< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد توکل

92/10/28

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : العجب، الثالث عشر : الخلوص، شرایط الوضو، الطهارة
اما العجب المتاخر من العمل : فالمشهور من الاعلام کما ادعی علیه الاجماع هو عدم البطلان لانه بعد الفراغ من العمل لا وجه للبطلان لان العجب لایوجب انقلاب العمل عما کان علیه من الصحة و سیاتی الکلام فی مفاد بعض الروایات لانها مع الغض عن ضعف سند بعضها لا تدل علی البطلان ایضاً لان العجب لیس باعظم من الکفر فلو کفر احد ثم اسلم بعده لم یکن دلیل علی لزوم اعادة الاعمال السابقة فکیف بالعجب الذی کان اقل وزراً من الکفر و لو ان عبداً اتی باعمال فی مدة عمره الذی بلغ ستین سنة ثم اعجب من اعماله و دخله العجب فهل یمکن القول ببطلان اعماله السابقة فی طول عمره مع ان اللازم من القول بالبطلان هو اعادة الاعمال السابقة فی الوقت او القضاء فی خارجه و هو کما تری مضافاً الی عدم الفرق بین الاعمال السابقة فی الوقت او فی خارجه فان العجب ان یوجب البطلان فیحکم ببطلان جمیع الاعمال فی الوقت او فیما مضی وقته و الامر کذلک فی صورة عدم البطلان و قوله علیه الصلوة والسلام: عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ-علیه الصلوة و السلام- قَالَ سَيِّئَةٌ تَسُوؤُكَ خَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ حَسَنَةٍ تُعْجِبُكَ .[1]
فالمراد من قوله تسؤک هو الندامة الحاصلة من التوبة و انه عمل یوجب الثواب و من البدیهی انه خیر من العجب الذی یذهب بثواب العبادة و لایبقی لصاحبها ثواب و علی ای حال ان العجب لایوجب انقلاب العمل عما وقع علیه من الصحة مضافاً الی خبر يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ - علیه الصلوة و السلام - قَالَ قِيلَ لَهُ وَ أَنَا حَاضِرٌ الرَّجُلُ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ خَالِياً فَيَدْخُلُهُ الْعُجْبُ فَقَالَ إِذَا كَانَ أَوَّلَ صَلَاتِهِ بِنِيَّةٍ يُرِيدُ بِهَا رَبَّهُ فَلَا يَضُرُّهُ مَا دَخَلَهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَلْيَمْضِ فِي صَلَاتِهِ وَ لْيَخْسَأِ الشَّيْطَانَ.[2]
فالمصرح فیها هو صحة العمل فی العجب الطاری علی العمل فضلا عن العجب المتاخر فلایوجب بطلان العمل .
( متن سید ) كذا المقارن و إن كان الأحوط فيه الإعادة .
و المراد من العجب المقارن هو العجب الذی طرء علی العبادة من اولها او فی اثنائها و المشهور هو عدم بطلان العمل بواسطته و خلاصة ما سیأتی تفصیله ان العجب یوجب تنقیص الثواب حین اعطائه او بطلانه فلا یثاب العامل بواسطة العبادة التی طرء علیها العجب و اما بطلان العمل حتی یقتضی الاعادة فی الوقت او القضاء فی خارجه فلا دلیل علیه.
و قال المحقق الحکیم ( بعد بیان حکم العجب المتاخر من عدم اقتضائه بطلان العمل ) و منه یظهر الحال فی العجب المقارن ( ای عدم اقتضائه بطلان العمل ).[3]
واما الکلام فی بعض الروایات الواردة فی مورد العجب مع انه لا دلالة فیها علی بطلان العمل .
منها : ما عن الخصال عَن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ - علیه الصلوة و السلام - قَالَ قَالَ إِبْلِيسُ إِذَا اسْتَمْكَنْتُ مِنِ ابْنِ آدَمَ فِي ثَلَاثٍ لَمْ أُبَالِ مَا عَمِلَ فَإِنَّهُ غَيْرُ مَقْبُولٍ مِنْهُ إِذَا اسْتَكْثَرَ عَمَلَهُ وَ نَسِيَ ذَنْبَهُ وَ دَخَلَهُ الْعُجْبُ.[4]
تقریب الاستدلال فی ان موردها العجب المقارن لان ابلیس انما لایبالی بما عمله ابن ادم بعد استمکانه منه لا قبله فالاعمال المتقدمة منه السابقة علی استمکان ابلیس مما یبالی بصحتها و عدم بطلانها بالعجب المتاخر و انما یبالی بما عمله بعد استکمانه فمورده العجب المقارن .
و فیه : اولاً : ان المصرح فی الروایة هو ان العمل غیر مقبول لا انه باطل مردود .
و ثانیاً : ان عدم المبالاة لکان فی عمل یقتضی المبالاة فی نفسه فقوله لا ابالی یدل علی صحة العمل بالعجب المقارن – حسب الفرض – لانه لو کان باطلاً لکان مسروراً ببطلانه فلایحتاج الی استمکان فالمراد ان العجب یوجب سقوط العمل عن التقرب الی الله تعالی لانه بعد عدم القبول فلا یعتنی به فسقط العمل عما هو الغایة للعبادات .
و ثالثاً : ان العبد اذا استکثر عمله فلا یکون له اهتمام فی ازدیاد عمله فالاعمال السابقة باقیة له و لکنها متصفة بالاستکثار و العبد اذا نسی ذنبه و لم یتب فلا یکون له اهتمام فی التوبة فینجر حکمه الی الاخرة فیعاقب علیه فالذنب لکان باقیاً له و لکنه متصف بالنسیان و الامر کذلک فی العجب بان العمل لکان باقیاً له و لکنه متصف بالعجب فهو یوجب سقوط العمل عن التقرب الذی هو الغایة لجعل العبادات مع ان عدم القبول اعم من الصحة و البطلان فلا دلیل فیها علی بطلان العمل و فساده .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo