92/02/16
بسم الله الرحمن الرحیم
نوافل شهر رمضان
موضوع: نوافل شهر رمضان
منها: ما رواه أبي الورد، عن أبي جعفر عليهالسلام، قال: «خطب رسول الله صلىاللهعليهوآلهالناس في آخر جمعةٍ من شعبان، فحمدَ الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أيُّها الناس أنَّه قد أظلّكم شهرٌ فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر؛ هو شهر رمضان ، فرض الله صيامه وجعل قيام ليلةٍ فيه بتطوّع صلاة كتطوّع صلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشهور، وجعل لمَن تطوّع فيه بخصلة من خصال الخير والبِرّ كأجر من أدّى فريضة من فرائض الله عزَّ و جلّ ، ومَن أدّى فيه فريضة من فرائض الله كان كمَن أدّى سبعين فريضة من فرائض الله فيما سواه من الشهور»، الحديث[1] .
بل يكفى من الفضل لهذا الشهر العظيم أنْ قد جُعل فيه ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر، و الذي نصّ رسول الله صلىاللهعليهوآله بذلك في خطبته، ولأجل ذلك قال الصادق عليهالسلاملمفضّل بن عمر: «تصلّي في شهر رمضان زيادة ألف ركعة»[2] . كما أنَّه لذلك قام الإجماع على استحباب الألف لخصوص شهر رمضان غير ما يستحبّ لسائر الأيّام.
نعم، قد يشاهد عن بعض من القول بسبعمائة ركعة نظير ما نقله الشهيد الأوَّل في «الذكرى» عن الشيخ أبي عبدالله محمّد بن أحمد الصفواني في «كتاب التعريف»، مع احتمال أنَّه أراد بهذا العدد ما يتعلّق بخصوص اللّيالي عدا ثلاثة ليالي القدر، فيكون المجموع حينئذٍ ألفاً، و لعلّ وجه تركها لشهرتها مستقلاًّ، مع أنّ المنقول عنه في الكتاب المزبور في المحكي من «إقبال» السيّد ابن طاوس أنّ صلاة شهر رمضان تسعمائة ركعة وفي رواية ألف.
و قال صاحب «كشف اللّثام»: (أنَّه قال الصفواني: قد روي أنّ في ليلة تسع عشرة أيضاً مائة ركعة، وهو قول من قال بالألف).
وكيف كان، لولا ذلك لكان قوله ضعيفاً لما قد عرفت دلالة الأخبار المتعدّدة على الألف فلا نعيد.
الأمر الثالث: بعدما ثبت استحباب الألف في مجموع الشهر موزعةً بحسب ما جاء في الأخبار في العشر الأولى و الثانية في كل ليلة عشرين ركعة، وفي العشر الأواخر بالثلاثين، يبقى الكلام في أنَّه قد ورد في بعض النصوص استحباب قراءة مائة ركعة في ليلة النصف من شهر رمضان:
منها: خبر سليمان بن عمرو، عن أبي عبدالله عليهالسلام، قال: «قال أمير المؤمنين عليهالسلام: من صلّى ليلة النصف من شهر رمضان مائة ركعة يقرأ في كلّ ركعة بقُل هو الله أحد عشر مرّات، أهبطَ الله إِليه من الملائكة عشرة يدرؤون عنه اعداءه من الجِنّ والإنس ، وأهبطَ إِليه عند موته ثلاثين مَلَكاً يؤمنونه من النار»[3] .
و منها: خبر أبي يحيى، عن عدّة ممّن يوثق بهم، قالوا: «قال: مَن صلّى ليلة النصف من شهر رمضان مائة ركعة في كلّ ركعة عشر مرّات بقُل هو الله أحد، فذلك ألف مرّة في مائة لم يمت حتّى يرى في منامه من الملائكة ثلاثين يبشّرونه بالجنّة، وثلاثين يؤمّنونه من النّار، وثلاثين تعصمه من أن يُخطئ، وعشرة يكيدون مَن كادَه»[4] .
فالبحث في أنّه هل يتداخل مع العشرين المختصّة بهذه اللّيلة حتّى توجب الزيادة على الألف بثمانين ركعة، أو لا فيكون الزائد عليه هو مائة ركعة؟ فيه وجهان بل قولان:
ذهب إلى الثاني الشهيد في «الدروس» و «الذكرى»، والظاهر أنّه كذلك لأنّ المستفاد من الحديث أنّها مختصة بهذه اللّيلة غير ما هو المستحب في كلّ ليلة، لا سيّما مع ملاحظة الكيفيّة الخاصّة المذكورة فيها قراءة سورة التوحيد عشر مرات، بل من ذلك يفهم إمكان وجود بعض الصلوات في اللّيالي الاُخَر من هذا الشهر أزيد ممّا ذكر، ولا يضرّ وجودها لمّا كان مندوباً في مجموع الشهر من الألف كما لا يخفى، مضافاً إلى أنّ الأصل هو التداخل في المورد وفي غيره من اللّيالي.
ثمّ يدخل المصنّف في بيان ترتيب فعل الألف في تمام الشهر، فيقول: