درس خارج فقه استاد توکل

موضوع : احکام و آداب المحتضر ، الطهارة

و هي أمور الأول أن يمس في حال النزع- فإنه يوجب أذاه. الثاني تثقيل بطنه بحديد أو غيره. الثالث إبقاؤه وحده فإن الشيطان يعبث في جوفه. الرابع حضور الجنب و الحائض عنده حالة الاحتضار. الخامس التكلم الزائد عنده. السادس البكاء عنده. السابع أن يحضره عمله الموتى. الثامن أن يخلى عنده النساء وحدهن خوفا من صراخهن عنده.[1]

و لا بأس بذکر بعض الروایات تیمناً فی بعض هذه الموارد.

فعن عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ علیه السلام الْمَرْأَةُ تَقْعُدُ عِنْدَ رَأْسِ الْمَرِيضِ وَ هِيَ حَائِضٌ فِي حَدِّ الْمَوْتِ فَقَالَ لَا بَأْسَ أَنْ تُمَرِّضَهُ فَإِذَا خَافُوا عَلَيْهِ وَ قَرُبَ ذَلِكَ فَلْتَتَنَحَّ عَنْهُ وَ عَنْ قُرْبِهِ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى بِذَلِكَ .[2]

تمرض بالفارسیة پرستاری کردن - فلتنح : کناره گیری کردن

فکذا ما عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ لَا تَحْضُرِ الْحَائِضُ الْمَيِّتَ وَ لَا الْجُنُبُ عِنْدَ التَّلْقِينِ وَ لَا بَأْسَ أَنْ يَلِيَا غُسْلَهُ .[3]

و ظاهر النهی و ان کان یدل علی الحرمة و لکن بقرینة سائر الروایات – کالروایات الاولی التی مرّ بیانها آنفاً –ان النهی یدل علی الکراهة لا الحرمة.

و فی الامر الثالث : فعن ابی خَدِيجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ لَيْسَ مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ وَ يُتْرَكُ وَحْدَهُ إِلَّا لَعِبَ الشَّيْطَانُ فِي جَوْفِهِ .[4]

و الظاهر ان المراد من لعب الشیطان فی الجوف هو الوسوسة فی قلبه و ذهنه حتی ینحرف عن التوجه الی الله تعالی.

و فی الامر الاول : فعَنْ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ ثَقُلَ ابْنٌ لِجَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام جَالِسٌ فِي نَاحِيَةٍ فَكَانَ إِذَا دَنَا مِنْهُ إِنْسَانٌ قَالَ لَا تَمَسَّهُ فَإِنَّهُ إِنَّمَا يَزْدَادُ ضَعْفاً وَ أَضْعَفُ مَا يَكُونُ فِي هَذِهِ الْحَالِ وَ مَنْ مَسَّهُ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ أَعَانَ عَلَيْهِ فَلَمَّا قَضَى الْغُلَامُ أَمَرَ بِهِ فَغُمِّضَ عَيْنَاهُ وَ شُدَّ لَحْيَاهُ.[5]

و لایخفی علیک ان الله تبارک و تعالی بالحکمة الالهیة قد نفخ فی النطفة بعد استقراره فی الرحم الروح النامیة لرشدها و تکاملها کما نفخ هذه الروح فی النباتات و الحیوانات ثم بعد مضی مدة نفخ فیها مرة اخری الروح الحیوانیة کما نفخت فی الحیوانات دون النباتات و بعد مضی اربعین یوماً نفخ فیها الروح الناطقة التی هی الفصل الممیزّ بین الانسان و الحیوان و بعد القبض و تحقق النزع قد خرجت عنها الروح الناطقة و لکن بقیت فی البدن الروح الحیوانیة و النامیة و لاجل ذلک امر الناس بالمراعاة عند المیت حتی بعد القبض و لکن عند النزع و زمان الاحتضار و السکرات لکان بدن المحتضر فی ضیق شدید اعاذنا الله منه و ما اضعف الناس فی هذه الحالة.

و لاجل ذلک امر الناس بعدم مسّ بدن المحتضر و عدم البکاء عنده و کذا لزوم مراعاة الغاسل حین التغسیل و حین تقلبه الی الیمین و الیسار لانه قد مضی علیه ساعات شدیدة و حالات عظیمة لایدرکها الا من ابتلی بها و صراخ النساء و البکاء بصوت عال یوجب ایذائه و فی بعض الموارد یوجب انصراف توجهه من الله تعالی الی امر دنیوی غیر نافع له لو لم یکن مضراً بحاله.

لا يحرم كراهة الموت نعم يستحب عند ظهور أماراته أن يحب لقاء الله تعالى.[6]

و فی المقام روایات متعددة تدل علی ذلک:

* فعَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صلی الله علیه و آله قَالَ يَا رَبِّ مَا حَالُ الْمُؤْمِنِ عِنْدَكَ قَالَ يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيّاً فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ وَ أَنَا أَسْرَعُ شَيْ‌ءٍ إِلَى نُصْرَةِ أَوْلِيَائِي وَ مَا تَرَدَّدْتُ فِي شَيْ‌ءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كَتَرَدُّدِي فِي وَفَاةِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَ أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ .[7]

* عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَ مَنْ أَبْغَضَ لِقَاءَ اللَّهِ أَبْغَضَ اللَّهُ لِقَاءَهُ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَوَ اللَّهِ إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ قَالَ لَيْسَ ذَلِكَ حَيْثُ تَذْهَبُ‌ إِنَّمَا ذَلِكَ عِنْدَ الْمُعَايَنَةِ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ فَلَيْسَ شَيْ‌ءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَقَدَّمَ وَ اللَّهُ تَعَالَى يُحِبُّ لِقَاءَهُ وَ هُوَ يُحِبُّ لِقَاءَ اللَّهِ حِينَئِذٍ وَ إِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلَيْسَ شَيْ‌ءٌ أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنْ لِقَاءِ اللَّهِ وَ اللَّهُ يُبْغِضُ لِقَاءَهُ .[8]

عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قَالَ شَيْئَانِ يَكْرَهُهُمَا ابْنُ آدَمَ الْمَوْتُ وَ الْمَوْتُ رَاحَةُ الْمُؤْمِنِ مِنَ الْفِتْنَةِ وَ يَكْرَهُ قِلَّةَ الْمَالِ وَ قِلَّةُ الْمَالِ أَقَلُّ لِلْحِسَابِ .[9]