91/12/23
بسم الله الرحمن الرحیم
صلاة الاستخاره
موضوع: صلاة الاستخاره
وثالثة: بالرقاع والمساهمة:
فمنها: ما عن السيّد ابن طاوس في «كتاب الاستخارات»، وفي «أمان الأخطار» بإسناده عن عبدالرحمن بن سيّابة، قال: «خرجت إلى مكّة ومعي متاع كثير فكسد علينا، فقال بعض أصحابنا ابعث به إلى اليمن، فذكرتُ ذلك لأبي عبدالله عليهالسلام قال: ساهم بين المصر واليمن، ثمّ فوّض أمرك إلى الله عزَّ و جلّ، فأيّ البلدين خرج اسمه في السهم فابعث إِليه متاعك ، فقلت: كيف أُساهم؟ قال: اكتب في رقعة بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهمَّ إنَّه لا إله إلاّ أنت عالم الغيب والشهادة، أنت العالم وأنا المتعلِّم، فانظر في أيّ الأمرين خيرٌ لي حتّى أتوكّل عليك فيه وأعمل به، ثمّ اكتب مصراً إن شاء الله ، ثمّ اكتب في رقعة اُخرى مثل ذلك ، ثمّ اكتب اليمن إن شاء الله، ثمّ اكتب في رقعة اُخرى مثل ذلك ، ثمّ اكتب يحبس إن شاء الله، فلا تبعث به إلى بلدة منهما، ثمّ اجمع الرقاع وارفعها إلى من يسرّها عنك، ثمّ ادخل يدك فخُذ رقعة فتوكّل على الله واعمل بها»[1] .
وذكر صاحب «الجواهر» للاستخارة بالقرعة قصّة يونس لإلقاء نفسه فالتقمه الحوت ، وفيه تأمّلُ كونها منها.
ومنها: ما يقرب المعنى الثاني من الاستخارة ما رواه هارون بن خارجة، عن أبي عبدالله عليهالسلام، قال: «إذا أراد أحدكم أمراً فلا يشاور فيه أحداً من الناس حتّى يبدأ فيشاور الله تبارك وتعالى، قال: قلت: جُعِلتُ فداك، وما مشاورة الله؟ قال: تبتدأ فتستخير الله فيه أوّلاً ثمّ تشاور فيه فإنّه إذا بدأ بالله أجرى له الخيرة على لسان من يشاء من الخلق»[2] .
و قال صاحب «الجواهر» بعد نقل الرواية: (إذ هو وإن لم يكن فيه تعرف الخيرة بالعزم عليه، لكن فيه التصرف بما يقع على لسان المشير).
أقول: الظاهر من هذا الحديث عدم كون الاستظهار من الخير والشّر إلاّ ما يجري على لسان المشير دون ما يخطر بباله منهما، ثمّ الاستشارة، حيث إنّه ربّما يلزم التعارض في بعض الأحيان، فعلى ما ذكرنا لا ينافي الحديث لما هو متداولٌ على الألسنة من (الاستشارة أوّلاً ثمّ الاستخارة).
وغير ذلك من الأخبار الواردة في هذا الباب.
هذا كلّه في الأخبار التي تكون دلالتها على المعنى الثاني أظهر، فبقي هنا الأخبار التي يحتمل كلاًّ من المعنيين: