92/01/10
بسم الله الرحمن الرحیم
صلاة الاستخاره
موضوع: صلاة الاستخاره
السادسة من أنواع الاستخارة: و هي الاستخارة بالأصابع بواسطة القرعة، حيث قال صاحب «الجواهر»: (وقد وقفت على خيرةٍ بالقرعة بغير هذا الطريق، بل هي بالأصابع في كيفيّة اُخرى طويلة، وربّما ادّعى تجربتها، إلاّ أنّي لم أعرف سندها معرفة يعتدّ بها في الركون إلى مثل ذلك) انتهى محلّ الحاجة.
أقول: اتذكّر أنّه كان لى صديقٌ في أيام الشباب و كان من عادته أنه متى تردّد في عمل استخار بطريقة غريبة و هي أنه كان يختار أجد اصابعه من اليد اليمنى و مماثله من اليسرى ثم يغمض عينيه و يقرّب كفيه فإن تطابقت رؤوس الاطبعين عدّه جيداً و ان لم يتطابقا عدّه نهياً عن العمل، و كان يقرن عمله هذا بالصلوات على النّبيّ صلىاللهعليهوآله وآله عليهالسلام، ولا أدري أنَّه الذي ذكره صاحب «الجواهر» أو غيره، ولعلّ الثاني أَولى لأَنَّه ذكرَ كيفيّة اُخرى طويلة غير هذا الذى كان يفعله صديقى، و الله العالم.
هذا كلّه الأقسام المذكورة في الاستخارات الصادرة عن الأئمّة عليهمالسلام، ومَن أراد الاطّلاع عليها أكثر ممّا ذكرناه، فليراجع إلى كتاب «المستدرك» في مبحث صلاة الاستخارة، فهو مشتملٌ على ما عرفت وعلى غيره ممّا صدر عن بعض الأعاظم والمشايخ العظام في ذلك ، ونسأل الله التوفيق و السّداد بمحمّدٍ و آله خير العباد.
فروع باب الاستخاره
الفرع الأوَّل: هل الاستخارة أمرٌ مشروع ومستحبّ أم لا؟
الذي يظهر من بعض الأخبار محبوبيّة أصل الاستخارة في الجملة، فلا بأس بذكر الأخبار الدالّة على ذلك:
منها: ما رواه البرقي في «المحاسن» بإسناده عن عبدالله بن مسكان، عن محمّد بن مضارب، قال: قال أبو عبدالله عليهالسلام: «من دخل في أمرٍ بغير استخارة ثمّ ابتُلي لم يُؤْجَر»[1] .
حيث يدلّ على ذمّ تارك الاستخارة، فلو لم تكن محبوبة في ذاتها لم يكن وجه لذمّ تاركها.
و منها: الخبر المرسل الذي نقله البرقي، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله عليهالسلام، قال: «قال الله عزَّ و جلّ: من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال فلا يستخيرني»[2] .
ورواه المفيد مرسلاً في «المقنعة»، ورواه ابن طاوس في «كتاب الاستخارات» عن المفيد في «المقنعة»، وروى ابن طاوس ذلك من «كتاب الدُّعاء» لسعد بن عبدالله الأشعري.
بل قد يستفاد محبوبيّة ذلك ممّا جاء في «البحار»، قال: (وجدت بخطّ جدّ شيخنا البهائي، الشيخ شمس الدين محمّد بن علي بن الحسين الجباعي قدّس الله أرواحهم، نقلاً من خطّ الشهيد، بإسناده الطويلة إلى مفضّل بن عمر، قال: بينما نحن عند أبي عبد الله عليهالسلام إذ تذاكرنا أُمّ الكتاب، فقال رجلٌ من القوم: جَعَلَني الله فداك، إنّا ربّما هممنا الحاجة فنتناول المصحف فنتفكّر في الحاجة التي نريدها، ثمّ نفتح فىاول الورقة فنستدلّ بذلك على حاجتنا؟ فقال أبو عبدالله عليهالسلام: وتحسنون، والله ما تحسنون» الحديث[3] .
أقول: فضلاً عمّا ذكرنا هناك أخبار كثيرة دالّة على بيان الطرق المختلفة في القيام بها ذلك ، فلو لم تكن مستحبّة لا وجه لورود ذلك ، ولأجل هذا جعل الأعاظم والمحدّثين «الوسائل» و «المستدرك» و غيرهما أبواباً و عناوين مختلفة، ولذلك قال أنّ صاحب «الجواهر»؛: (فلا يبعد مشروعيّة الاستخارة بالمعاني الثلاثة، ومشروعيّة الصلاة لها، وتكرار الدُّعاء المزبور بمقدار المذكور... إلخ[4] .