« فهرست دروس
درس خارج فقه استاد سیدمحمدعلی علوی‌گرگانی

92/03/04

بسم الله الرحمن الرحیم

صلاة علی و فاطمه و جعفر..علیهم السلام

موضوع: صلاة علی و فاطمه و جعفر..علیهم السلام

 

وما اشتهر: (أنّ الذِّكر لا ينافي مع الصلاة) إنّما يصحّ فيما لم يوجب تغييراً في الهيئة، حتّى و لو كان الفاصل هو القرآن، فإنّه بذاته غير منافٍ ما لم يستلزم تغييراً في الهيئة كما لو قرء سورة البقرة أو هي مع غيرها بين السجدتين، أو قبل الهويّ للسجود، أو نحو ذلك؛ ففي «الجواهر» جزمَ بعدم صحّة هذه الصلاة، و هذا الحكم بالبطلان لا ينافي قولهم بأنّ: (الذِّكر والقران لا يبطلان الصلاة)،لأَنَّه لأنّ المراد منه عدم منافاة ذاتهما،وهذا لايمنع عدم منافاته حتّى مع حصول التغيير في الهيئة بالفصل الطويل والتراخي بالأفعال.

و عليه، فالنتيجة أنّ الأحوط عدم احتسابها مع الفرائض.

الفرع الرابع: لو سهى المصلّي عن التسبيح أو عن قراءة بعض الأذكار فيها في بعض الأحوال، قضاه في الحالة التي يذكره فيها، وذلك لما ورد في التوقيع الصادر من الناحية المقدّسة في جواب سؤال محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن صلاة جعفر عليه‌السلام:

«إذا سهى في التسبيح في قيامٍ أو قعودٍ أو ركوعٍ أو سجودٍ، وذكره في حالة أخرى قد صار فيها من هذه الصلاة، هل يعيد ما فاته من ذلك التسبيح في الحالة التي ذكره، أم يتجاوز في صلاته؟

فوقّع عليه‌السلام: إذا سها في حالة عن ذلك، ثمّ ذكر في حالةٍ اُخرى، قضى ما فاته في الحالة التي ذكره»[1] .

وحُكي العمل به عن ظاهر جماعة، وصريح «مجمع الفائدة و البرهان» و «مصابيح الظلام» و «الحدائق».

أقول: الأمر كذلك ، بل قد يستفاد إمكان تسريته الى سائر النوافل إذا كان المنسي قرآناً أو ذِكراً، وإن كان الأحوط قضاءه بعد الصلاة، وأحوط منه بعد الإتيان بالقضاء استيناف الصلاة رأساً. و الله العالم.

قوله قدس‌سره: ويستحبّ أن يدعو في آخر سجدة بالدُّعاء المخصوص بها. (1) حكم نسيان التسبيح في حالة وإتيانها في حالة اُخرى

(1) وهو المروي عن أبي سعيد المدائني، قال: «قال لي أبو عبدالله عليه‌السلام: ألا أعلّمك شيئاً تقوله في صلاة جعفر؟ فقلت: بلى، فقال: إذا كنت في آخر سجدة من الأربع ركعات فقُل إذا فرغت من تسبيحك: سبحان من لَبس العِزّ والوقار.. إلى آخر الدُّعاء»[2] .

أو يدعو به في آخر ركعةٍ من صلاة جعفر بلا تعيين محلّه، ولعلّه في السجدة الأخيرة، لما ورد في خبر حسن بن محبوب رفعه، قال:

«قال في آخر ركعة من صلاة جعفر: يا من لبس العزّ والوقار.. إلخ»[3] .

وإن كان الإتيان بكليهما أحسن وأَوْلى ، بل لا يبعد جواز تبديل المعاني الدعاءين للعاجز عن التلفّظ بألفاظها، كما يستحبّ الدُّعاء بعد الفراغ عن الصلاة بالمنقول منه كما في «الذكرى».

أقول: لا يخفى أنّ هذه الصلاة أفضل وأكثر ثواباً عن سائر النوافل المستحبّة، بل في «الجواهر» حتّى عن صلاة عليّ وفاطمة عليهماالسلام، وقد مضى بيان كيفيّتهما ، بل حتّى عن الصلاة المنسوبة إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله، وهي ركعتان كما نقلها صاحب «المصباح»، قال:

(صلاة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله هما ركعتان تقرأ في كلّ ركعةٍ الحمد مرّة، وإنّا أنزلناه خمس عشرة مرّة وأنت قائمٌ، وخمس عشرة مرّة في الركوع، وخمس عشرة مرّة إذا استويت قائماً، وخمس عشرة مرّة إذا سجدت، وخمس عشرة مرّة إذا رفعت رأسك، وخمس عشرة مرّة في السجدة الثانية، وخمس عشرة مرّة إذا رفعت رأسكَ من السجدة الثانية، ثمّ تقوم فتصلّي أيضاً ركعة اُخرى كما صلّيت الركعة الأُولى ، فإذا سلّمت عقّبت بما أردت وانصرفت، وليس بينك وبين الله عزَّ و جلّ ذنبٌ إلاّ غفره لك»[4] .

وإن كان الأَوْلى الإتيان بجميع هذه الصلوات، إلاّ أنَّه عند التعارض تقدّم صلاة جعفر لقطعيّتها دون غيرها، لما ورد في حقّها روايات، وأذكر واحداً منها؛ وهو خبر بسطام، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال:

«قال له الرجل: جُعِلْتُ فداك أيلتزم الرجل أخاه؟ فقال: نعم، إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌و‌آله يوم افتتح خيبر أتاه الخبر أنّ جعفراً قد قَدِم، فقال: و الله ما أدري بأيّهما أنا أشدُّ سروراً بقدوم جعفر أو بفتح خيبر؟

قال: فلم يلبث أن جاء جعفر، قال: فوثب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌و‌آله فالتزمه وقبَّل ما بين عينيه، فقلت له: الأربع ركعات التي بَلَغني أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌و‌آله أمرَ جعفراً أن يُصلّيها ، قال: لمّا قَدِم عليه، قال له: يا جعفر ألا أُعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك؟ قال: فتشوّف النّاس ورأوا أنَّه يعطيه ذهباً أو فضّة، قال: بلى يا رسول الله ، قال: صلِّ أربع ركعات، متى ما صلّيتهنّ غفر لك ما بينهنّ إن استطعت كلّ يوم، و إلاّ فكلّ يومين، أو كلّ جمعة، أو كلّ شهر، أو كلّ سنة، فإنّه يغفر لك ما بينهما ، قال: كيف أُصلّيها...» الحديث[5] .

وفي حديث أبي حمزة الثّمالي، قال في ثوابها وفضيلتها:

«إذا أنت صلّيتها لو كنتَ فررتَ من الزّحف، وكان عليك مثل رمل عالج وزَبد البحر ذنوباً، غُفِرَت لك...» إلخ[6] .

 


[1] الوسائل، ج5، الباب9 من أبواب صلاة جعفر، الحديث 1.
[2] و 2 الوسائل، ج5، الباب3 من أبواب صلاة جعفر، الحديث 1 و 2.
[3]  .
[4] الوسائل، ج5، الباب2 من أبواب بقيّة الصلوات المندوبة، الحديث 1.
[5] و 3 الوسائل، ج5، الباب1 من أبواب صلاة جعفر، الحديث 3 و 5.
[6]  .
logo