< قائمة الدروس

بحث الفقه الأستاذ محمدعلي البهبهاني

44/05/22

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: الفقه الاقتصادی/الربا و البنوک /الطریق التاسع عشر؛ أجوبة خمسة؛ الجواب الثالث

 

الجواب الثالث لحلّ مشکلة الودیعة: للمحقق الشیخ السند حفظه الله

إنّ هذا الوجه یفترق عن الجواب السابق في أنّ الجواب السابق یتقوّم بتحویل العین إلى الکلّيّ في المعیّن و هذا الجواب متقوّم بلزوم التحفّظ في الودیعة لمالیة المال عین المال.

إنّ المحقق الشیخ السند حفظه الله قال:

«إنّ الوديعة هي الاستنابة في الحفظ، و الحفظ في كلّ شيء بحسبه، تارةً تريد أن يُحفظ مالك بشخصه و خصوصيّاته و صفاته، وتارة غرضك ليس حفظ المال بخصوصيّاته و تشخّصاته، و إنّما غرضك حفظ ماليّة المال ولو في ضمن عين اُخرى.

و حيث إنّ المهمّ عند العقلاء في النقود ليس حفظ شخص الورقة - إلاّ نادراً - بل المهمّ عندهم بقاء ماليّتها، فالحفظ فيها بمعنى حفظ ماليّتها ولو في ضمن ورق آخر.

وحيث إنّ البنوك تحفظ ماليّة الأوراق بهذا المعنى، فيصدق على عملهم الوديعة، لا سيّما أنّ الحفظ في البنك يكون أكثر اعتماداً و وثوقاً من الحفظ في البيت، و القدرة على التحصيل لديه قويّة جدّاً.

و هذا في الحقيقة توسعة في مورد الوديعة لا في ماهيّتها، يعني استيداع الأعيان في كلّ شيء بحسبه، فالشيء الذي ليس الهدف منه إلاّ ماليّته، فاستيداعه بأن تحفظ ماليّته.»([1] )

یلاحظ علیه:

أولاً: إنّ المودع بحسب ما یظهر من عقد الودیعة، لا یرید حفظ مالیّة العین بل یرید حفظ نفس العین، فما أفاده خلاف ظاهر عقد الودیعة، و الکلام هنا في إقامة دلیل على صحّة حفظ الاعتبار المالي القائم بشخص العین أو الاعتبار الکلّي، دون الشخص الخارجي للعین في عقد الودیعة.

و ما أفاده و إن کان صحیحاً إلا أنّا نحتاج إلى دلیل شرعيّ یدلّ على إمکان ذلك في عقد الودیعة، و سیأتي إن شاء الله تعالى إقامة دلیل شرعيّ على صحّة حفظ الاعتبار الکلّي.

ثانیاً: إنّ مالیة المال تتغیّر بحسب الظروف المختلفة للتّضخّم الماليّ الجامح في بعض الأحیان، و المودع قطعاً لا یرید حفظ المالیة بل غایة ما یمکن أن یقال هو أنّه یرید حفظ الکلّي في المعیّن من المال، لا مالیته.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo