< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأخلاق

39/02/17

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تأثير التربية على الأخلاق

فصل تأثير التربية على الأخلاق

تكلمنا فيما سبق وقلنا إن العوامل المؤثرة في أخلاق الإنسان ثلاثة؛ الأولى الوراثة؛ الثانية التربية؛ الثالثة البيئة؛ هذه مقدمة أولى.

المقدمة الثانية قلنا فيما سبق إن الإنسان في سيره وسلوكه إلى الله تبارك وتعالى يمر بثلاث مراحل:

المرحلة الأولى الحال.المرحلة الثانية الملكة.المرحلة الثالثة الإتحاد.

ومثلنا لذلك بالفحمة فإذا أدنينا الفحمة من النار أصبحت حارة وإذا أدنيناها من الثلج أصبحت باردة فالفحمة تحولت من حال إلى حال من حال البرودة إلى حال الحرارة وهذه الحالة سريعة الزوال ولكن إذا سلطنا النار بقوة على الفحمة واستمر ذلك فإن حالة الجمرية ستصبح ملكة للفحمة فحتى لو أبعدنا النار عن الفحمة تصبح الفحمة جمرة فهذه هي مرحلة الملكة؛ وإذا استمر تسليط النار على الفحمة لمدة طويلة يحصل اندكاك بين الفحمة وبين النار بحيث لو كسرنا الفحمة ونثرناها لم نفرق بين الفحمة والنار فهذه هي مرحلة الاتحاد والاندكاك.

إذا تمت هاتان المقدمتان نشرع في تعريف الخُلق، ما المراد بالخُلق؟

المحقق الشيخ محمد مهدي النراقي في جامع السعادات في هذا الفصل تأثير التربية على الأخلاق يعرّف الخلق بأنه عبارة عن ملكة للنفس فالخُلق لا يعبر عن المرحلة الأولى وهي الحال ولا يعبر عن المرحلة الثالثة وهي الاتحاد وإنما يعبر عن المرحلة الثانية وهي الملكة؛ يقول الخلق عبارة عن ملكة مقضية لصدور الأفعال بسهولة من دون احتياج إلى فكر وروية أي أن صاحب الخلق الحسن أو الخلق السيئ يمضي في سلوكه من دون أي تكلم فهو يمضي بعفوية والمراد بالملكة كيفية نفسانية بطيئة الزوال وبهذا القيد الأخير بطيئة الزوال خرج الحال لأن الحال كيفية نفسانية سريعة الزوال.

ثم يتطرق المحقق النراقي إلى أسباب وجود الأخلاق الحسنة أو الأخلاق السيئة بالإشارة إلى ثلاثة أمور؛ الأمر الأوّل المزاج؛ الأمر الثاني العادة؛ الأمر الثالث التكلم؛ فمن كان سريع الغضب إما أن يكون لمزاجه فهو غضوب بحسب طبعه وإما لعادته لأنه عود نفسه أن يغضب سريعاً وإما لأنه كان بارداً ثلجة لكنه تكلف لكي يصبح سريع الغضب، وهكذا من يأكل كثيراً أو لا يأكل إما لأن مزاجه هكذا لأنه من عائلة كثيرة الأكل وإما لأنه قد تكلف إذ قال له أصحابه أنت عصفور لا تأكل شيئا فتكلف وضغط على نفسه حتى يأكل وإما لأنه قد تعود على أن يأكل بهذا المقدار، هذه العناوين الثلاثة المزاج والعادة والتكلف يمكن أن نرجعها إلى العوامل الثلاثة التي ذكرناها في المقدمة الأولى وهي الوراثة والتربية والبيئة، فالمزاج ربما يشير إلى الوراثة فتجد أسرة جميع أفرادها ضعاف وتجد أسرة جميع أفرادها سمان وذلك يرجع إلى صفة وراثية وتجد عائلة باردين جداً وعائلة حارين جداً فهذا يرجع إلى سمة مزاجية وراثية فإذا درسنا الكروموزومات في الهندسة الوراثية التي تدرس في علم الأحياء الطبيعي فإننا نجد هناك جينات في مشيجات الكروموزومات تشير إلى أن هذه العائلة فيها عصبية وغضب وهذه العائلة فيها برودة وفتور؛ وهكذا فإن العادة ربما تشير إلى البيئة فمن تعود أن يعيش في بيئة متحررة منفلتة تجد أخلاقه تصبح منفلتة وتصبح هذه الأمور عادية جداً ومن تعود وعاش في بيئة محافظة فإن أخلاقه محافظة فالعادة ربما تشير إلى البيئة.

وأما التكلف فهو يشير إلى التربية؛ فإن من نشأ في بيئة منفلتة لكنه عود نفسه وتكلف أن يأتي بأمور محافظة فإنه يصبح محافظاً بحكم التربية؛ إذاً التربية تحتاج إلى تكلف التربية تحتاج إلى شدة على النفس فبعض الأخلاق على مقتضيات طبع الإنسان فالإنسان يجري عليها بسهولة وبعض الأشياء على خلاف مزاج الإنسان وأخلاق الإنسان فانه يجري عليها بصعوبة.

هكذا يقول النراقي في المتن يقول وسبب وجود الخُلق إما المزاج ـ كما مر في فصل تأثير المزاج على الأخلاق والمزاج ربما يشير إلى الوراثة ـ أو العادة بأن يفعل فعلا بالروية أو التكلف ويصبر عليه إلى أن يصير ملكة له ويصدر عنه بسهولة أو العادة بأن يفعل فعلاً بالروية ـ هذا لعله إشارة إلى البيئة ـ أو التكلف لعله إشارة إلى التربية أو التكلف يصبر عليه إلى أن يصير ملكة له ويصدر عنه بسهولة وإن كان مخالفاً لمقتضى المزاج.

سؤال هل الأخلاق قابلة للتغيير أو لا؟ إن قلنا إن الأخلاق قابلة للتغيير أصبح لعنوان فصلنا مجال وهو تأثير التربية على الأخلاق فإن التربية تسهم في تغيير الأخلاق وإن قلنا بالقول الثاني إن الأخلاق غير قابلة للتغيير فانتفى أصل بحثنا فلا داعي لبحثه لأن الأخلاق لا تتغير فلا داعي لبحث تأثير التربية على الأخلاق.

الأقوال ثلاثة:

القول الأوّل الأخلاق قابلة للتغيير وذهب إلى ذلك أوائل الأخلاقيين.

القول الثاني الأخلاق بأجمعها غير قابلة للتغيير.

القول الثالث التفصيل بعض الأخلاق قابلة للتغيير والبعض الآخر غير قابل للتغيير.

أما الأخلاق القابلة للتغيير فهي الأخلاق التي هي على مقتضى طبع الإنسان أو على غير مقتضى طبع الإنسان؛ الأخلاق التي على مقتضى طبع الإنسان لا تكون قابلة للتغيير مثلا هذا إنسان بطبعه ذكي حاد الذكاء وهذا الإنسان بطبعه غبي لا يفهم؛ فالأخلاق التي على مقتضى طبع الإنسان غير قابلة للتغيير فمن كان قوي الحافظة أو بطيء الذاكرة أو غبي أو ذكي فهذه الأخلاق الذهنية غير قابلة للتغيير بخلاف الأخلاق التي على خلاف مقتضى طبع الإنسان فإنها قابلة للتغيير.

نشرع في بيان الأقوال وأدلتها:

القول الأوّل الأخلاق قابلة للتغيير

الدليل الأوّل مكون من قياس منطقي مؤلف من صغرى وكبرى؛ المقدمة الصغرى إن كل خُلق قابل للتغيير وهذه الكبرى بديهية.

الصغرى وكل قابل للتغيير ليس طبيعياً وهذه صغرى وجدانية ندركها بالوجدان ولا تحتاج إلى برهان؛ النتيجة: لا شيء من الخلق بطبيعي فإننا نجد الشرير يصبح خيراً بمصاحبته للأخيار ونرى الخير يصبح شريراً بمصاحبته للأشرار؛ عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه، هذا الدليل الأوّل.

نناقش الدليل الأوّل نمنع كلية الصغرى ما هي الصغرى؟ كل قابل للتغيير ليس طبيعياً من قال إن كل قابل للتغيير ليس طبيعياً بعض القابل للتغيير طبيعي والبعض الآخر القابل للتغيير ليس طبيعياً فإننا نجد أن بعض الأخلاق وخصوصاً الذهنية ليست قابلة للتغيير لكنها طبيعية مثل الذكاء؛ الغباء؛ قوة الذاكرة؛ ضعف الذاكرة هذه أمور طبيعية أو غير طبيعية؟ طبيعية لكنها غير قابلة للتغيير وبعضها طبيعي لكنه قابل للتغيير.

جاء أمير المؤمنين "عليه أفضل صلوات المصلين" إلى عقيل قال: (أخي عقيل اختر لي امرأة ولدتها الفحولة من العرب حتى تلد لي غلاماً ينصر ولدي الحسين في عرصة كربلاء ـ وعقيل كان نساباً من أنساب العرب ـ قال أين أنت من فاطمة بنت حزام الكلابية فإني لم أجد في العرب من هم أشجع من أهلها) فتزوج عليٌ "عليه السلام" فاطمة بنت حزام الكلابية فأنجبت له أربعة فسميت أم البنين أم العباس وأخوته.

الشجاعة قابلة للزوال أو غير قابلة؟ قابلة للزوال، واحد شجاع بعد ذلك ـ يصير جبنة أبو الولد ـ جبان يصير؛ ويمكن واحد جبان يمرن نفسه يصير شجاع فالشجاعة والجبن قابلان للتغيير وطبيعيان مقتضى الوراثة؛ إذاً نحن نمنع كلية الصغرى؛ الصغرى ماذا تقول؟ وكل قابل للتغيير ليس طبيعياً من قال إن كل قابل للتغيير ليس طبيعياً؟ بعض القابل للتغيير طبيعي وبعض القابل للتغيير ليس بطبيعي.

يقول: ورُدَّ بمنع كلية الصغرى فإنا نشاهد أن بعض الأخلاق في بعض الأشخاص غير قابل للتبديل لاسيما ما يتعلق بالقوة النظرية كالحدس والتحفظ وجودة الذهن وحسن التعقل ومقابلاتها يعني ما يقابلها كما هو معلوم من حال بعض الطلبة فإنه لا ينجح سعيهم في التبديل مع مبالغتهم في المجاهدة؛ مهما تعب إلا إذا صارت له كرامة بعد يصير.

صاحب الميزان السيد محمد حسين الطباطبائي "رحمه الله" درس أربعة سنوات في النجف الأشرف لم يتمكن في بداية دراسته من استيعاب دروسه وكان يحضر عند أستاذ يأنبه ويقرعه دوما فتأذى كثيراً؛ ذهب الى زيارة أمير المؤمنين "عليه السلام" وصلى ركعتين وتوسل بأمير المؤمنين إما أن ترفع من مستوى ذكائي أو تكف الأستاذ عني؛ وكان له ما دعا ومنذ تلك الزيارة وفق لأن يصبح عنده ملكة في الحفظ؛ صاحب الميزان يطلق عليه خاتمة الفلاسفة كان يقول في آخر أيامه في مجلس الدرس الذي كان يحضره كبار علماء عصرنا ـ أمثال آية الله الشيخ جوادي آملي وآية الله الشهيد مطهري وآية الله الشيخ محمد تقي مصباح يزدي الذين يطلق عليهم بالفارسيه "هشت گانه" یعني الأرکان الثمانیة أمثال أنصاري شيرازي والشيخ حسن زاده آملي ـ يقول وها هنا مطلب في علم الحروف ـ وعلم الحروف أرفع من العرفان؛ فلسفة ثم عرفان ثم علم الحروف ـ لا أتطرق له لأني لا أجد القابل لإدراكه وفهمه ـ هذا صاحب الميزان في تفسير القرآن ـ وهذه من بركات أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه.

الدليل الثاني على أن جميع الأخلاق قابلة للتغيير إننا نجد أثر التأديب وأثر السياسات في تغيير الناس ولو قلنا إن الأخلاق لا تتغير لبطل تأثير التأديب والسياسات وألغيت الشرائع والديانات؛ لماذا جاءت الشرائع والديانات؟ لتأديب الناس وتغيير الناس فإذا قلنا إن جميع الأخلاق لا تتغير يلزم إلغاء الشرائع والديانات.

والجواب لا يدور الأمر بين إما أن جميع الأخلاق تتغير أو جميع الأخلاق لا تتغير بل هناك قول ثالث بعض الأخلاق يتغير وبعض الأخلاق لا يتغير؛ وعدم تغير بعض الأخلاق لا يلغي الديانات وتأثير الشرائع فمن الواضح في علم الطب إن بعض الأمراض تشفى والبعض الآخر لا تشفى؛ فهل يقال لا حاجة لنا لعلم الطب لأن بعض الأمراض ليس لها علاج بل العقلاء يقولون علم الطب مشروع واستفد منه وإن كان بعض الأمراض لها علاج وبعض الأمراض ليس لها علاج، فهكذا يقال أيضا بالنسبة إلى الشرائع السماوية والديانات وتأثير التأديب يقال لابد من التأديب والتربية والأخلاق وبعث الأنبياء وإن كان بعض البشر يتغير وبعض البشر لا يتغير وبعض الأخلاق تتغير والبعض الآخر لا تتغير.

ومن ضمن الأمور التي استدل بها أصحاب القول الأوّل قوله "عزَّ من قائل" (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) ولو كانت الأخلاق لا تتغير لما قال رسول الله "صلى الله عليه وآله" (حسِّنوا أخلاقكم) ولما قال "صلى الله عليه وآله" (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) هذا تمام الكلام في بيان القول الأوّل وأدلته واتضح أن بعض الأخلاق قابلة للتغيير والبعض الآخر غير قابل للتغيير خصوصاً فيما يتعلق بالصفات والسمات والسجايا النفسانية التي تعود إلى خصال وراثية.

قصة من الأدب العربي؛ أحد الرعاة وجد ذئبة ميتة والى جنبها ابنها الذئب الصغير فأخذ هذا الذئب ورباه وجعله عند الشاة يرضع من لبنها وأخذ الذئب يشرب الحليب وينمو عليه الى أن كبر ولما كبر انقض على الشاة وأكلها فجاء الراعي ورأى الشاة مقتولة وقد أكلها الذئب فأنشد يقول:

بقرت شويهتي وفجعت قلبي وأنت لشاتنا ولدٌ ربيب؛ غُذيت بلبنها وعِشْتَ فينا فمن أنباك أن أباك ذيب؛ إذا كانت الخِصَالُ خِصَالَ ذئبٍ فلا أدبٌ يفيد ولا أديب، يقولون الذئب هو الحيوان الوحيد الذي لا يتروض يمكن لك أن تروض الأسد والنمر ويستخدم في السيرك لكن الذئب من المستحيل ترويضه فهو قائم على الشرور.

القول الثاني إن الأخلاق بأسرها لا تتغير فلا تأتي بشعر المتنبي ولا تأتي بمثال كذا وكذا فإن مثال الذئب هو خير مثال على عدم تغير الأخلاق فالمزاج لا يتبدل أبداً والدليل على ذلك قوله "صلى الله عليه وآله" (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام) لكن هذه الرواية لا تدل على أن الأخلاق لا تتغير وإنما تشير إلى أن الناس معادنها مختلفة فبعضهم كالزجاج إن طرقته تجد الصوت كبيراً ويتناثر في عينك الزجاج ليؤذيك وبعضهم كمعدن الذهب كلما اشتد الطرق عليه ازداد لمعاناً وبريقاً وزهواً وكان صوت الطرق خفيفاً ناعماً فانظر هل أنت كالزجاج صوته مرتفع ويؤذي فهو كالبقرة قرنها كبير ولا عقل لها؛ وإن شاء الله تكون أنت كمعدن الذهب كلما اشتد الطرق عليه كلما ازداد لمعاناً كما يقول الشاعر: يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيباً يزيد سفاهة فأزيد حلماً كعود زاده الإحراق طيبا

الرواية الثانية التي استدل بها القول الثاني قوله "صلى الله عليه وآله" (إذا سمعتم أن جبلاً زال عن مكانه فصدقوه وإذا سمعتم برجل زال عن خلقه فلا تصدقوه فإنه سيعود إلى ما جبل عليه) المحقق النراقي يناقش هذه الرواية يقول أوّلاً هذه الرواية لم ترد في مصادر الشيعة الإمامية وثانياً هذه الرواية أدل على عكس المدعى؛ استدل بها المدعي على أن الأخلاق لا تتغير لكنها تدل على تغير الأخلاق لأنه "صلى الله عليه وآله" يقول (فإنه سيعود إلى ما جبل عليه) سيعود يعني تغير؛ غَيَّرَ أخلاقه فمستقر ومستودع غَيَّرَ أخلاقه ثم يعود كما يقولون الطبع غلب التطبع؛ هو طبعه بخيل تطبع بالكرم يوم يومين قلبه حرقه رجع إلى البخل مرة أخرى، فإنه سيعود إلى ما جبل عليه، هذا تمام الكلام في القول الثاني.

هناك بحث تكلم فيه عن العقل الهيولائي؛ العقل الهيولائي هذا مصطلح فلسفي العقل الهيولائي يقولون العقل الأوّل يسمونه الهيولا الأولى يوجد بحث في الفلسفة يقال له العقول العشرة العقل الأوّل خلق العقل الثاني والثاني خلق الثالث إلى أن يصل التاسع يخلق العاشر، العقل الأوّل أوّل عقل يسمونه العقل الهيولائي كذلك الإنسان حينما يُخلَقْ يُخلَقْ وتكون نفسه على الفطرة ليس فيها شوائب، فيقول المصنف النفس التي خلق الإنسان عليها هي النفس الفطرية التي هي بمثابة العقل الهيولائي الذي ليس فيه شوائب الأوهام وشوائب هذه الدنيا ثم بعد ذلك تتطبع هذه النفس بمجريات الأمور التي تعيشها.

إلى هنا انتهينا من بيان القول الثاني يبقى الكلام في القول الثالث، القول بالتفصيل بعض الأخلاق تقبل التغيير وبعضها لا يقبل التغيير يأتي عليها الكلام.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo