بحث الفقه الأستاذ محمدعلي پسران البهبهاني

الموضوع: كتاب الخمس/ارباح المكاسب /فرع اول تعیین مبدأ السنة؛ من لیس له مهنة و یعمل بعض الأوقات؛ سوال3

من ليس له مهنة و يعمل بعض الأوقات

السؤال(3): شخص ليست لديه مهنة يتعاطاها في معاشه ولكنّه عمل لمدّة أسبوع تقريباً في عملٍ معيّن لقاء مبلغ (١٠٠٠٠٠) دينار، فما هو التكليف الشرعي من ناحية الخمس؟

جواب السید السیستاني: إذا كان المبلغ المذكور يسدّ حاجته و مصارفه خلال السنة أو غالب المصارف ولم يصرف المبلغ المذكور أو بعضه في مؤونة السنة باعتبار يوم شروعه بالعمل وجب الخمس فيه. [1]

و التحقیق في الجواب: إذا صرفه في حوائجه قبل السنة فلا خمس فیه و هکذا إذا لم یصرف کلّه أو بعضه فیه و لکن یحتاج إلیه لمصارفه اللازمة مثل شراء البیت و جهاز البنت فلا خمس فیه و إلا لابدّ من تخمیسه عند مضي سنة علیه.

و الدلیل علی ذلك: قد تقدم.

الفرع الثاني: تعیین السنة الخمسیة لمن لا یکفي دخله لمعاشه

قد اختلف الأعلام في لزوم تعیین السنة الخمسیة لمن لا یکفي راتبه الشهري أو ما استفاده من کسبه و مهنته أو ما حصل له اتفاقاً من المال لسدّ حوائجه و معاش نفسه و عیاله، علی قولین مهمّین:

النظریة الأولی: عدم لزوم التعیین

فإنّ جمع من الأعلام یجوّزون تعیین رأس سنة خمسیة لکلّ فائدةٍ علی حدة و حینئذٍ إذا صرف کلّ فائدةٍ قبل مضيّ سنة علیه فلا یجب علیه الخمس و لا وجوب له لتعیین سنة خمسیة واحدة، و یستفاد ذلك من مبنی الشهید الثاني و المحقق الخوئي و نحن اخترنا هذه النظریة.

و بعض الأعلام، مثل السید الگلپایگاني و الأستاذ المحقق البهجت و السید الشبیري الزنجاني أیضاً یعتقدون بعدم لزوم تعیین السنة الخمسیة له.

النظریة الثانیة: لزوم تعیین السنة الخمسیة الواحدة لجمیع فوائده

و قد اعتقد بهذه النظریة کثیر من الأعلام، مثل بعض الأساطینو السید السیستاني و قد نقلنا هنا فتوی من بعضهم.

یلاحظ علیه:

و قد استشکلنا علیه لما تقدّم من صحّة مبنی جواز تعیین سنة خمسیة لکلّ فائدة.

رأس السنة لمن لا یکفي راتبه لسدّ حوائجه

السؤال(4): زوجي موظّف ولا يخمّس لأنّ راتبه بقدر حوائجنا، فهل يصحّ ما قيل من أنّه يسقط عنه الخمس في هذه الحالة؟

جواب السید السیستاني: لا يصحّ ذلك، بل يعتبر أوّل يوم عمله رأس سنته، و عليه أن يخمّس ما يبقى لديه في ذلك اليوم في العام القادم. [2]

و التحقیق في الجواب: لا یجب علیه تعیین سنة خمسیة بل یمکن أن یجعل لکل فائدة سنة تخصّه فعلی هذا حیث یعلم بأنّ ما حصل له من الفائدة لا یبقی إلی سنةٍ فلا یجب علیه جعل مبدء سنة خمسیة.

و الدلیل علیه: تقدّم سابقاً.

تعيين الفقير سنة خمسية

السؤال (5): هل يجب احتساب سنة خمسية على الغني و الفقير على السواء و هل يجب أن يعيّن سنة خمسية على أي حال كان؟

جواب السید محمدرضا الگلپایگاني: لا يجب على من كان فقيرا و لا يملك ما يفضل عن مؤونة السنة أن يحتسب لنفسه سنة خمسية.[3]

و التحقیق في الجواب: لا یجب علیه تعیین سنة خمسیة بل یمکن أن یجعل لکل فائدة سنة تخصّه من ليست له مهنة أو له مهنة غير مكفية لمعاشه.

تعیین السنة الخمسیة لمن لا یکفي دخله مصارفه

السؤال (6): من لا يملك دخلا و إن ملك لا يكفي لمؤونته إن اهديت له هدايا و قد يفضل منها بعض الأحيان فهل يجب عليه الخمس؟ و هل يجب عليه أن يعيّن سنة خمسية لأداء الخمس؟

جواب المحقق السید محمدرضا الگلپایگاني: لا يجب عليه أن يعيّن سنة خمسية نعم يخمّس ما بقي من الهدية بعد السنة.[4]

جواب المحقق البهجت: تعيين المبدأ السنة الخمسية غير لازم. [5]

و مثله السيد الشبيري الزنجاني.[6]

و التحقیق في الجواب: ما صرفه في مؤونته فلا یجب علیه أداء الخمس و ما لم یصرفه فیها یحتاج إلیه لمصارفه اللازمة مثل شراء البیت و جهاز البنت فلا خمس فیه، لا يجب عليه تعيين رأس سنة خمسية.

الفرع الثالث: السهو و الجهل في تعيين مبدأ السنة الخمسية

قد اختلف الأعلام هنا علی نظریات:

النظریة الأولی: المحقق البروجردي

بعض الأعلام، مثل المحقق البروجردي قالوا إذا لم یعلم بزیادة الفائدة و الربح في ما بین رأس سنته الواقعي و رأس سنته الوهمي فلا یجب علیه الخمس بل له أن یجعل رأس سنته الخمسیة نفس هذا السنة الوهمیة.

النظریة الثانیة: السید الگلپایگاني و المختار

بعضهم مثل السید الگلپایگاني یقول بأنه لابدّ أن یجعل رأس سنته بالقدر المتیقّن، و معناه هو أنّه لابدّ من أن یقدّمه بالمقدار المتیقن الذي یعلم بتقدّم رأس سنته علی ما توهّمه. و أما مع الشک في وجوب زیادة الخمس علیه في السنة الأولی فلا یجب علیه شیء.

النظریة الثالثة: السید محمد سعید الحکیم

لابدّ من المصالحة مع الحاکم الشرعي لتعيين مبدأ السنة.

السهو في جعل السنة الخمسية

السؤال (7): شخص حصل على فوائد و جعل لنفسه سنة و خمّس على أساسها و بعد مرور عدّة سنوات انكشف له أنّ اليوم الذي جعله مبدأ سنة لم يكن يوم حصوله على الفائدة و لا يوم شروعه في الكسب بل قد سها في جعله سنته الخمسية و قد علم أنّه قد حصلت له فوائد قبل ذلك اليوم و لكنه لا يعلم أيّ يوم أوّل يوم الاستفادة فما هو تكليفه في ذلك؟

جواب المحقق البروجردي: في فرض حصول الفائدة سابقاً على مبدأ سنته الخمسية إذا علم أنه قد فضل منها قبل سنته الخمسية فيجب أن يخمّس الفاضل و إن لم يعلم ذلك و لا يمكنه معرفة تعيين زمان شروع الاستفادة فليعمل بما كان يعمل به سابقاً.[7]

و أما جواب السید الگلپایگاني: إذا لم یعلم مبدء سنته أو نسیه فلابدّ أن یعمل بالقدر المتیقّن. [8]

و أما جواب السید محمد سعید الحکیم فی المنهاج الصالحین: إذا جهل الشخص مبدأ سنته بالمعنى المتقدم أمكن الرجوع للحاكم الشرعي و المصالحة معه لتعيين مبدأ السنة. [9]

و التحقیق في الجواب: أما بالنسبة إلی ما تقدّم من تأخیره في أداء الخمس فلابدّ أولاً من الإجازة من الحاکم الشرعي لتصرّفاته، و إن علم أنّه مدیون بالنسبة إلی الخمس فلابدّ من أدائه و إن لم یعلم بذلك فلا شیء علیه.

أما بالنسبة إلی رأس سنته الخمسیة فلابدّ من أن یقدّمه بالمقدار المتیقن الذي یعلم بتقدّم رأس سنته علی ما توهّمه.