91/12/27
بسم الله الرحمن الرحیم
صلاة الاستخاره
موضوع: صلاة الاستخاره
أقول: لعلّ الفرق بين الروايتين في معرفة علامة الفعل والترك، هو ملاحظة ما قصده المستخير بينهما في العلامة، بكون الفرد عَلامَة للفعل ، والزوج للترك ، أو بالعكس، فيرفع التعارض منهما كما يؤمي إِليه كلمة (وبالعكس) في الرواية الثانية.
هذا الطريق من الاستخارة هو المعمول به في زماننا بين العلماء، كما صرّح بذلك صاحب «الجواهر» ، ولا بأس بالعمل به أيضاً، وإن قال الشهيد في «الذكرى» بأنّ هذه الاستخارة لم تكن مشهورة في العصور الماضية قبل زمان السيّد الكبير العابد رضيّ الدِّين محمّد بن محمّد الآوي الحسيني، المجاور بالمشهد المقدّس الغروي رضىاللهعنه، وقد رويناها عنه وجميع مرويّاته عن عدّة من مشايخنا، عن الشيخ الكبير الفاضل الشيخ جمال الدِّين ابن المطهّر، عن والده رضي الله عنهما عن السيّد رضيّ الدِّين، عن صاحب الأمر عليهالسلام الذي قد ذكرنا متنه آنفاً.
قال صاحب «الوافي»: ـ (بعد نقل الروايات ـ (بأنّ ذكر الحصى أو السبحة كان من باب التمثيل لكلّ معدود، لا خصوصيّة فيهما).
ولكن في «الجواهر» بعد ذكر هذا الاحتمال عنه، قال: (إلاّ أنّ الأحوط الاقتصار عليهما، كما أنّ الأَولى الاقتصار على السبحة الحسينيّة، وإن كان الأقوى الاكتفاء بكلّ ما يسبّح به، خصوصاً إذا كانت من تراب الرِّضا عليهالسلام، بل كلّ معدود).
ولا يعتبر العدد المخصوص في السبحة كالثلاث أو الأربع والثلاثين لعدم الدليل.
و الخامسة من انواع الاستخارات: الاستخارة بالسّبحة أيضاً، إلاّ أنّ عداد القبضة كان بواسطة ذكر سبحان الله والحمدُ لله ولا إله إلاّ الله، حيث رواها والد صاحب «الحدائق» في «كتاب السعادات» عن الإمام الصادق عليهالسلام، ولكن قال صاحب الحدائق: (لم أقف عليها إلاّ في كلام والدي)، و اليك الرواية التي نقلها صاحب «الحدائق» عن والده:
قال الصادق عليهالسلام: «يقرأ الحمد مرّة والإخلاص ثلاثاً ويصلّي على محمّد وآله خمس عشر مرّة، ثمّ يقول: اللهمَّ إنّي أسألك بحقّ الحسين وجدّه وأبيه واُمّه وأخيه والأئمّة التسعة من ذرّيته أن تُصلِّي على محمّد وآل محمّد، وأن تجعل لي الخيرة في هذه السبحة، وأن تُريني ما هو أصلح لي في الدين والدنيا، اللهمَّ إن كان الأصلح في ديني ودُنياي وعاجل أمري وآجله فعل ما أنا عازمٌ عليه فأمرني و إلاّ فانهني إنّكَ على كلّ شيء قدير. ثمّ يقبض قبضة من السبحة ويعدّها سبحان الله والحمدُ لله ولا إله إلاّ الله إلى آخر القبضة، فإن كان الأخير سبحان الله فهو مخيّرٌ بين الفعل والترك ، وإن كان الحمد لله فهو أمر، وإن كان لا إله إلاّ الله فهو نهي»[1] .
انتهى محلّ الحاجة من كتاب «السعادات» لوالد صاحب «الحدائق» و هو المسمّى بأحمد بن إبراهيم الدرازي البحريني، وكان من الأعلام والعلماء، فإذا كان نقل الحديث عن مثله لا يمكن أن يقول إنّه نقل ما لم يره في كتابٍ من المصنّفات وكتب الأخبار ، مع أنّ حديث من بلغ يشمل ذلك أيضاً فيؤيّده ويجعله مشروعاً كما لا يخفى.