91/11/24
بسم الله الرحمن الرحیم
صلاة الاستسقاء
موضوع: صلاة الاستسقاء
قوله قدسسره: وكيفيّتها مثل كيفيّة صلاة العيد. (1) كيفيّة صلاة الاستسقاء
(1) كيفيّة إتيان صلاة الاستسقاء تكون مثل صلاة العيدين في كون الخطبة بعد الصلاة لا قبلها، خلافاً لما ورد في موثّق إسحاق بن عمّار، عن أبي عبدالله عليهالسلام، قال:
«الخطبة في الاستسقاء قبل الصلاة، وتكبّر في الأُولى سبعاً وفي الاُخرى خمساً»[1] .
وهي مخالفة لإجماع الطائفة كما نقله شيخ الطائفة، إذ عمل الأصحاب ثابتٌ على خلافه، لكثرة الأخبار الدالّة على تقديم الصلاة على الخطبة:
منها: خبر طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله عليهالسلام، قال: «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله صلّى للاستسقاء ركعتين وبدء بالصلاة قبل الخطبة، وكبّر سبعاً وخمساً وجهر بالقراءة»[2] .
و منها: رواية هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله عليهالسلام، قال: «سألته عن صلاة الاستسقاء؟ فقال: مثل صلاة العيدين يقرأ فيها كما يقرأ، ويكبّر فيها ، يخرج الإمام ويبرز إلى مكانٍ نظيف في سكينة ووقار وخشوع ومسكنة، ويبرز معه النّاس، فيحمد الله ويمجّده ويُثني عليه ويجتهد في الدُّعاء، ويكثر من التسبيح والتهليل والتكبير، ويُصلّي مثل صلاة العيدين ركعتين في دعاء ومسألة واجتهاد ، فإذا سلَّم الإمام قلّب ثوبه وجعل الجانب الذي على المنكب الأيمن على المنكب الأيسر، والذي على الأيسر على الأيمن، فإنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآله كذلك صنع»[3] .
و منها: رواية مرّة مولى محمّد بن خالد، قال: «صاح أهل المدينة إلى محمّد بن خالد في الاستسقاء، فقال لي: انطلق إلى أبي عبدالله عليهالسلام، فاسأله ما رأيك فإنّ هؤلاء قد صاحوا إليّ، فأتيتهُ فقلتُ له، فقال لي: قُل له فليخرج، قلت: متى يخرج جُعِلْتُ فداك؟ قال: يوم الاثنين ، قلت: كيف يصنع؟ قال: يُخرِج المنبر ثمّ يخرج ويمشي كما يمشي يوم العيدين، وبين يديه المؤذِّنون في أيديهم عنزهم، حتّى إذا انتهى إلى المُصلّى يصلّي بالناس ركعتين بغير أذان ولا إقامة، ثمّ يصعد المنبر فيقلّب رداءه فيجعل الذي على يمينه على يساره، والذي على يساره على يمينه، ثمّ يستقبل القبلة، فيكبّر الله مأة تكبيرة رافعاً بها صوته، ثمّ يلتفت إلى الناس عن يمينه فيسبّح الله مأة تسبيحة رافعاً بها صوته، ثمّ يلتفت إلى الناس عن يساره فيهلّل الله مأة تهليلة رافعاً بها صوته، ثمّ يستقبل الناس فيحمد الله مأة تحميدة ، ثمّ يرفع يديه فيدعو، ثمّ يدعون، فإنّي لأرجو أن لا تخيبوا، قال: ففعل، فلمّا رجعنا قالوا هذا من تعليم جعفر عليهالسلام».
وفي رواية يونس: «فما رجعنا حتّى أهمّتنا أنفسنا[4] .
و منها: خبر الكليني، قال: وفي رواية ابن المغيرة: «فكبّر في صلاة الاستسقاء كما تكبّر في العيدين؛ في الأُولى سبعاً، وفي الثانية خمساً، ويصلّي قبل الخطبة، ويجهر بالقراءة ويستسقي وهو قاعد»[5] .
و منها: خبر حسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ عليهالسلام[6] مثل رواية ابن المغيرة.
أقول: ثبت من خلال مدلول هذه الأخبار أنّ رواية إسحاق بن عمّار من تقديم الخطبة على الصلاة مطرودة، أو تُحمَل على التقيّة، لأَنَّه نقل ذلك عن عثمان كما أشار إِليه في «الوسائل».