91/11/16
بسم الله الرحمن الرحیم
مسائل خَمس
موضوع: مسائل خَمس
الثانية: قد يوجب عروض العارض وجوب القطع أو رجحانه، حتّى على القول بحرمة القطع، فضلاً عن القول بالجواز، هذا إذا كان الخوف على الثانية فقط، لأنّ التشريك يستلزم تكرار الأدعية، المستلزم لطول المكث للجنازة الثانية، الموجب لعروض عارض من التفسّخ والتناثر، فلابدّ من قطع الصلاة وإتيان الصلاة لخصوص الثانية بلا تشريك ، إلاّ إذا كان لحوق الثانية في آخر دعاء الرابعة حين ارادة الإتيان بالتكبيرة الخامسة، فحينئذٍ يأتي بالتكبير مشتركاً من الأُولى بالخامسة وللثانية بالاُولى، والدعاء لخصوص الثانية بالشهادتين.
الثالثة: ما لو كان الخوف على الجنازتين معاً، فلابدّ أن يلاحظ ما هو الأقلّ زماناً من القطع والتشريك إذا فرض اللّحوق في الأثناء، ولعلّ الغالب هنا كون التشريك هو أقلّ زماناً من القطع، لما عرفت من كونه مستلزماً لإبطال ما أتى به، إلاّ أن يكون الإلحاق بعد التكبيرة الأُولى، فإنّ القطع حينئذٍ لا يوجب تأخيراً يُعتدّ به.
الفرع الثالث: لو صلّى صلاة واحدة على الجنائز المتعدّدة شرّك بينهم فيما يتّحد لفظه، مثل كون الجنازتين مؤمنين أو مؤمنتين، أو كونهما ثلاثاً كذلك، حيث إنّها متّحدة من حيث الجنس والدعاء والوصف، فالحكم فيها واضح.
وأمّا لو كانت الجنازة متعدّدة ومختلفة من حيث الجنس بالذكورة والاُنوثة، ومن حيث الوصف بالإيمان والنفاق والاستضعاف، ومن حيث السِّن بالكبر والصغر، فلابدّ له من إتيان الدُّعاء مختلفاً، بأن يأتي لكلّ واحدة منها ما هو حقّها ووظيفتها من حيث الدُّعاء ، وفي التقديم والتأخير مخيّرٌ، وإن كان رعاية ما هو الأفضل بالتقديم كالمؤمن والمنافق، أو المؤمن والمجهول، أو المؤمن والمستضعف، والمؤمن والمؤمنة إن لم يكن مشتركاً في بيان الدُّعاء أمراً حسناً.
بل قد يمكن مع اتّحاد الصنف رعاية تثنية الضمير وجمعه وتذكيره وتأنيثه ، أو يأتي بالتذكير مطلقاً، بأن يراد بالمرجع الميّت ، أو بالتأنيث مطلقاً بأن يراد به الجنازة.
قال صاحب «الروضة»: (إنّ التذكير أَوْلى).
كما لا فرق فيما ذكرنا في الاشتراك ورعاية المرجع بين كون التشريك من الأوَّل أو حدث في الأثناء.
هذا ختام المباحث المرتبطة بصلاة الجنازة، وذكرنا كلّ ما يتعلّق بها من الأحكام على حسب عبارات المحقّق الحلّي في «الشرايع»، وباحثنا فيها بما يقتضي المورد من ذكره ، و أشرنا في كلّ مسألة كلّ ما خطر ببالنا من الشقوق والوجوه المتصوّرة فيها على حسب وسعنا و ضرورة ذكرها، فلنحمد الله على ما وفّقنا على ذلك ، وكان ختامه يوم الأحد الحادى و العشرون من شهر جمادى الأولى، سنة 1434 من الهجرة النبويّة، على مهاجرها آلاف التحية و الصلوات، والحمدُ لله أوّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً.