درس خارج فقه استاد سیدمحمدعلی علویگرگانی
99/07/06
بسم الله الرحمن الرحیم
الموضوع: في بيان ذكر الحجَّة على اعتبار العدالة
(وقيل العدالة عبارة عن ملكة نفسانيّة، تبعث على ملازمة التقوى والمروّة، والمراد بملازمة التقوى اجتناب الكبائر، وعدم الإصرار على الصغائر، بل هو من جملة الكبائر، وبالمروّة أن لا يفعل ما تنفّر النفوس عنه عادةً، وذلک باختلاف الأشخاص والأزمنة والأمكنة، وعن «مصابيح الظلام» أنّه المشهور بين الأصحاب، بل عن الشيخ نجيب الدين العاملي نسبته إلى العلماء، ولعلّ المراد المتأخِّرون، وإلّا فقد عرفت أَنَّ المتقدِّمين لم يأخذ أحدٌ منهم ذلک في تعريفهم، بل في «الكفاية» وعن «الذخيرة» لم أعثر على هذا التعريف لغير العَلّامَة، وليس في الأخبار له أثر ولا شاهد عليه فيما أعلم، وكأنّهم اقتفوا في ذلک أثر العامّة. وعن «مجمع البرهان» نحوه مع أنّه نسبه في «مجمع البرهان» إلى أنّه مشهورٌ بين عامّة العامّة والخاصّة، فيكون قرينة على إرادة المُتأَخِّرين.
ثُمّ أضاف صاحب «الجواهر» في معرض بيان أنّ بأنّ أمر العدالة المعتبرة في الجماعة وغيرها، أسهل من ذلک، فقال: مراعاة الأخبار تقضي بأنَّ العدالة أمرها سهل، كما يُنبئ عنه الحَثّ على الجماعة سفراً وحضراً، وقولهم: «إذا مات الإمام، أو أحدث، قدّم شخص آخر ممّن خلفه».
على أَنَّ أمر العدالة محتاجٌ إليه في كثيرٍ من الأشياء كالطلاق والدِّيون والوصايا وسائر المعاملات، وهي على هذا الفرض في غاية النّدرة، بل لا يخلو من العُسر والحَرَج قطعاً، بل ظاهر الرواية التي مستندهم خلافه ـ والمراد من الرواية هي رواية عبداللّه بن أبي يعفور[1] لقوله(ع): ساتراً لعيوبه، وأن يكون
معروفاً بالستر والعفاف، وإذا سئل عنه قيل لا نعلم منه إِلاَّ خيراً ـ خصوصاً مع ملاحظة لفظ الستر... الى آخره»[2] .