« فهرست دروس
درس خارج فقه استاد سیدمحمدعلی علوی‌گرگانی

92/01/11

بسم الله الرحمن الرحیم

صلاة الاستخاره

موضوع: صلاة الاستخاره

 

لعلّه أراد من المشروعيّة هو الاستحباب لا الإباحة، لأنّه المناسب مع الاستخارة ، وإن كان الأولى أن يعبّر عنّه بما مرّ و ذلك لكثرة الأخبار المرغّبة و الّتى تحثّ عليها:

منها: ما رواه ابن طاوس في «كتاب الاستخارات» بإسناده إلى الشيخ الطوسي فيما رواه وأسنده بالواسطة إلى شهاب بن محمّد بن عليّ الحارثي، إلى أن يصل إلى إِدريس بن محمّد بن يحيى بن عبدالله الحسن، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهماالسلام، قال: «كنّا نتعلّم الاستخارة كما نتعلّم السّورة من القرآن»[1] .

و منها: ما رواه في آخر المجلّد من الكتاب المذكور، بإسناده عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: كنّا نتعلّم الاستخارة كما نتعلّم السورة من القرآن، ثمّ قال: ما اُبالي إذا استخرتُ على أيّ جنبي وقعت»[2] .

ولا يخلو جملة: (نتعلّم) على أنّ المراد من الاستخارة ليس مجرّد طلب الخير على النحو المطلق، إذ هو لا يحتاج إلى التعليم والتعلّم غالباً ، بل المراد أنّها بحاجة الى طرق لابدّ من تعلّمها، فيستفاد منه حينئذٍ محبوبيّتها بمثل محبوبيّة تعلّم كيفيّة قراءة السورة من القرآن، لا سيّما إذا انضمّ إليها بما جاء في الرواية من قولهعليه‌السلام: (لا اُبالي إذا استخرتُ على أيّ جنبيّ وقعت) على ما قلناه من الطريقة.

و منها أيضاً: حديث عثمان بن عيسى، عمّن ذكره، عن بعض أصحابه، قال: «قلتُ لأبي عبدالله عليه‌السلام: مَن أكرم الخلق على الله؟ قال: أكثرهم ذِكراً لله‌، وأعملهم بطاعته.

قلت: مَن أبغض الخلق إلى الله؟ قال: مَن يتّهم الله، قلت: وأحدٌ يتّهم الله؟ قال: نعم مَن استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره فسخط فذلك الذي يتّهم الله»[3] .

و من الواضح أنَّه لو لم تكن الاستخارة أمراً راجحاً لم يبق لما ذكره وجهاً حسناً، كما لا يخفى على المتأمّل الدقيق.

أقول: لا بأس في سياق ما ذكرنا الاشارة الى كلام صاحب «الحدائق» في تأييد رجحانيّة الاستخارة، فقد قال في ضمن كلام طويل بعد ذكره مرسل للبرقي:

(من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال فلا يستخيرني، قال: ولأنَّه بعد الاستخارة يكون آمناً من تطرّق أسباب الحرمان، وسالماً من آفات العطب والخذلان، فكان العمل بالاستخارة أمراً راجحاً، وطريقاً واضحاً عند كلّ من له عقل سليم، وذهن قويم... إلى آخر كلامه هنا)[4] .

ولقد أجاد فيما أفاد، لما قد عرفت دلالة النصوص على ذلك في أصل الاستخارة في جميع أقسامها، حتّى من المصحف، كما ورد في بعض النصوص.

نعم، قد ورد في بعض الأخبار ما يدلّ على النّهي عن التفأل بالقرآن الذي ربّما ينطبق ذلك على الاستخارة، فلا بأس بذِكره:

منها: ما رواه الكليني في «الكافي» مرسلاً عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: «لا تتفأل بالقرآن»[5] .

و قال صاحب «الوسائل» بعد نقل الحديث: (أقول: الاستخارة طلبُ الخيرة، ومعرفة الخير في ترجيح أحد الفعلين على الآخر ليعمل به، والتفأل معرفة عواقب الأُمور وأحوال غائب ونحو ذلك... إلى آخر كلامه).

 


[1] و 2 الوسائل ج5 الباب1 من أبواب صلاة الاستخارة، الحديث 9 و 10.
[2]  .
[3] الوسائل ج5 الباب7 من أبواب صلاة الاستخارة، الحديث 3.
[4] الحدائق، ج10 / 530.
[5] الوسائل ج4 الباب38 من أبواب قراءة القرآن، الحديث 2.
logo