< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ ناجي طالب

36/08/27

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : بقيّة مستحبّات الوضوء
ويستحبّ وضع الإناء الذي يغترف منه على اليمين، وقد يستدلّ على ذلك بالنبويين أحدهما : ( إنّ الله يحبّ التيامن في كلّ شيء )، والآخر : ( إنه (عليه السلام) كان يعجبه التيامنُ في طهوره وفعله وشأنه كلّه ) .
ويستحبّ للرجل أن يغسل يده مِن حَدَثِ النومِ مرّة، ومن حدث البول مرّة أو مرّتين، ومن حدث الغائط مرّتين، ومن حدث الجنابة ثلاث مرّات، فقد ورد في صحيحة الحلبي عن الوضوء : كم يفرغ الرجل على يده اليمنى قبل أن يدخلها في الإناء ؟ قال (عليه السلام) : ( واحدة من حدث البول، واثنتان من حدث الغائط، وثلاثاً من الجنابة )[1] وهو المشهور، وفي صحيحة حريز أو حسنته : ( يغسل الرجل يده من النوم مرة، ومن الغائط والبول مرتين، ومن الجنابة ثلاثاً )، ولعل قوله (عليه السلام) ( مَرَّتَين ) في هذه الرواية هو بلحاظ ما لو جَمَعَ بين البول والغائط، كما هو الظاهر من عدم تكرار ( من )، وفي الجواهر : (لم أجد فيه خلافاً ) . ولا شكّ أنّ الظاهر من هكذا روايات هو الإنصراف إلى خصوص ما لو كان يصبّ على يده من الماء القليل، لا ما إذا كان الماءُ جارياً، فإنه بتكراره إنْ نَزَلَ بمقدار مرّتين أو أكثر فهو كافٍ، لأنّ المسألة توصليّة ـ أي الهدف هو التنظيف ورفْعُ النجاسةِ المحتملة ـ لا تعبّديّة . ثم إنّ المنصرف إليه من الروايات هو غسلُ خصوصِ الكفّين لا أكثر .
أمّا المضمضة والإستنشاق فالنصوصُ بهما مستفيضة أو متواترة، ففي عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى محمد بن أبي بكر : ( وانظر إلى الوضوء فإنه من تمام الصلاة : تمضمض ثلاث مرات، واستنشق ثلاثاً )، وفي موثقة أبي بصير : سألت أبا عبد الله (عليه السلام)عنهما فقال (عليه السلام) : ( هما من الوضوء، فإن نسيتهما فلا تُعِدْ )[2] . ولا شكّ أنّ الغاية من المضمضة والإستنشاق هو التنظيف، فلو استاك بالسواك الإصطناعي مع معجون أسنان فقد حصل المطلوب، ففي رواية الخصال بإسناده عن عليّ (عليه السلام) في حديث الأربعمئة : ( والمضمضة والإستنشاق سُنَّة وطهَورٌ للفم والأنف ... )، ولذلك أيضاً وَرَدَ استحبابُ المبالغة في المضمضة والإستنشاق، فقد روى علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام عن النبيّ (ص) قال : ( ليبالغْ أحدُكم في المضمضة والإستنشاق، فإنه غفران لكم ومنفرة للشيطان )[3]، ولذلك أيضاً إذا كان الإنسانُ قد غسّل فَمَهَ وأنفه قبل دقائق جيّداً ثم أراد أن يتوضّأ فلا يبعد سقوطُ استحباب المضمضة والإستنشاق ثانيّة .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo