91/11/17
بسم الله الرحمن الرحیم
صلاة الاستسقاء
موضوع: صلاة الاستسقاء
الفصل الخامس
في الصلوات المرغّبات في أحكام صلاة الاستسقاء
وهي قسمان: النوافل ، وقد ذكرناها و ما عدا ذلك فهو ينقسم على قسمين فمنه ما لا تخصّ وقتاً بعينه، وهذا القسم كثيرٌ، غير أنّا نذكر مهمّه وهو صلواتٌ: الأُولى صلاة الاستسقاء وهي مستحبّة عند غَوْر الأنهار وفتور الأمطار. (1)
(1) الصلوات المندوبة على قسمين:
قسم منها: وهو النوافل المرتّبة في اليوم التي مضى بحثها تفصيلاً ولا نعيد.
وقسم منها: غير ذلك، وهو أيضاً على قسمين:
فمنها: ما لا يكون مختصّاً بوقتٍ خاص، وهي كثيرة بل لا حصر لها، فقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله «الصلاة خيرٌ موضوع فمن شاء استقلّ ومن شاء استكثر»، غاية الأمر أنّ المصنّف رحمهالله قد ذكر ما هو المهمّ منها، وهي صلواتٌ:
الأُولى: صلاة الاستسقاء:
وهي مستحبّة عند تحقّق الجَدْب ، والجَدْب عبارة: (عمّا انقطع عنه المطر فيبست أرضه، فهو جَدْب)[1] ، ولذلك قال المصنّف: (هو عبارة عن غور الأنهار وفتور الأمطار). واستحبابها ممّا لا خلاف فيه بيننا، بل وبين غيرنا ممّن يُحفظ عنه العلم عدا أبي حنيفة ، فجعل السُنّة عند ذلك الدُّعاء خاصّة، وقد سبقه الإجماع ولحقه ، واستسقاء النّبيّ صلىاللهعليهوآله بغير صلاةٍ واكتفائه بالدعاء على المنبر كما في رواية، لا يوجب ولا يدلّ على عدم المشروعيّة، إذ لا ريب في جواز الدُّعاء بدون إتيان الصلاة، كما يجوز ويستحبّ إتيانها مع الدُّعاء كما ورد في رواية اُخرى قد نقلت عن عائشة وأبي هريرة وابن عبّاس وعقبة، أنَّه صلىاللهعليهوآله صلّى ركعتين أيضاً للاستسقاء[2] . بل حتّى في القضيّة السابقة أيضاً نُقل عن عائشة أنَّه نزل من المنبر فصلّى ركعتين[3] .
بل الاستسقاء أمرٌ محبوب كان ثابتاً في الزمن السابق أيضاً، كما أُشير إلى ذلك في قوله تعالى: «وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ»[4] ، بل وهكذا نقل عن سليمان النّبيّ عليهالسلام، فقد روى الصدوق عطّر الله مرقده عن حفص بن غياث، عن الصادق عليهالسلام، أنّه قال:
«إنّ سليمان بن داود عليهالسلام خرج ذات يومٍ مع أصحابه يستسقي فوجد نملة قد رفعت قائمة من قوائمها إلى السماء، وهي تقول: اللهمَّ إنّا خلقٌ من خَلقك ولا غِنى بنا عَن رِزْقك، فلا تُهلكنا بذنوب بَني آدم! فقال سليمان عليهالسلاملأصحابه: ارجعوا فقد سُقيتم بغيركم»[5] .