92/01/18
بسم الله الرحمن الرحیم
صلاة الاستخاره
موضوع: صلاة الاستخاره
الفرع الثالث: هل يعتبر في الاستخارة بالمصحف ملاحظة مقام الآية وسياقها ، أم لا يعتبر ذلك ، بل الملاك هو الذي يتبادر إلى الذهن ويخطر ببال المستخير من تحصيل مطلوبه من الآية، وأخذ مراده منها من دون ملاحظة مورد الآية ومقامها؟ فيه وجهان واحتمالان:
ولا يبعد كون الثاني هو الأوجه ، كما أنَّه نقل صاحب «مفتاح الكرامة» اتّفاق ذلك لمن أراد الهجرة لطلب العلم، فاستخار من المصحف فخرجت له قوله تعالى: «إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ»، فاستفاد منها أنّها جيّدة فهاجر واتّفق الأمر كذلك ، رغم أنّ الآية حكايةٌ عن استهزاء قوم الآية واردة مورد فإنّ مضمون الآية سلبيٌّ شعيب النّبيّ عليهالسلام، المستفاد من صدر الآية حيث جاء فيه قوله تعالى: «قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ»، يقتضى أن تكون الاستخارة غير جيّدة، وجعلوا ملاحظة المقام (إلى العارف الخرّيت الماهر، فإنّه إذا لاحظها ظهر له من ذلك الأسرار الغريبة)[1] .
ولأجل هذا التردّد والتردّد السابق في أنّ المراد من (أوّل الصفحة) ما جاء في السطر الأول منها أم من بداية الآية أو ألجاء صاحب «الجواهر» إلى أن يقول: (ولم نقف على خبر غير الخبر المزبور، كان المتّجه الاقتصار في الجيّدة والرديّة على الجامعة لجميع ذلك، و إلاّ جدّد الاستخارة به بعد التوسّل والدعاء في أن يريد الله رشده صريحاً، لأَنَّه لم يوفّق له في الرأي في الاستخارة الأُولى) هذا. انتهى كلامه رفع مقامه[2] .
أقول: وكيف كان، فإنّه يظهر من كلامه جواز تجديد الاستخارة في موضوع واحد، إذا لم يفهم المراد من الآية، لأجل ما عرفت من التردّدات والوجوه ، ولا بأس بهذا الرأي كما قد يتّفق عدم رفع الإبهام باستخارة واحدة، فيتجدّد ولو بنيّة ترك ذلك.