درس خارج فقه استاد سیدمحمدعلی علویگرگانی
99/08/10
بسم الله الرحمن الرحیم
الموضوع: في المعاصي الكبيرة والصغيرة
اشتهر بين الأصحاب التفصيل بين المعاصي الكبيرة والصغيرة؛ بأنَّ الكبيرة فعلها منافٍ للعدالة مطلقاً، أي سواءٌ أصرّ عليها أم لم يُصرّ، وأنّ الصغيرة لا تنافيها إِلاَّ مع الإصرار.
وقال صاحب «الجواهر» بعد نقل كلامه: (وإنْ كان التحقيق أنّه لا يلتفت إلى دعوى الإجماع في المقام)[1] .
والحقّ أنّه كذلک، لوجود الاختلاف فيه جِدّاً كما أشار إليه صاحب «الجواهر»؛، وعلّل كلامه بقوله :
(لأنَّ القول بأنَّ كلّ معصية كبيرة، وأنّه لا صغيرة قولٌ معروف بين الأصحاب، محكيٌّ عن المفيد والقاضي والتقي والشيخ في «العدّة» في البحث عن حجّيّة خبر الواحد، ناسباً له إلى الأصحاب كالطبرسي في «مجمع البيان»، حيث قال: (قالوا المعاصي كلّها كبائر، لكن بعضها أكبر من بعض، وليس في الذّنوب صغيرة، وإنَّما يكون صغيراً بالإضافة إلى ما هو أكبر ويستحقّ العقاب عليه أكثر)، وأبلغ منه ما في «السرائر» حيث إنّه بعد أن ذكرَ كلام الشيخ في المبسوط، قال: الظاهر في أَنَّ الذنوب على قسمين، صغائر وكبائر، قال: هذا القول لم يذهب إليه رحمه اللّه إِلاَّ في هذا الكتاب، ولا ذهب إليه أحدٌ من أصحابنا، لأنّه لا صغائر عندنا في المعاصي إِلاَّ بالإضافة إلى غيرها)[2] .