< قائمة الدروس

بحث الأصول

الأستاذ الشیخ ناجي طالب

35/12/15

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: دلالة آيتَي الكتمان والاُذن
ذكرنا أمسِ الإستدلالَ بآية الذِّكْرِ، وهي عبارة عن قول اللهِ تعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ، فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43)بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ، وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)﴾[1][2]، وذلك بتقريب أنّ معنى﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ﴾ إستَعْلِموا أهلَ الذكر والمعرفةِ إِنْ كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ، لتَعْلَموا، فهو إذن حجّة، وإلاّ لا فائدة من السؤال، لا، بل هذا يفيدُ إعطاءَ الحجيّة لجواب أهل الذكر الذين يعلمون بالأحكام الشرعية، فالآيةُ تقول : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ لتعلموا ......

* ومن الآيات التي استدلّوا بها على حجيّة خبر الواحد : آية الكتمان، قال اللهتعالى﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِمَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ(159)﴾[3] وذلك بتقريب أنّ تحريم كتمان ما أنزل الله تعالى لا سبب له إلاّ إذا كان إظهار العلماء لعلمهم ذا فائدة، أي إنّ تحريم كتمان الروايات الشرعية لا سبب له إلاّ إذا كان قولهم حجّة شرعاً .
ويرد على هذا التقريب احتمالُ أن يكون سبب تحريم الكتمان هو أنّ إظهار الروايات والأحكام الشرعية وتبليغَها للناس قد يورِّثُ العِلْمَ بالأحكام الشرعية، فلا تدلّ الآية على وجوب قبول خبر الثقة إن لم يحصل عند الناس العِلمُ .

* ومن الآيات التي استَدلّوا بها على حجيّة خبر الواحد آيةُ الاُذُن، قال الله تعالى﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ، قُلْ أُذُنُ خَيـْرٍ لَّكُمْ، يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ، وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(61)﴾ [4]
وذلك بتقريب أنّ قوله تعالى﴿وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ﴾ معناه أنه صلّى الله عليه وآله كان يصدّق المؤمنين في أقوالهم في مجال الشبهات الموضوعية، وأوضح منها قوله تعالى﴿وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ ...


[1] قال الله تعالى﴿ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِمَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ. وَالزُّبُرِ، وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)﴾ سورة النحل

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo