< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد توکل

95/10/28

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : احکام الحیض، الحیض، الطهارة

و قال المحقق الخویی رداً لما ذهب الیه صاحب الحدائق ما هذا لفظه : علی ان الروایة انما تدل علی مسلک المشهور فی نفسها و لا دلالة علی ما ذهب الی صاحب الحدائق و ذلک انها صرّحت فی غیر واحدة من جملاتها علی ان مبدأ احتساب العشرة اول یوم رأت المرأة فیه الدم و علیه فاذا فرضنا انها رأت الدم یومین ثم انقطع تسعة ایام و هما احد عشر یوماً و رآت الدم الیوم الثانی عشر فمقتضی هذه الروایة انه لیس بحیض لانها رأته بعد مضی عشرة ایام من اول یوم رأت الدم مع انه من الحیض علی مسلک صاحب الحدائق لانه لا مانع علی مسلکه من ان یتخلل اقل من عشرة بین حیضة واحدة فعشرة الحیض انما هی مجموع ایام رؤیة الدم و ایام النقاء علی ما دلت علیه الروایة .[1]

اقول : ان الظاهر انه وقع سهو من قلمه الشریف لانه قال فی المثال ان المرأة رأت الدم یومین ثم انقطع تسعة ایام و هما احد عشر یوماً و رأت الدم الیوم الثانی عشر فمقتضی هذه الروایة انه لیس بحیض لانها رأته بعد مضی عشرة ایام - انتهی کلامه . مع ان الحیض اقله ثلاثة ایام فاذا رأت المرأة الدم یومین ثم انقطع الدم و حصل النقاء فلا یتحقق فی حقها حیض لان الدم فی اقل من ثلاثة ایام یحتسب من الاستحاضة او غیرها فهی طاهرة من حیث الحیضیة و النقاء بعد الیومین ایضاً استمراراً فی تلک الطهارة - من الحیض - فاذا رأت الدم فی الیوم الثانی عشر فلزم علیها مراعاة شرائط الحیضیة ثم الحکم بانه حیض و لکن اذا قال - فی المثال- اذا رأت المرأة الدم ثلاثة ایام - مع شرائطها ثم انقطع الدم ثمانیة ایام فکان مجموعهما احد عشر یوماً ثم اذا رأت الدم لکان بعد العشرة فیحتسب من الاستحاضة لخروج الدم عن العشرة کما ان الروایة ایضاً صرّحت بقوله (ع)فان استمر الدم ثلاثة ایام فهی حائض .فالدم بیومین قبل النقاء لم یکن من الحیض و ایضاً یرد علی صاحب الحدائق ، ان الروایة صرحت بانها بعد انقطاع الدم اغتسلت و صلّت و انتظرت فالانقطاع لایدل علی ان المراة طاهرة بل المراة فی ایام الانقطاع تکون علی صورة الانتظار - کما صرح بهذا التعبیر نفس الروایة - من تعیین ماهیة الانقطاع فان استمر الانقطاع الی اخر العشرة فالنقاء یحسب من الطهر و الدم الذی رأته المرأة اول الامر یحسب من الحیضیة و لکن اذا انقطع فی العشرة و لم یتجاوز عنها بل رأت الدم مرة اخری و لکن ینقطع فی العشرة فالدم الاول و الانقطاع بعده و الدم الثانی کلها یحسب من الحیضیة و لکن اذا رأت الدم فی العشر و بعد الانقطاع یستمر الدم و تجاوز عن العشر فالدم الذی رأته اول الامر یحکم بالحیضیة و اما الدم الثانی الذی تجاوز عن العشرة یحکم بعدم الحیضیة لاجل تجاوزه عن العشرة کما سیأتی الکلام فیه ان شاء الله و اما النقاء ما بین الدمین لایحتسب من الحیض لان الدم الثانی یکون من الاستحاضة فلیس النقاء بین الدمین الحیضین حتی یحتسب من الحیض فالنقاء محکوم بالطهارة کما ان الدم الثانی ایضاً - کما مرّ - محکوم بعدم الحیضیة فاذا فرض انها تترک الصلوة و الصیام فی ایام النقاء للزم علیها قضائهما لانها کانت فی ایام الطهارة فوجب علیها العمل باحکام الطاهرة .

و الاولی ان ترفع الید عن هذه الروایة مع الضعف فی سندها و الاغلاق فی متنها و وجود نسخة بدل فی بعض فقراتها لان فی الروایة قال (ع) فاذا حاضت المرأة و کان حیضها خمسة ایام ثم انقطع الدم اغتسلت و صلّت فان رأت بعد ذلک الدم و لم یتمّ لها یوم طهرت عشرة ایام - الخ- فان الشیخ الاعظم نقل عن بعض النسخ المعتبرة من یوم طمثت - لا یوم طهرت - فالاولی عدم البحث عنها و لکن بحثنا عن بعض فقراتها لتعرض الاعلام لها .

و استدل صاحب الحدائق ایضاً بموثقة مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ -علیه الصلوة و السلام - قَالَ أَقَلُّ مَا يَكُونُ الْحَيْضُ (ثَلَاثَةٌ) وَ إِذَا رَأَتِ الدَّمَ قَبْلَ عَشَرَةِ أَيَّامٍ فَهُوَ مِنَ الْحَيْضَةِ الْأُولَى وَ إِذَا رَأَتْهُ بَعْدَ عَشَرَةِ أَيَّامٍ فَهُوَ مِنْ حَيْضَةٍ أُخْرَى مُسْتَقْبِلَةٍ .[2]

تقریب الاستدلال ان المراد بالعشرة الثانیة هو عشرة الطهر اجماعاً کما ان الروایات تدل علی ان الحیضیة الثانیة لزم ان یکون بینها و بین الحیضیة الاولی عشرة ایام او اکثر من النقاء و هذه الشرطیة ایضاً مذکورة فی الحیضیة الاولی بان الحیضیة الاولی لزم ان لا تتجاوز عن العشرة بعد الحاق الدم الثانی بالدم الاولی و ان کان بینهما النقاء بتسعة ایام حتی یکون مجموع الدمین العشرة او ما دونها و اللازم من ذلک کون النقاء بین الدمین ( فی الحیضیة الاولی ) من الطهر لانه لو یحتسب مجموع الدمین و النقاء بینهما کلها من ایام الحیض للزم ان یکون الحیض اکثر من العشرة و هو خلاف الاجماع کما اذا رأت المرأة الدم اربعة ایام ثم حصل لها النقاء تسعة ایام ثم رأت الدم خمسة ایام - مثلاً- و لو کان النقاء حیضاً لکان حیض هذه المرأة ثمانیة عشر ایام فهو خلاف بالاجماع و لو کان النقاء من الطهر - دون الحیض - لکان حیضها تسعة ایام و هو ما دون العشرة من مجموع الدم الاول و الدم الثانی ففی هذه الصورة لایرد الاشکال لعدم تجاوز العادة عن العشرة .

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo