< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ ناجي طالب

بحث الفقه

38/02/28

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : مسألة 9 من أحكام الجبائر

مسألة 9 : إذا لم يكن جرح ولا قَرح ولا كسر بل كان يضره استعمالُ الماء لمرض آخر ، فإن كان المحلّ صغيراً ـ كما في محلّ الإبرة التي يَزْرِقُها الأطبّاءُ للمريضِ للتحليل من مرض السِلّ ـ فحكمه حكم الجرح المكشوف، وإن كان يطلق عليه عرفاً أنه لا ينبغي أن يتوضّأ لمرض أو لضرر فالحكم هو التيمم ، لكن الأحوط ضم الوضوء مع وضع خِرْقَة والمسح عليها أيضاً مع الإمكان أو مع الإقـتصار على ما يمكن غسله .

كما قال الإمام الخميني ، لكنه احتاط وجوباً بضمّ التيمم . دليلنا إطلاقُ دليل الوضوء الشامل لما نحن فيه ، وهذا المقدار هو الميسور ، ولوَحدة المناط مع مَن في يده جرحٌ مكشوفٌ ، إذ وظيفتُه أن يتوضّأ ويغسل ما حول الجرح ، فقد مرّت معنا روايةُ الكافي عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : سألته عن الجرح كيف يصنع صاحبه ؟ قال (عليه السلام) : ( يغسل ما حوله )[1] صحيحة السند ، ونحوُها صحيحةُ عبد الله بن سنان السالفةُ الذكر ، ولا خصوصيّة للجرح ، وإنما المناط هو الضرر ، يُفهمُ هذا من مجموع آية الوضوء ومن مجموع الروايات ، لاحِظْ مثلاً قولَه تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكَعْبَيْنِ ، وَإِن كُنـتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا، وَإِن كُنـتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ، فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ، مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)) [2] فتَفهم من خلال المجموع أنّ تشريع التيمّم إنما هو لرفع الحرج ، وللتطهير ولو إلى مرتبة معيّنة ، بل تفهم من مجموع الروايات أنّ تشريع التيمّم وتشريعَ المسحِ على الجبـيرة إنما هو لدفع الضرر المحتمل ، نعم الأحوط وجوباً وضْعُ خرقةٍ بعد غسل ما حول الموضع ثم المسحُ عليها ، وذلك من باب أصالة الإشتغال .

كما في مفتاح الكرامة ، ثم قال (بل ظاهر الأصحاب التيمّم ، كما في شرح المفاتيح) ، ويستدلّ على ذلك بالآية الكريمة السالفة الذكر ، إذ أننا فهمنا منها أنّ المرض هو عبارة عن الضرر .

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo