46/06/12
بسم الله الرحمن الرحیم
/الخطابات الشفاهیّة /العامّ والخاصّ
الموضوع: العامّ والخاصّ/الخطابات الشفاهیّة /
متن الکفایة:
ويشهد لما ذكرنا صحة النداء بالأدوات ، مع إرادة العموم من العام الواقع تلوها بلا عناية ، ولا للتنزيل والعلاقة رعاية.
وتوهمّ كونه ارتكازياً ، يدفعه عدم العلم به مع الالتفات إليه ، والتفتيش عن حاله مع حصوله بذلك لو كان مرتكزاً ، وإلاّ فمن أين يعلم بثبوته كذلك؟ كما هو واضح.[1]
قوله: «ویشهد...»
یقول المصنّف(رحمه الله) فیما یلی: الدلیل على أنّ أدوات الخطاب قد وُضعت للخطاب الإنشائی، هو استعمال هذه الأدوات فی خطاب غیر الحاضرین من غیر نصب قرینة أو إجراء تنزیل. وهذا یدلّ على أنّ هذا الاستعمال لیس فیه عنایة ولا مجاز، مما یستلزم وضع أدوات الخطاب للخطاب الإنشائی. لأنّه لو کانت أدوات الخطاب موضوعة للخطاب الحقیقی، لزم فی هذه الحالات أحد أمرین: إمّا القول بالمجازیة، أی استعمال الأدوات فی غیر ما وُضعت له، أو القول بالمجازیة والتنزیل فی المدخول الذی تتعلّق به الأدوات. لکن الحقیقة هی أنّه لا توجد قرینة تدلّ على المجاز، ولا تنزیل.
وأمّا لو ادّعى أحد أنّ فی هذا الاستعمال، أی استعمال أدوات الخطاب مع غیر الحاضرین، قد وقع تنزیل، وأنّ هذا التنزیل أمر مرتکز فی أذهان العقلاء، حیث یفهمون عند سماع الاستعمال أنّ المتکلّم قد نزّل الغائبین والمعدومین منزلة الموجودین والحاضرین، ومن ثم أصدر الخطاب، و هذا یدلّ على أنّ أدوات الخطاب قد وُضعت للخطاب الحقیقی.
قلنا: هذه الدعوى لا أصل لها، ولا یوجد دلیل یثبتها، مضافاً إلی أنّ هناک بالنظر إلى التفات المخاطبین وإدراکهم لحقیقة التنزیل ودقّتهم فی هذا الأمر، لا یحصل العلم بالتنزیل. وعلیه، لا وجه لهذه الدعوى ولا یمکن الاعتماد علیها.