« فهرست دروس
درس خارج فقه استاد سیدمحمدعلی علوی‌گرگانی

91/07/24

بسم الله الرحمن الرحیم

مسنونات صلاة الاموات

موضوع: مسنونات صلاة الاموات

وثانيهما: أَبْيَن من الأوَّل في معنى الشفاعة، وهو لثابت ابن أبي المِقدام، قال: «كنتُ مع أبي جعفر عليه‌السلام فإذاً بجنازة لقوم من جيرته فحضرها وكنتُ منه قريباً فسمعته يقول: اللهمَّ إنّك أنت خلقت هذه النفوس، وأنتَ تُميتها، وأنت تُحييها، وأنتَ أعلم بسرائرها وعلانيتها ومستقرّها ومستودعها، اللهمَّ وهذا عبدك ولا أعلم منه شرّاً وأنتَ أعلم به، وقد جئناك شافعين له بعد موته ، فإن كان مستوجباً فشفّعنا فيه، واحشره مع مَن كان يتولاّه»[1] .

حيث يظهر من هذا الحديث أنّ الميّت كان من المستضعفين، لا من مجهول الحال عنده، خصوصاً مع قوله: (كان من جيرته)، المستوجب لمعرفة حاله بحسب الغالب من حيث المذهب وغيره، ولذلك أراد شفاعته من باب أداء حقّ الجوار الذي كان عليه.

ومنها: رواية زرارة ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه‌السلام، أنَّه قال:

«الصلاة على المستضعف والذي لا يُعرف مذهبه؛ تُصلّي على النّبي صلى‌الله‌عليه‌و‌آلهويُدعى للمؤمنين والمؤمنات، ويقال: اللهمَّ اغفر للّذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقِهم عذاب الجحيم، ويقال في الصلاة على ما لا يعرف مذهبه: اللهمَّ إنّ هذه النفس أنت أحييتها وأنت أمتّها ، اللهمَّ ولّها ما تولّت واحشرها مع مَن أحبّت»[2] .

ومنها: رواية اُخرى لمحمّد بن مسلم. عن أحدهما عليهماالسلام، قال:

«الصلاة على المستضعف والذي لا يُعرَف؛ الصلاة على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله والدُّعاء للمؤمنين والمؤمنات، تقول: ربّنا اغفر للّذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم إلى آخر الآيتين»[3] .

والآية الاُخرى هي قوله تعالى: «وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»[4] .

ومنها: رواية الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه‌السلام، قال: «إذا صلّيت على المؤمن فادعُ له واجتهد له في الدُّعاء، وإن كان واقفاً مستضعفاً فكبّر، وقُل: اللهمَّ اغفر للّذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم»[5] .

والظاهر عدم ذكر الآية الثانية في فتاوى الأصحاب، كما اعترف به صاحب «الجواهر» إلاّ ما يُحكى عن الجُعفي، فقد قال بعد ذكر الآية الأُولى إلى آخر الآيات بالجمع، حيث يحتمل إرادة الآيتين ، و الله العالم.

 

فروع الدعاء للميّت في الرابعة

الفرع الأوَّل: الظاهر عدم توقيفيّة الدُّعاء، بأن يدعو مطابقاً لما ورد و ذُكر فقط، و ذلك بملاحظة الإطلاقات السابقة بالتحريك والترغيب إلى أصل الدُّعاء للمؤمن له وبالمنافق عليه، فلعلّ المراد هو جنس الدُّعاء كما سمعت مثل ذلك في المؤمن والمنافق ، وإلى ذلك أَوْمأَ ما هو المحكى عن الإسكافي من أنَّه إن كان مستضعفاً دعا للمؤمنين والمؤمنات.

نعم، اتّباع ما ورد في النصوص أظهر وأجدر لاحتمال تقييد الإطلاقات بتلك النصوص.

 


[1]  .
[2] و 2 الوسائل، ج2، الباب3 من أبواب صلاة الجنازة، الحديث 1 و 2.
[3]  .
[5] الوسائل، ج2، الباب3 من أبواب صلاة الجنازة، الحديث 3.
logo