91/12/09
بسم الله الرحمن الرحیم
صلاة الاستسقاء
موضوع: صلاة الاستسقاء
أمّا ما يدلّ على أنّ الصلاة قبل الخطبة على قسمين:
قسمٌ منها: هو التصريح بالقبليّة:
منها: رواية الكليني، عن ابن المغيرة: «ويصلّي قبل الخطبة ويجهر بالقراءة»، الحديث[1] .
و منها: رواية الصدوق مرسلاً عن الباقر عليهالسلام، قال: «كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهيُصلّي الاستسقاء ركعتين، ويستسقي وهو قاعد، وقال: بدأ بالصلاة قبل الخطبة وجهر بالقراءة»[2] .
و منها: رواية «قُرب الإسناد» بإسناده عن حسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ عليهمالسلام، قال: «كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يكبّر في العيدين والاستسقاء في الأُولى سبعاً، وفي الثانية خمساً، ويصلّي قبل الخطبة، ويجهر بالقراءة»[3] .
و منها: رواية طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله، عن أبيه عليهماالسلام: «أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهصلّى للاستسقاء ركعتين وبدأ بالصلاة قبل الخطبة، وكبّر سبعاً وخمساً وجهر في القراءة»[4] .
و قسمٌ منها: يفهم ذلك من التشبيه والتمثيل بصلاة العيدين، بكون الخطبة بعدها:
منها: رواية هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله عليهالسلام، قال: سألته عن صلاة الاستسقاء؟ فقال: مثل صلاة العيدين، يقرأ فيها ويكبّر فيها.
إلى أن قال: ويصلّي مثل صلاة العيدين ركعتين في دعاء ومسألة واجتهاد»، الحديث[5] .
نعم، هنا رواية واحدة تدلّ على تقديم الخطبة قبل الصلاة، و هي رواية إسحاق بن عمّار، عن أبي عبدالله عليهالسلام، قال: «الخطبة في الصلاة قبل الصلاة»، الحديث[6] .
وقال الشيخ في «الاستبصار»: بأنّ عمل الأصحاب كان على الروايات الأُولى ، وهذه الرواية شاذّة مخالفة لإجماع الطائفة المحقّة.
بل في «الجواهر»: أنّها محتملة الحمل على التقيّة، وعلى إرادة الدُّعاء من الصلاة، أو يحمل الخطبة لتذكّر الناس بالتهيؤ للصلاة من تحصيل الصوم في الأيّام الثلاثة، حتّى يمهّدون لإيقاع الصلاة يوم الثالث قبل الخطبة، كما يستظهر ذلك من رواية حمّاد السرّاج، قال:
«أرسلني محمّد بن خالد إلى أبي عبدالله عليهالسلام أقول له الناس قد أكثر عليَّ في الاستسقاء فما رأيك في الخروج غداً؟ فقلت ذلك لأبي عبدالله عليهالسلام، فقال لي: قُل له ليس الاستسقاء هكذا، قُل له: يخرج فيخطب الناس ويأمرهم بالصِّيام اليوم وغداً، ويخرج بهم يوم الثالث وهم صيام» الحديث[7] .
حيث إنّ الاستسقاء في اليوم الثالث بالخروج للصلاة قبل الخطبة، كما اُشير إِليه في تلك الأخبار ، فيرتفع التعارض بين الأخبار.