91/08/15
بسم الله الرحمن الرحیم
مسنونات صلاة الاموات
موضوع: مسنونات صلاة الاموات
و قال صاحب «كشف اللّثام» نقلاً عن ابن سعيد: (إذا صلّى على جنازة ثمّ حضر من لم يُصلِّ عليها، صلِّ عليها ولا بأس أن يؤمّ به الإمام الذي صلّى أوّلاً).
ثمّ قال: (وظاهره نفي الكراهة و قد أجاد في نفيه البأس عن تكرير الإمام، لما تظافر من أخبار تكرير النّبيّ صلىاللهعليهوآله على حمزة وفاطمة بنت أسد ، وأمير المؤمنين على سهل، وشيث على آدم عليهمالسلام). انتهى ما في «الكشف».
والحاصل: أنّ الأقوال في حكم تكرار صلاة الجنازة متعدّدة:
قولٌ بالجواز مع الكراهة مطلقاً، سواءٌ كان التكرار من الإمام أو من غيره، وسواءٌ كان مع الجماعة أو فرادى، و سواءٌ خيف على الميّت حادثة بالتكرار أو لم يخف عليه حادثة، وهذا هو قول المشهور كما عليه إطلاق كلام الماتن.
وفي قِبال هذا توقّف بعض متأخّري المُتأخِّرين في أصل الجواز مطلقاً، أو للمصلّي الواحد، فصارت ثلاثة أقوال.
و القول الرابع: لابن إِدريس من اختصاص الكراهة بخصوص الجماعة لا الفرادى، تمسّكاً بعدّة أخبار:
منها: بأنّ الصحابة صلّوا على رسول الله صلىاللهعليهوآله فرادى متكرّراً، كما نقله الطبرسي في كتابه «إعلام الورى بأعلام الهُدى» عن «كتاب أبان بن عثمان»، أنَّه حدّث عن أبي مريم، عن أبي جعفر عليهالسلام وذكر حديث تجهيز رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أن قال:
«قال النّاس: كيف الصلاة عليه؟ فقال عليّ عليهالسلام: إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهإمامنا حيّاً وميّتاً ، فدخل عليه عشرة عشرة فصلّوا عليه يوم الاثنين وليلة الثلاثاء حتّى الصباح ويوم الثلاثاء، حتّى صلّى عليه كبيرهم وصغيرهم ذَكَرهُم وأُنثاهم ضواحي المدينة بغير إمام»[1] .
و منها: رواية اُخرى لأبي مريم الأنصاري، قال: «سمعتُ أبا جعفر عليهالسلاميقول: كُفّن رسول الله صلىاللهعليهوآله في ثلاثة أثواب، وجُعل وسط البيت، فإذا دخل قوم داروا به وصلّوا عليه ودعوا إِليه ثمّ يخرجون ويدخل آخرون»[2] .
وعلى نقل «الكافي» بعد قوله: (فداروا حوله): «ثمّ وقف أمير المؤمنينعليهالسلام في وسطهم، فقال: «إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ» الآية، فيقول القوم كما يقول حتّى صلّى عليه أهل المدينة وأهل العوالي»[3] .
و منها: صحيحة الحلبي أو حسنتها، عن الصادق عليهالسلام: «أتى العبّاس عليّاً أمير المؤمنين عليهالسلام فقال: يا عليّ إنّ الناس قد اجتمعوا أن يدفنوا رسول الله صلىاللهعليهوآله في بقيع المصلّى وأن يؤمّهم رجلٌ منهم، فخرج أمير المؤمنين عليهالسلام إلى الناس فقال: أيّها الناس إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله إمامنا حيّاً وميّتاً، وقال: إنّي أدفنُ رسول الله صلىاللهعليهوآله في البقعة التي قُبض فيها، ثمّ قام على الباب فصلّى عليه، ثُمّ أمر الناس عشرة عشرة يصلّون عليه ويخرجون»[4] .