91/07/29
بسم الله الرحمن الرحیم
مسنونات صلاة الاموات
موضوع: مسنونات صلاة الاموات
وقال صاحب «الجواهر» بعد نقل هذه الأقوال: (قلت: لعلّ الاستضعاف مراتب مختلفة، كما أنَّه يكون من قصور العقل وغيره، ويلحق بالصورة بإسم المؤمنين أو المخالفين).
أقول: إذا رجعنا إلى لسان الأخبار الواردة في بيان هذا الصنف من الناس، نجد أنّ ما ذكره ابن إِدريس وما يشابهه يكون أقرب الى المتبادر الى الأذها، والأخبار عديدة:
منها: عليّ بن سويد، عن أبي الحسن موسى عليهالسلام، قال: «سألته عن الضعفاء؟ فكتب إليّ: الضعيف مَن لم ترفع إِليه حجّة ولم يعرف الاختلاف، فإذا عرف الاختلاف فليس بمستضعف»[1] .
و منها: خبر أبي سارة إمام مسجد بني هلال، عن أبي عبدالله عليهالسلام، قال: «ليس اليوم مستضعف أبلغ الرجال الرجال والنساء النساء»[2] .
و منها: حديث سفيان بن السمط البجلي، قال: «قلتُ لأبي عبدالله عليهالسلام: ما تقول في المستضعفين؟ فقال شبيهاً بالفزع: فتركتم أحداً يكون مستضعفاً ، وأين المستضعفون؟! فو الله لقد مشى بأمركم هذا العواتق إلى العواتق في خدورهنّ، وتحدّث به السقايّات في طريق المدينة»[3] .
و منها: رواية أبي بصير، قال: «قال أبو عبدالله عليهالسلام: مَن عرف اختلاف الناس فليس بمستضعفٍ»[4] .
ومثله خبر أبي حنيفة و هو من أصحابنا[5] .
و منها: حديث زرارة، قال: «سألت أبا جعفر عليهالسلام عن المستضعف؟ فقال: هو الذي لا يستطيع حيلة يدفع بها عنه الكفر، ولا يهتدي بها إلى سبيل الإيمان ، لا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر.
قال: والصبيان، ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان»[6] .
و منها: حديثٌ آخر لزرارة، عن أبي جعفر عليهالسلام: «ما يمنعك من البُله من النساء المستضعفات اللاّتي لا ينصبن ولا يعرفن ما أنتم عليه، وممّن لا يعرف الاختلاف، أشباه الصبيان ممّن ليس له مزيد تمييز يمكنه به معرفة الحقّ أو يبعثه على الفساد والبغض لنا»[7] .
و منها: رواية سُليم بن قيس، عن الحسن عليهالسلام: «إنّ الناس ثلاثة:
مؤمنٌ يعرف حقّنا ويُسلّم ويأتمّ بنا فذلك ناجٍ مُحبٌّ لله ولي.
وناصبٌ لنا العداوة، يبرأ منّا ويلعننا و يستحلّ دمائنا، ويجحد حقّنا، ويدين الله بالبراءة منّا، فهذا كافرٌ مشركٌ فاسق، وإنّما كفر وأشرك من حيث لا يعلم، كما يسبّوا الله من غير علمٍ كذلك يشرك بالله بغير علم.
ورجلٌ أخذ ممّا لا يختلف فيه وردّها أُشكل عليه إلى الله تعالى مع ولايتنا، ولا يأتمّ بنا ولا يعادينا، فنحنُ نرجوا أن يغفر الله له ويُدخله الجنّة، فهو مسلمٌ ضعيف»[8] .
و منها: رواية إسماعيل الجعفي، قال: «سألت أبا جعفر عليهالسلام عن الدين الذي لا يسع العباد جهله إلى أن قال:
قلت: فهل يسلم أحدٌ لا يعرف هذا الأمر؟ فقال: لا، إلاّ المستضعفين.
قلت: ومَن هُم؟ قال: نساؤكم وأولادكم ، ثمّ قال: رأيت أُمّ أيمن فإنّي أشهد أنّها من أهل الجنّة وما كانت تعرف ما أنتم عليه»[9] .