< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ ناجي طالب

36/07/17

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : ناقضيّة الريح للوضوء
الثالث : الريح الخارج من مخرج الغائط الأصلي أو من مخرج الغائط الإصطناعي ـ كما لو غيّروا مجرى الغائط في عمليّة جراحيّة ـ سواءً صاحَبَ الصوت أم لم يصاحب، وسواءً كان له رائحة أم لم يكن، دون ما خرج من قُبُل المرأة 369 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
369 كثرت الروايات في كون الريح من نواقض الوضوء[1]، ويكفي أن نذكر ما رواه في يب بإسناده عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال : ( لا يوجب الوضوء إلا من غائط أو بول، أو ضرطة تسمع صوتها، أو فسوة تجد ريحها )[2] صحيحة السند . ولذلك أجمع العلماء من الفريقين على ذلك .
وقد يخرج الريح ضعيفاً جداً فلا يكون له صوت ولا رائحة، فهذا أيضاً له نفس الحكم، فقد روى عبد الله بن جعفر الحميري في (قرب الإسناد) عن عبد الله بن الحسن عن جده علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال : سألته عن رجل يكون في الصلاة فيعلم أن ريحاً قد خرجت فلا يجد ريحها ولا يسمع صوتها ؟ قال : ( يعيد الوضوء والصلاة ولا يعتد بشيء مما صَلَّى، إذا علم ذلك يقيناً )[3]، ورواها علي بن جعفر في كتابه .
ثم إنّ المنصرف إليه من الروايات هو خروج الريح من خصوص مخرج الغائط، فإنه هو الذي يطلق عليه الضرطة أو الفسوة، ولم تتعرّض الروايات لخروج الريح من قُبُل المرأة، والأصل عدم الناقضيّة، خاصّةً وأنّ الضرطة أو الفسوة منصرفة عن خروج الريح من مهبلها، فهذا لا ينقض الوضوء، كالتجشّؤ الذي لا ينقض الوضوء . لاحِظْ مثلاً ما رواه الشيخ الصدوق في العلل وعيون الأخبار بإسناده عن الفضل بن شاذان عن الرضا (عليه السلام) قال : ( إنما وجب الوضوء مما خرج من الطرفين خاصة، ومن النوم، دون ساير الأشياء، لأنّ الطرفين هما طريق النجاسة، وليس للإنسان طريق تصيبه النجاسة من نفسه إلا منهما، فاُمِروا بالطهارة عندما تصيبهم تلك النجاسة من أنفسهم )[4].
وقد يشكّ الإنسانُ بخروج الريح لشدّة ضآلته فعليه أن يبني على عدم الخروج، وبالتالي يستصحب بقاءَه على الطهارة، وفي التهذيبين بإسناده عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن معاوية بن عمار (ثقة) قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): ( إن الشيطان ينفخ في دبر الإنسان حتى يخيل إليه أنه قد خرج منه ريح، فلا يَنقضُ الوضوءَ إلا ريحٌ تسمعها أو تجد ريحها )[5]، صحيحة السند، ورواها الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار مثله .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo