع الأخلاقيات ويأتي فيه مقام الرضا لذلك يكون مقام التسليم أعلى درجات سلوك الإنسان في مرحلة البدايات يعني بعدما يتجاوز مرحلة وقسم البدايات ولكن قبل أن يدخل قسم الأخلاقيات والمراد بالتسليم القبول المطلق بما يريده الله سواء أن وافق أغراض الشخص أو لم يوافقها وخالفها.

العرفاء أخذوا لفظ التسليم ومصطلح التسليم من قوله “عز وجل” مخاطبا نبيه الكريم ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما﴾[17] فقالوا إن درجة الإيمان لا تكتمل إلا بالتسليم فيما حكم النبي بينهم وما يخالفون ما أراده رسول الله “صلى الله عليه وآله” بحيث لا يجدوا في أنفسهم حرجا وأذاً مما قضى به النبي “صلى الله عليه وآله”.

التسليم له ثلاث درجات

الدرجة الأولى من التسليم التسليم أمام الأمور التي تعجز العقول عن إدراكها.

الدرجة الثانية التسليم للحال التي تحصل للسالك.

الدرجة الثالثة تسليم ما دون الحق إلى الحق.

 

أما القسم الأول تسليم الأمور التي تعجز العقول عن إدراكها

فإن العقول لها حيز معين من الإدراك فإذا بحث الإنسان بعض الأمور التي هي فوق العقل ولم يدركها لكن بكشفه استطاع أن يدركها ففي هذه الحالة ينبغي أن يسلم بها بناء على هذا المسلك يقول التلمساني في شرحه لمنازل السائرين لخواجة عبد الله الأنصاري فمن حقق مقام التسليم حتى صح له وكمل عنده فهو تسليم إلى الله تعالى مما هو غيب عنه مما يزاحم العقول والأوهام فلا يلتفت إلى السبب في كل ما غاب عنه في أمور الدنيا والآخرة مثلا الروايات التي تدل على الرجعة وأن الأئمة "عليهم السلام" يرجعون أو الروايات التي تتكلم عن أحداث يوم القيامة فإن الإنسان قد لا يدركها بعقله ولكن يجب عليه أن يسلم بها ما دام النقل الشريف والروايات الشريفة الصحيحة قد دلت عليها فهذا وجه للتسليم وهو التسليم بالأمور الغائبة عن العقل والتي لم يدركها لكن دل عليها الدليل الصحيح ولكن هناك معنى آخر للتسليم وهو أن العارف تحصل له حالات عرفانية أثناء سيره سلوكه تجعله يرى المعاني الغيبية التي لا يمكن فهمها بالعقل ولا يمكن الإذعان في عالم العقل فهل ينكرها لأن العقل لم يتقبلها أو يسلم بناء على مسلك العرفاء لابد أن يسلم بها وأما على مسلك الفلاسفة.

الدرجة الثانية من التسليم التسليم للحال التي تحصل للسالك

يعني التسليم لوجود المعاني الباطنية عند السالك هذه المعاني الباطنية لا يوجد دليل عليها ولا يقود العلم إليها وهذا أعلى درجة من الأول لأن الدرجة الثانية تشير إلى الانتقال من الحجب إلى الكشف ومن الخبر إلى العوام يعني إلى معاينة الحقائق وفرق كبير بين أن يخبروك بحقائق معينة وبين أن تعيش وتعاين حقائق معينة فمعاينة الحقائق بكشفها القلبي يختلف عن نقل الحقائق الكشفية والقلبية فإذاً لابد أن تنتقل من الرسم إلى الحقيقة الرسم يعني التعريف والألفاظ حقيقة يعني معاينة الشيء ففرق بين أن يعرف لك الشيء بتعاريف ورسوم وحدود وبين أن تعاين حقيقة ذلك الشيء ومشاهدة الحقيقة أبلغ من سماع الحقيقة، إذاً الدرجة الأولى التسليم أمام الأمور الغيبية التي العقول عن إدراكها الدرجة الثانية أرفع وأرقى التسليم بالمعاينة يعني الأمر الأول ينقل إليك الأمر الثاني تسلم بما ظهر لك وعاينته.

الدرجة الثالثة تسليم ما دون الحق إلى الحق

هذه الدرجة تكمل الدرجة الثانية بمعنى أن كل ما سوى الحق ليس إلا ضلال ومظاهر وأنه لا يوجد إلا الحق تبارك وتعالى ففي الدرجة الثالثة لا يرى العارف شيئا غير الله لا يرى إلا الحق وكل ما هو دون الحق يسلمه إلى الحق فيرى أن الموجود فقط هو الله الحق المتعال وما دونه ليس إلا حقائق وضلال لله وتجليات لله خلاصة من وصل إلى مقام التسليم فيجد نفسه مسلمة إلى الحق لا ما دون الحق، هذا تمام الكلام في مقام التسليم الذي هو من أقسام المعاملات يصير المقام الثالث اليوم ندرس خمسة مقامات الأول اليقظة الثاني التوبة الثالث التسليم الآن الرابع مقام الرضا وهو من أوائل أبواب قسم الأخلاقيات.

المراد بالرضا هو موافقة النفس لفعل من الأفعال دون وجود تعارض بينهما يقال رضي بكذا أي وافقه ولم يمتنع منه ويتحقق الرضا بعدم كراهته إياه سواء أحبه أو لم يحبه ويكرهه وعبارة أخرى لو أن الإنسان فقد ولده وحبيبه وعزيزه فتارة يسلم بالقضاء والقدر ويرضى بقضاء الله وقدره هذا رضاه بقضاء الله وقدره على نحويين تارة يسلم بأمر الله لكن في النفس شيء فهنا عنده مقام التسليم لكن ما عنده مقام الرضا وأحيانا يقول الله حبيب ومحبوب لدي وكل ما يأتي من الحبيب حبيب فأنا أرضى بكل ما يأتي عن الله “عز وجل” هذا مقام أربعة.

مثلا يؤمر بالجهاد فيقاتل فيسلم بأمر الله ويقاتل لكن عن كراهة ويخشى أن يموت ويستشهد وتارة يقاتل عن رضا ومحبة امتثالا لأمر الحبيب وكل ما يأتي من الحبيب حبيب وكل ما يأتي من الجميل جميل هذا مقام الرضا يعتبر الرضا المحور الذي تدور حوله الأخلاق العرفاني إذ في الرضا ينبع التوكل والزهد والرضا يرث السكينة في القلوب والاطمئنان إلى أحكام قضاء الله والرضا ثمرة المحبة لأن شأن المحب أن يرضى بكل من يأتي من المحبوب وما يأتي من المحبوب منة من الله على العبد طبعا مقام الرضا لا يصل إليه الإنسان إلا إذا أصبحت نفسه صافية والصفاء يتحقق بالتوبة والطاعة والإخلاص لله “عز وجل” ويرتقي الإنسان من النفس الأمارة بالسوء إلى النفس اللوامة ثم من النفس اللوامة النفس اللوامة هي كثيرة اللوم يعني لو وقع في المعصية يلوم نفسه ثم ينتقل من النفس اللوامة إلى النفس الملهمة ثم من النفس الملهمة إلى النفس المطمئنة ثم من النفس المطمئنة إلى النفس المرضية ثم من النفس المرضية إلى درجة اليقين واليقين أيضا درجات أولا علم اليقين ثانيا عين اليقين ثالثا حق اليقين هذه درجات.

يعتقد البعض أن مقام الرضا مختص بمن وصلوا إلى الله “عز وجل” وأما من لا يزال في طريق السير والسلوك إلى الله فلا يصل إلى مقام الرضا لأن الذي يرضى بما أراده الله وتصبح نفسه مطمئنة بما قدره الله فهو يكون في أعلى مقام المعرفة والعرفان لأن الرضا نظرة للعارف أن يكون كل ما يأتي من الحبيب حبيب وهذا كلام سهل ولكن استقرار في القلب والنفس صعب جدا وهذا لا يصل إليه الإنسان إلا إذا من الله عليه فالله “عز وجل” أراد أن يقع هذا الإنسان في هذا المقام ويكون الحال عليه سهلا.

 

درجات الرضا

الرضا ثلاث درجات

الدرجة الأولى هي الرضا بربوبية الله.

الدرجة الثانية الرضا بقضاء الله وقدره وهذا هو المعروف بين الناس.

الدرجة الثالثة الرضا برضا الله وهذه الدرجة الثالثة خاصة بأهل المحبة نشرح هذه الدرجات الثلاث باختصار.

 

الدرجة الأولى الرضا بربوبية الله

هذا رضا العامة فيطهر الإنسان قلبه من الشرك الأكبر وشروط الرضا بربوبية الله ثلاثة:

الشرط الأول أن يكون رضا الله “عز وجل” أحب الأشياء إلى العبد.

الشرط الثاني أن يكون رضا الله أولى الأشياء بالتعظيم.

الشرط الثالث أن يكون رضا الله أحق الأشياء بالطاعة.

 

الدرجة الثانية الرضا بقضاء الله وقدره

فهو يرضى عن كل ما يحصل له سواء كان حسنا أو غير حسن كما ورد في الرواية أنه حينما مات إبراهيم بن رسول الله “صلى الله عليه وآله” ودفنه ووقف على قبره ودمعت عيناه ثم قال (تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزون)[18] يعني الحزن أمر طبيعي وأنساني وفطري ولكن لابد من الرضا بقضاء الله وقدره.

توجد شروط ثلاثة بالدرجة الثانية من الرضا بقضاء الله:

الشرط الأول أن لا تختلف حالات العبد عند أي شيء.

الشرط الثاني ترك مخاصمة الخلق.

الشرط الثالث الإخلاص من المسألة والإلحاح يعني التخلص من المسالة والإخلاص يعني لا يسأل كثيرا ولا يلح كثيرا عن الله “عز وجل” مثلا مرض دائما متأذي ودائما يشكو ودائما يلح هذا غير مطلوب الإلحاح في الدعاء مطلوب ولكن الشكوى من المرض هذا غير مطلوب.

 

الدرجة الثالثة الرضا برضا الله تعالى

وهذه الدرجة الثالثة خاصة بأهل المحبة هؤلاء لا ينظرون إلى رضاهم بل المهم هو النظر إلى رضا الله أمير المؤمنين "سلام الله عليه" لما قال له رسول الله (نم على فراشي ماذا قال؟ قال أو تسلمن يا رسول الله؟)[19] لم يقل أو أسلم يعني أنا أنجو ليس المهم نجاتي المهم نجاتك أنت الذي يصل إلى الدرجة الثالثة ليس المهم رضا الشخص ورضا السالك المهم رضا الله “عز وجل”.

هناك أمور توصل إلى مقام الرضا من أهمها الاعتقاد بلطف الله وخيره واعتبار كافة أفعال الله جميلة وبعد ذلك محبة الله “عز وجل” فيكون كل ما يأتي من الحبيب حبيب، هناك آثار للدرجة الثالثة الرضا برضا الله حسن الظن شرح الصدر التخلي من الحرص والحسد مناعة الطبع وعلو الهمة هذا من آثار الرضا.

المقام الأخير هو مقام التوحيد

التوحيد هو المقام الأخير عند العرفاء وهو عبارة عن تنزيه الله تعالى من الحدث والحدوث فهو قديم متعال، التوحيد درجات ثلاث توحيد العامة وتوحيد الخاصة وتوحيد خاصة الخاصة التوحيد العامة هو المتعارف عند الناس وهو عبارة عن استخدام الأدلة والبراهين والعقول لإثبات وحدانية الصانع وأن الصانع واحد لا شريك له هذا توحيد العامة توحيد الخاصة يعني أهل العرفان عبارة عن التوحيد الذي يحصل من خلال الحقائق للمتوسطين من أهل السلوك لا المتقدمين وهم الواصلون وإنما الذين هم في وسط السير والسلوك حقائق التي تحصل عندهم المكاشفة المشاهدة المعاينة الحياة القبض البسط السكر النحو الصحو الاتصال والانفصال، هذه كلها مصطلحات وسيأتي شرح بعضها في الدرس الحادي عشر.

القسم الثالث توحيد خاصة الخاصة

وهذا توحيد اختصه الله لنفسه لا يدركه إلا خاص الخواص الذين أراد الله لهم أن يطلعوا على الأسرار وعادة لا ينطقوا بهذه الإسرار وإذا نطقوا لم تصبح أسرار مثل جاء شخص إلى احد العلماء فقال له شيخنا في الدعاء المعروف (اللهم إني اسئلك بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها)[20] فما هو السر المستودع في فاطمة؟ فابتسم الشيخ وقال لو عرفت هذا السر لما أصبح سرا، السر قائم على الكتمان فمن يصل إلى هذه الدرجات لا يفصح عن ما وصل إليه فإذا أفصح فاعلم أنه لم يصل هذا ما يعبر عنه العرفاء بالفناء الكامل فإذا تمكن العارف من وصفه فهو لم يصل إليه، هذا تمام الكلام في الدرس الثامن.

للمطالعة

الجنيد البغدادي

شخصية الدرس الثامن الجنيد البغدادي ولد في بغداد عام 215 هجرية توفي 297 هجرية عاصر اثني عشر خليفة من خلفاء بني العباس وعاش في زمن الاحتدام الصراع الفقهي الكلامي بين المعتزلة والأشاعرة من جهة هذا في الكلام والصراع الفقهي الصوفي من جهة أخرى وقد أدى ذلك في السنوات اللاحقة إلى مقتل الحلاج، الحلاج أحد العرفاء والمتكلمين توفي والده كان ما يزال صغيرا تولى الاهتمام به خاله السر السقطي، السر السقطي من كبار العرفاء وقد توفي سنة 251 والسر السقطي كان من ابرز المتصوفة في ذلك الزمان.

كان الجنيد البغدادي يتردد على خاله السر السقطي وأيضا الحارث المحاسبي وهو من أبرز متصوفة ذلك الزمان وهذا يوضح أن الجنيد كان يعيش في وسط صوفي بالكامل اهتم الجنيد بعلوم الفقه وبلغ مرتبة الإفتاء وقيل أنه كان يفتي وهو ابن العشرين عاما وهذا يدل على أنه لم يعتزل الدنيا لأنه في ذلك الزمان المتصوفة والعرفانيين يعتزلون الناس يذهب إلى سطح جبل يتهجد ولكنه ما دام يفتي يعني لم يبتعد عن الناس كان يجالس الناس ويقدم لهم من علومه وكان كل يوم يذهب إلى دكانه ليمارس مهنته لبيع الأقمشة.

يؤكد الجنيد في عباراته أن الطريق التي تسلكه الصوفية هي إتباع النبوي وليس إبداعا صوفيا وهو يقول الطرق كلها مسدودة عن الخلق إلا من اكتفاء اثر الرسول “صلى الله عليه وآله” واتبع سنته ولزم طريقته ويقول أيضا من لم يسمع الحديث ويجالس الفقهاء ويأخذ أدبه من المتأدبين افسد من اتبع طبعا الجنيد عاصر مجموعة من كبار المتصوفة وكانوا يشكلون أعمدة التصوف في القرن الثالث الهجري من أبرزهم أبو زيد البسطامي أبو سعيد الخراز سهل التستري ذو النون المصري أبو حسين النوري.

ترك الجنيد العديد من الكتب والرسائل لكن بقي أغلبها مخطوطا أو مذكورا في ضمن كتب أخرى من أبرزها كتاب الميثاق وكتاب دواء الأرواح كتاب المفتقر إلى الله كلام في الإلوهية كتاب في الفرق بين الإخلاص وغيرها من الكتب والرسائل وهذه ثمرة أن شخص يكتب كتابا ويجعل ضمن كتابه كتاب شخص آخر فقد يتلف الأصل ويبقى الفرق، هذا تمام الكلام في الدرس الثامن.

الدرس التاسع وهو مهم جدا ومحوري وهو أساس العرفان الكشف والشهود يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo