91/11/23
بسم الله الرحمن الرحیم
صلاة الاستسقاء
موضوع: صلاة الاستسقاء
وغير ذلك من الأخبار والخطب الواردة في ذلك ، فمن أراد الاطّلاع عليها أكثر من هذا فليراجع إلى «الوسائل» و «المستدرك» في بابي صلاة الاستسقاء، و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وبالجملة: لا كلام ولا مناقشة في رجحان الاستسقاء إذا ظهر الجدب عند جميع المسلمين، بل بالضرورة من الدِّين، و الشاهد على ذلك الاستسقاء الصادر عن النّبيّ صلىاللهعليهوآله و الأئمّة عليهمالسلام، فضلاً عن أنّهم أمروا به وجاء من قِبلَهم أدعيةً وخطباً بليغة بديعة ، فلا بأس بالإشارة إلى بعض منها، فنقول:
منها: ما روى الكليني في «الروضة» بإسناده عن أبي العبّاس وزريق الخلقاني، عن أبي عبدالله عليهالسلام، قال: «أتى قوم رسول الله صلىاللهعليهوآلهفقالوا: يا رسول الله إنّ بلادنا قد قحطت، وتوالت السنون علينا، فادعُ الله تعالى يُرسل السماء ، فأمرَ رسول الله صلىاللهعليهوآلهبالمنبر فأُخرِج واجتمع الناس، فصعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهودعا، وأمرَ الناس أن يؤمِّنوا ، فلم يلبث أن هبط جبرائيل عليهالسلام، فقال: يا محمّد! أخبر الناس أنّ ربّك قد وعدهم أن يمطروا يوم كذا وكذا وساعة كذا وكذا، فلم يزل الناس ينتظرون ذلك اليوم وتلك الساعة، حتّى إذا كانت تلك الساعة أهاج الله ريحاً فأثارت سحاباً، وجلّلت السماء وأرخت عزالها، فجاء أُولئك النفر بأعيانهم إلى النّبيّ صلىاللهعليهوآله، فقالوا: يا رسول الله ادع الله أن يكفّ السماء عنّا، فإنّا كدنا أن نغرق، فاجتمع الناس ودعا النّبيّ صلىاللهعليهوآله وأمر الناس أن يؤمّنوا على دعائه، فقال له رجلٌ: يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهأسمعنا فكلّ ما تقول ليس يسمع، فقال: قولوا:
اللهمَّ حوالينا ولا علينا، اللهمَّ حبّسها في بطون الأودية، وفي منابت الشجر، وحيث يرعى أهل الوبر، اللهمَّ اجعلها رحمةً ولا تجعلها عذاباً».[1]
بل نُقل رجحان صلاة الاستسقاء عن العامَّة فضلاً عن الخاصّة ، وإن أردت الاطّلاع عليه فانظر الى كلام الزمخشري في كتابه المسمّى ب «الفائق» فقد نقل رواية صلاة الاستسقاء، فقال:
«خرج النّبيّ صلىاللهعليهوآله للاستسقاء، فتقدّم فصلّى بهم ركعتين يجهر فيهما بالقراءة، وكان يقرأ في العيدين والاستسقاء في الركعة الأُولى بفاتحة الكتاب وسبّح اسم ربّك الأعلى ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وهل أتاك حديث الغاشية، فلمّا قضى صلاته استقبل القوم بوجهه وقلّب ردائه، ثمّ جثى على ركبتيه ورفع يديه وكبّر تكبيرة قبل أن يستسقي، ثمّ قال: اللهمَّ اسقنا وأغثنا.. إلى آخره»[2] .
وكذا نقل الخاصة صلاة الاستسقاء، و ممّن رواها الراوندي في كتاب «النوادر» بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهمالسلام، قال: قال عليّ عليهالسلام: «مَضَت السُنّة في الاستسقاء أن يقوم الإمام فيصلّي ركعتين، ثمّ يبسط يده وليدع.
قال: وقال عليّ عليهالسلام: إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله دعا بهذا الدُّعاء في الاستسقاء: اللهمَّ أنزل علينا رحمتك بالغيث العميق.. الدُّعاء»[3] .
وكيف كان، فلا كلام عندنا في استحباب صلاة الاستسقاء بعد ورود أخبار متظافرة ونصوص متواترة من الفريقين، بل في «الذكرى» أنَّه استسقى النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوعليّ والأئمّة عليهم الصلاة والسلام والصحابة وأتوا بركعتين، فإذاً القضيّة ثابتة و من المسلّمات.