< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ ناجي طالب

36/07/18

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : ومن نواقض الوضوء : النوم والإغماء والسكر والجنون
ذكرنا أمس ناقضيّة الريح ...
الرابع : النوم مطلقاً حتى وإن كان في حال المشي، إذا غلب على القلب والسمع والبصر، فلا تنقض الخفقة إذا لم تصل إلى الحد المذكور 370 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
370 كثرت الروايات في ناقضيّة النوم للوضوء، من قبيل ما تقدّم من صحيحة زرارة عن أحدهما (عليهما السلام) قال : ( لا ينقض الوضوءَ إلا ما خرج من طرفيك أو النومُ )[1] ولذلك أجمعت الطائفة على ذلك . والنوم معروف، وعرّفته الروايات بـ ( ما يغلب على السمع ولا يسمع الصوت ) وبـ ( من وجد طعم النوم قائماً أو قاعداً فقد وجب عليه الوضوء ) .

الخامس : الإغماء، والأحوط إلحاقُ كل ما أزال العقلَ مثل السّكْر المزيلِ للعقل
والجنون 371 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
371 أدّعي الإجماع على ناقضيّة كلّ ما يزيل العقل، ويمكن الإستئناس لخصوص الإغماء من الروايات وبأولويّته من النوم، وأمّا السكر والجنون فمن الروايات :
1 ـ فقد روى في التهذيبين عن المفيد عن جعفر بن محمد بن قولويه (القمّي ثقة جليل فقيه صاحب كامل الزيارات واُستاذ الشيخ المفيد توفّي 369 هـ ق أو 368) عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن عبد الله قالا : سألنا الرضا(عليه السلام) عن الرجل ينام على دابته ؟ فقال : ( إذا ذهب النومُ بالعقل فليُعِدِ الوضوءَ )[2] صحيحة السند.
2 ـ ومثلها ما رواه في يب عن المفيد عن أحمد بن محمد بن الحسن عن أبيه عن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حمّاد(بن عيسى) عن حريز عن زرارة قال قلت لأبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) : ما ينقض الوضوء ؟ فقالا : ( ما يخرج من طرفيك الأسفلين : من الذكر والدبر، من الغائط والبول، أو مني أو ريح، والنوم حتى يذهب العقل، وكل النوم يكره إلا أن تكون تسمع الصوت )[3] صحيحة السند .
3 ـ وأيضاً روى في يب بإسناده عن الحسين بن سعيد عن حمّاد (بن عيسى) عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قلت له الرجل ينام وهو على وضوء، أتُوجِبُ الخفْقَةُ والخفقتان عليه الوضوء ؟ فقال : (يا زرارة، قد تنام العَين ولا ينام القلب والاُذُن، فإذا نامت العَين والاُذُن والقلب وجب الوضوء )، قلت : فإنْ حُرِّكَ على جنبه شيءٌ ولم يَعلم به ؟ قال : ( لا، حتى يستيقن أنه قد نام، حتى يجيئ من ذلك أمْرٌ بَيِّنٌ، وإلا فإنه على يقين من وضوئه، ولا تنقضِ اليقينَ أبداً بالشك، وإنما تنقضه بيقين آخر )[4].
4 ـ وروى في العلل وعيون الأخبار بالسند الآتي عن الفضل عن الرضا (عليه السلام) قال : ( إنما وجب الوضوء مما خرج من الطرفين خاصة ومن النوم، دون ساير الأشياء لأنّ الطرفين هما طريق النجاسة ) ـ إلى أن قال : ـ ( وأمّا النوم، فإنّ النائم إذا غلب عليه النوم يفتح كل شيء منه واسترخى، فكان أغلب الأشياء عليه فيما يخرج منه الريح فوجب عليه الوضوء لهذه العلة )[5] .
5 ـ وروى في رواية دعائم الاسلام عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام أن الوضوء لا يجب إلا من حدث وأن المرء إذا توضأ صلى بوضوئه ذلك ما شاء من الصلاة ما لم يحدث أو ينم أو يجامع أو يغمى عليه أو يكون منه ما يجب منه إعادة الوضوء .
فإن كانت العلّة في نقض الوضوء هو نوم العَين والقلب والاُذن، وأنه يفتح كلّ شيء منه ويسترخي، فالإغماء اَولى بذلك قطعاً . والأحوط وجوباً إلحاق كلّ ما يزيل العقل كالسكر المزيل للعقل ـ لا السكر القليل الغير مزيل للعقل ـ والجنون التامّ، وذلك لما ذُكِرَ من روايات . فإنّ الجنون مراتب، منها ما يزيل العقل تماماً، فهو لا يعرف المكان والزمان، ولا يعرف الناس الذين حواليه، ويسمّى بالإصطلاح الطبّي بالخَرَف أو بـ ألزهايمر، ومن مراتب الجنونِ الهلوسةُ، فهو يتهيأ له اُمور غير موجودة، كأنْ يرى اُناساً قد دخلوا عليه، وقد يقول أمروني بكذا، وهناك درجة من الجنون تسمّى بـ الذُّهان، وهو تشوّش في الإدراك، وهناك درجة من الجنون وهي الإنفصام في الشخصيّة، وهذا يتهيّأ له اُمور ويحصل عنده تشوّش نفسي، كأنْ يتصوّر نفسه نابليون ونحو ذلك، ويحصل عنده ضياع .
المهمّ هو أنه إذا زال العقل تماماً فالأحوط وجوباً أن يعيد وضوءه، وأمّا إذا حصل له بعض المراتب الدانية التي يُشك فيها في زوال العقل فإنّ له أن يستصحب بقاءه على الطهارة .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo