92/02/10
بسم الله الرحمن الرحیم
نوافل شهر رمضان
موضوع: نوافل شهر رمضان
فلمّا كان ليلة عشرين من شهر رمضان، فعلَ كما كان يفعل قبل ذلك من اللّيالي في شهر رمضان، ثماني ركعات بعد المغرب، واثنتى عشرة ركعة بعد العشاء الآخرة، فلمّا كان ليلة إحدى وعشرين اغتسل حين غابت الشمس، وصلّى فيها مثل ما فعل في ليلة تسع عشرة.
فلمّا كان في ليلة اثنتين وعشرين زاد في صلاته، فصلّى ثماني ركعات بعد المغرب، واثنتين وعشرين ركعة بعد العشاء الآخرة، فلمّا كانت ليلة ثلاث وعشرين اغتسل أيضاً كما اغتسل في ليلة تسع عشرة، واغتسل في ليلة إحدى وعشرين، ثمّ فعل مثل ذلك.
قالوا: فسألوه عن صلاة الخمسين ما حالها في شهر رمضان؟
فقال: كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يُصلّي هذه الصلاة، ويُصلّي صلاة الخمسين على ما كان يصلّي في غير شهر رمضان، ولا ينقص منها شيئاً»[1] .
فإنّ هذه الرواية وإن لم تُذكر فيها نوافل العشر الأواخر من الثلاثين بالنّص، ولكن ذكر كيفيّة نوافل ليلة اثنتين وعشرين ليس بمثل كيفيّة نوافل ليلة عشرين، بل جعلهنّ ثماني ركعات بين العشائين واثنتى وعشرين بعد العشاء؛ حيث يستفاد أنّ الأمر كذلك إلى آخر الشهر، فيصير العدد بذلك ألف ركعة؛ فمع انضمام ثلاثمائة ركعة في ليالي القدر الثلاث، يصير المجموع ألف ركعة، فتصير هذه الرواية حجّةً لمن اختار هذا العدد في شهر رمضان، بأن يكون العدد في الزيادة هو ألف ركعة.
كما يوافق هذا العدد مع تفاوتٍ يسير حديث أحمد بن محمّد بن مطهّر، قال: «كتبتُ إلى أبي محمّد عليهالسلام، أنّ رجلاً روى عن آبائك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ما كان يزيد من الصلاة في شهر رمضان على ما كان يُصلّيه في سائر الأيّام؟
فوقّع عليهالسلام: كذبَ فضّل الله فاه، صلِّ في كلّ ليلة من شهر رمضان عشرين ركعة إلى عشرين من الشهر، وصلِّ ليلة إحدى وعشرين مائة ركعة ، وصلِّ ليلة ثلاث وعشرين مائة ركعة، وصلِّ في كلّ ليلة من العشر الأواخر ثلاثين ركعة»[2] .
و لا يخفى أنّه يُستشّم من هذا الحديث التقيّة والاختلاف، كما عرفت ذلك في أوّل المسألة، فيصير هذا تأييداً آخر للقائل بزيادة النافلة في شهر رمضان في الجملة من الألف أو تسعمائة أو غيرهما.
أقول: ولعلّ أبلغ الأحاديث في الدلالة على الألف هو حديث محمّد بن أبي قرّة الوارد في «كتاب عمل شهر رمضان» فيما أسنده عن عليّ بن مهزيار، عن مولانا الجواد عليهالسلام ، و قد نقله عليّ بن موسى بن طاوس في «كتاب الإقبال» نقلاً عن «الرسالة العِزّية» للشيخ المفيد رحمهالله، أنَّه قال عليهالسلام:
«تصلّي في العشرين ليلة الأولى كلّ ليلة عشرين ركعة؛ ثماني ركعات بين العشائين واثنتى عشرة ركعة بعد العشاء الآخرة ، ويصلّى في العشر الأواخر كلّ ليلة ثلاثين ركعة، يضيف إلى هذا الترتيب في ليلة تسع عشرة وليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين كلّ ليلة مائة ركعة، وذلك تمام الألف ركعة»[3] .
و قد اعتمد الشيخ المفيد على هذا الخبر و أفتى به في كتابه المسمّى بـ «مسارّ الشيعة» وقال: «أوّل ليلة من شهر رمضان فيها الابتداء بصلاة نوافل شهر رمضان، وهي ألف ركعة من أوّل الشهر إلى آخره، بترتيبٍ معروف في الأُصول عن الصادقينعليهماالسلام، قال: وفي ليلة النصف منه يُستحبّ الغُسل والتنفّل بمائة ركعة يقرأ في كلّ ركعة منها الحمد مرّة، وقُل هو الله أحد عشر مرّات، خارجة عن الألف ركعة، فقد ورد الخبر في فضله أمرٌ جسيم»[4] .