91/11/21
بسم الله الرحمن الرحیم
صلاة الاستسقاء
موضوع: صلاة الاستسقاء
و منها: ما وردت في النعمة والمرحمة، مثل قوله تعالى: «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ»[1] .
و منها: قوله تعالى: «وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً»[2] أي كثيراً.
كما أنّ الله قد وعد بعدم تغيّر النعمة وزوالها إذا لم يتغيّر العباد وأعمالهم من الحسنات إلى السيّئات، وأشار إلى ذلك بقوله: «إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ»[3] ،
وقوله تعالى: «ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ»[4] .
وغير ذلك من الآيات الكثيرة الدالّة على هذين الأمرين.
كما أنّ الأخبار المستفيضة وردت دالّة على هذه القضية، فنشير إلى بعضٍ منها للوقوف على أثر المعاصي والذنوب والمآثم في نزول البلاء أو زوال النعمة:
فمنها: خبر الصدوق في «الفقيه» عن النّبيّ صلىاللهعليهوآله، أنَّه قال: «إذا غضب الله على أُمّة ثمّ لم ينزل بها العذاب، غلت أسعارها، وقصرت أعمارها، ولم تربح تجّارها، ولم تزكّ ثمارها، ولم تغزر أنهارها، وحبس الله عنها أمطارها، وسلّط عليها أشرارها»[5] .
و منها: خبر عبد الرحمن بن كثير، عن الصادق عليهالسلام، قال:
«إذا فشت أربعة ظهرت أربعة؛ إذا فشا الزِّنا كثرت الزلازل، وإذا أمسكت الزّكاة هلكت الماشية، وإذا جارَ الحكّام في القضاء أمسك القطر من السماء، وإذا خفُرت الذّمة نصر المشركون على المسلمين»[6] .
و منها: خبر أبان، عن رجل، عن أبي جعفر عليهالسلام، قال: قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: «خمس إن أدركتموهنّ فتعوّذوا بالله منهنّ: لم تظهر الفاحشة في قومٍ قطّ حتّى يعلنوها إلاّ ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلاّ أُخذوا بالسّنين وشدّة المؤنة وجور السلطان، ولم يمنعوا الزكاة إلاّ منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلاّ سلّط الله عليهم عدوّهم، وأخذ بعض ما في أيديهم، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله إلاّ جعل الله بأسهم بينهم»[7] .
و منها: ما عن أمير المؤمنين عليهالسلام في بعض خُطبه، قال:
«إنّ الله يبتلي عباده عند الأعمال السيّئة بنقص الثمرات، وحبس البركات، وإغلاق طريق الخيرات، ليتوب تائب، ويقلع مقلع، ويتذكّر متذكِّر، ويزدجر مزدجرٌ، وقد جعل سبحانه الاستغفار سبباً لدور الرزق رحمةً للخلق، فقال: «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارا»إلى آخره»[8] .