< قائمة الدروس

بحث الأصول

الأستاذ الشیخ ناجي طالب

35/05/17

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: بقية الكلام في السيرة

... ومن الأمثلة المطروحة في بحث السيرة :
قيام السيرة على العمل بقول اللغوي، فنقول كنتيجة فقط : لم يثبت العمل بقول اللغوي في عصر المعصومين عليهم السلام، وذلك قبل أن نصل إلى مرحلة القول بقيام السيرة على ذلك، وسكوت المعصومين عليهم السلام وإمضائهم ...

وكنا قد ذكرنا السيرة على خبر الثقة، وقلنا إنه لا يمكن لنا أن نتمسّك بالسيرة العقلائية أو المتشرّعية على إثبات العمل بخبر الثقة في الأحكام إن لم يورث الإطمئنان، لأننا رغم بحثنا في التاريخ لم يتّضح لنا سيرتهم في ذلك، فقد نُقِلَ الإجماعُ على العمل به ونقل الإجماع على عدم العمل به . وأمّا في الموضوعات، فإنه لم يكن يوجد سيرة عقلائية على العمل بخبر الثقة في الموضوعات إلاّ إذا أورث الإطمئنان، وذلك لأنّ العقلاء لا يعملون إلاّ بما يورث الإطمئنان، طبعاً إلاّ إذا كان طبيعة الموضوع لا يحتاج إلى العلم، كما في هربِ العقلاءِ لو قيل لهم يوجد أسدٌ في هذه الغابة، فإنهم يهربون احتياطاً على أنفسهم، وكما لو قيل للصيّادين يوجد طيورٌ في المنطقة الفلانية فإنهم يذهبون إليها احتياطاً لعلّهم يجدون مبتغاهم، إذن هم يفرّون أو يذهبون لا من باب التصديق التعبّدي، وإنما من باب الإحتياط .. وأمّا بالنسبة إلى سيرة المتشرّعة في الموضوعات، فإننا نظنّ قويّاً بوجود سيرة متشرّعية في الموضوعات، لكن لم يصل ذلك إلى حدّ الإطمئنان .

ولكننا نقول اليوم : لا شكّ في قيام سيرة المتشرّعة على العمل بخبر الثقة في الأحكام والموضوعات، يدلّنا على هذا آية النبأ وغيرها والروايات المستفيضة الصريحة في حجيّة خبر الثقة في الأحكام وفي الموضوعات كحجيّة الأخذ بخبر الثقة في الوكالة، وفي أذان الثقة، وفي حجيّة خبر ذي اليد وفي توثيقات النجاشي والطوسي ...



BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo