« فهرست دروس
درس خارج فقه استاد سیدمحمدعلی علوی‌گرگانی

92/02/08

بسم الله الرحمن الرحیم

نوافل شهر رمضان

موضوع: نوافل شهر رمضان

 

فإنّ هذا الحديث لم يثبت إلاّ تسعمائة ركعة بحذف المائة في اللّيلة التاسع عشر الموجودة في حديث المفضّل السابق، ولأجل ذلك ذهب بعضهم الى احتمال السهو عن الراوي في ذكر العدد، إن كان المفروض بيان ألف ركعة، ثمّ من المشكلة الأخرى في هذا الحديث تكمن في التوزيع في عشرين من اللّيالي بجعل ثمانية ركعات بين المغرب والعشاء، واثنتى عشرة ركعة بعد العتمة، وفي الثلاثين للعشر الأواخر حيث جعل اثنتي عشرة ركعة بعد المغرب، وثمانية عشرة بعد العشاء الآخرة، و هذا التحديد مخالفٌ لما ورد في خبر سماعة بن مهران في كيفيّة توزيع الركعات دون العدد من جهة حذف المائة من اللّيلة التاسع عشر منها، و الرواية مضمرة و اليك نصّها:

عن سماعة بن مهران، قال: «سألته عن رمضان كم يُصلّى فيه؟

فقال: كما يُصلّى في غيره، إلاّ أنّ لرمضان على سائر الشهور من الفضل ما ينبغي للعبد أن يزيد في تطوّعه، فإن أحبّ وقوي على ذلك أن يزيد في أوّل الشهر عشرين ليلة، كلّ ليلة عشرين ركعة، سوى ما كان يُصلّي قبل ذلك ، يُصلّي من هذه العشرين اثنتي عشرة ركعة بين المغرب والعتمة، وثماني ركعات بعد العتمة، ثمّ يصلّي صلاة الليل التي كان يصلّي قبل ذلك ثماني ركعات، والوتر ثلاث ركعات، ركعتين يُسلّم فيهما، ثمّ يقوم فيصلّي واحدة يقنت فيها، فهذا الوتر، ثمّ يصلّي ركعتي الفجر حين ينشقّ الفجر، فهذه ثلاث عشرة ركعة، فإذا بقي من رمضان عشر ليال فليصلِّ ثلاثين ركعة في كلّ ليلة، سوى هذه الثلاثة عشرة ركعة؛ يُصلّي بين المغرب والعشاء اثنتين وعشرين ركعة، وثماني ركعات بعد العتمة، ثمّ يصلّي بعد صلاة اللّيل ثلاث عشرة ركعة كما وصفُت لك ، وفي ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين يُصلّي في كلّ واحدة منهما إذا قوى على ذلك مائة ركعة سوى هذه الثلاث عشرة ركعة ، وليسهر فيهما حتّى يصبح، فإنّ ذلك يستحبّ أن يكون في صلاةٍ ودعاءٍ وتضرّع، فإنّه يرجى أن تكون ليلة القدر في إحداهما»[1] .

حيث جعل عليه‌السلام أكثر العدد في كِلا الموردين من عشرين وثلاثين وهو اثنتي عشر بين المغرب والعشاء في الأوَّل، وثماني بعد العتمة، وفي الثاني اثنتان وعشرون بينهما وثماني بعد العتمة، عكس ما في خبر مسعدة، ولأجل ذلك أفتى بعض الفقهاء بالتخيير بينهما عملاً بإحدى الروايتين، ولكن الأرجح هو ما ورد ذكره في خبر مسعدة، لموافقته في ذلك مع خبر عليّ بن أبي حمزة المذكور صدره في الباب الخامس من أبواب نافلة شهر رمضان من «الوسائل»، وذيله في الباب السابع منه.

وأمّا صدره: فقد روى عليّ بن أبي حمزة، قال: «دخلنا على أبي عبدالله عليه‌السلام، فقال له أبو بصير: ما تقول في الصلاة في رمضان؟ فقال له: إنّ لرمضان حرمةً وحقّاً لا يشبهه شيءٌ من الشهور، صلِّ ما استطعت في رمضان تطوّعاً باللّيل والنهار، وإن استطعت في كلّ يوم وليلة ألف ركعة فصلِّ؛ إنّ عليّاً عليه‌السلام كان في آخر عمره يُصلِّي في كلّ يومٍ وليلةٍ ألف ركعة».

وذيله: إنّه قال لأبي بصير: «فصلِّ يا أبا محمّد زيادة في رمضان، قال: كم جُعِلْتُ فداك؟ قال: في عشرين ليلة تمضى في كلّ ليلة عشرين ركعة؛ ثماني ركعات قبل العتمة واثنتي عشرة بعدها، سوى ما كنت تصلّي قبل ذلك ، فإذا دخل العشر الأواخر فصلِّ ثلاثين ركعة، كلّ ليلة ثمان قبل العتمة، وثنتين وعشرين بعد العتمة، سوى ما كنت تفعل قبل ذلك»[2] .

فإنّ مجموع عدد الركعات في هذه الرواية سبعمائة ركعة، بلا إشارة إلى الثلاثمائة في الليالي القدر الثلاث المذكورة في رواية مفضّل، ولكن التوزيع فيها يكون كالتوزيع في خبر مسعدة، وخبر آخر من أبي بصير لو كان حديثاً آخر غير ما سبق، وهو:

 


[1] الوسائل، ج5، الباب7 من أبواب نافلة شهر رمضان، الحديث 3.
[2] صدره في الباب من الوسائل 5 الحديث 2، وذيله في الباب7 الحديث 4 من أبواب نافلة شهر رمضان.
logo