91/07/17
بسم الله الرحمن الرحیم
مسنونات صلاة الاموات
موضوع: مسنونات صلاة الاموات
اللهمَّ إلاّ أن يراد من احتفاء الإمام، احتفاؤه حتّى من الخفّ لا خصوص النعل حتّى يرد عليه ما عرفت ، فلازم ذلك هو إثباته بدليل الإجماع في مورد التسامح في أدلّة السنن، وهو غير بعيد.
(1) إنّ رفع اليدين في صلاة الميّت مستحبّ في الجملة قطعاً، غاية الأمر أنّ ثبوت هذا الاستحباب في التكبيرة الأُولى ممّا لا خلاف فيه، والمسألة إجماعيّة محصّلاً ومنقولاً مستفيضاً إن لم يكن متواتراً ، بل لعلّه إجماع أهل العلم كما عن «التذكرة» و «المنتهى» وظاهر «المعتبر»، بل هو مقبولٌ عند الفريقين من العامَّة والخاصّة، كما لا خلاف في النصوص كالفتاوى.
نعم، إنّما وقع الخلاف في استحباب رفع اليدين في البواقي بين العامَّة والخاصّة:
أمّا العامَّة: فقد ذهب إلى استحبابه في البواقي عددٌ كبير منهم خلافاً للآخرين، قال صاحب «المغني»: (أجمع أهل العلم على أنّ المصلّي على الجنائز يرفع يديه في أوّل تكبيرة يكبّرها، وكان يرفع عند كلّ تكبيرة ابن عُمر وسالم وعمر بن عبد العزيز وعطاء وقيس بن أبي حازم والزُّهري وإسحاق وابن المنذر والأوزاعي والشافعي.
وقال مالك والثوري وأبو حنيفة: لا يرفع يديه إلاّ في الأُولى، لأنّ كلّ تكبيرة مقام ركعة، ولا ترفع الأيدي في جميع الركعات)[1] . انتهى كلامه.
و أمّا الخاصّة: فقد اختلفوا أيضاً فذهب جماعة عدّة منهم إلى عدم الوجوب، وهو المنقول عن الشيخين وابن زُهرة والقاضي والتقي والبصري والعماد الطوسي والديلمي والعجلي والفاضل في «المختلف» وابن إِدريس ، بل في «الذكرى» و «المدارك» وأكثر الأصحاب أن لا يرفع إلاّ في الأُولى ، بل في «كشف اللّثام» وغيره أنَّه المشهور بمعنى عدم استحبابه في غيرها، وإليه يرجع ما في «الذكرى» أنّ الخروج عن جمهور الأصحاب بخبر الواحد فيه ما فيه، بل في «الغنية» والمحكي عن «شرح القاضي» الإجماع عليه.
خلافاً لعدّة كثيرة أو أكثر من الذهاب إلى الاستحباب، وهو على ما في «الجواهر» يفوق عددهم عن الثلاثين، وهم: والد الصدوق، وأصحاب «التهذيب» و «الاستبصار» و «الجامع» و «النافع» و «المعتبر» و «التذكرة» و «التحرير» و «التلخيص» و «الإرشاد» و «نهاية الأحكام» و «القواعد» و «البيان» و «الدروس» و «اللّمعة» و «الموجز» و «التنقيح» و «كشف الالتباس» و «جامع المقاصد» و «فوائد الشرائع» و «حاشية الميسي» و «الروض» و «الروضة» و «المسالك» و «مجمع الفائدة و البرهان» و «المفاتيح» و «الحدائق» و «المدارك» و «المنظومة» على ما حُكي عن البعض، بل عن «كشف الالتباس»: (أنَّه المشهور)، بل عن «الروض»: (أنّ عمل الطائفة عليه الآن)، بل في «مفتاح الكرامة» عن «شرح الجعفريّة»: (أنَّه إجماعي)، لكن أضاف: (لعلّ النسخة غير صحيحة كما هو الظاهر)، وهو مختار صاحب «الجواهر» حيث قال: (لعلّه الأقوى) ، وكذا صاحب «مصباح الفقيه»، بل عليه المُتأخِّرين كما لا يخفى.