91/12/22
بسم الله الرحمن الرحیم
صلاة الاستخاره
موضوع: صلاة الاستخاره
أقول: لا يخفى أنّ استكشاف ما هو الخير من الأمرين إنّما يتحقّق بأنحاء:
منها: ما جاء في رواية اليسع القميّ، قال: «قلتُ لأبي عبدالله عليهالسلام: أُريدُ الشيء فأستخير الله فيه فلا يوفّق فيه الرأي ، أفعله أو أدعه؟ فقال: انظر إذا قمت إلى الصلاة فإنّ الشيطان أبعد ما يكون من الإنسان إذا قام إلى الصلاة أيّ شيء يقع في قلبك، فخُذ به وافتح المصحف فانظر إلى أوّل ما ترى فيه فخُذ به إن شاء الله»[1] .
فإنّه يظهر من هذا الخبر أنّ أحد طرق معرفة الخِيرة هو فتح المصحف والأخذ بأوّل ما يُرى فيه ، وبذلك ترتفع الحيرة.
ومنها: الاستكشاف بالرقاع، وهو كما في خبر هارون بن خارجة، الذي رواه الكليني والشيخ والمفيد وابن طاوس بعدّة طرق على ما في «الوسائل» وغيره، عن أبي عبدالله عليهالسلام، أنَّه قال: «إذا أردت أمراً فخُذ ستّ رقاع فاكتب في ثلاث منها: بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفُلان بن فلانة اِفْعل، وفي ثلاث منها: بسم الله الرحمن الرحيم خِيرَةً من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة لا تَفْعَل، ثمّ ضعها تحت مصلاّك، ثمّ صلِّ ركعتين، فإذا فرغت فاسجد سجدة، وقُل فيها مائة مرّة: أستخير الله برحمته خيرةً في عافية، ثمّ اِسْتَو جالساً، وقُل: اللهمَّ خِرْ لي واختر لي في جميع أُموري في يُسرٍ منك وعافية، ثمّ اضرب بيدك إلى الرقاع فشوّشها واخرج واحدة واحدة، فإن خرج ثلاث متواليات اِفعل، فافَعل الأمر الذي تريده، وإن خرج ثلاث متواليات لا تفعل فلا تفعله ، وإن خرجت واحدة اِفعل والاُخرى لا تفعل فاخرج من الرقاع إلى خمس، فانظر أكثرها فاعمل به وَدَع السادسة لا تحتاج إليها»[2] .
و أخرى: بالبنادق، كما وقع في بعض النصوص:
منها: خبر علي بن محمّد، رفعه عنهم عليهمالسلام، أنَّه قال لبعض أصحابه: «عن الأمر الذي يمضي فيه ولا يجدُ أحداً يشاوره فكيف يصنع؟ قال: شاور ربّك ، فقال له: كيف؟ قال: اِنوِ الحاجة في نفسك ثمّ اكتب رقعتين في واحدة لا، وفي واحدة نعم، واجعلهما في بندقتين من طين، ثمّ صلِّ ركعتين واجعلهما تحت ذيلك، وقُل يا الله إنّي أُشاورك في أمري هذا وأنتَ خير مُستشارٍ ومشير، فأشِر عليَّ بما فيه صلاح وحسن عاقبة، ثمّ ادخل يديك فإن كان فيها نعم فافعل ، وإن كان فيها لا لاتفعل، هكذا شاور ربّك»[3] .