< قائمة الدروس

بحوث الفقه

الأستاذ الشیخ ناجي طالب

34/12/23

بسم الله الرحمن الرحیم

كلمةٌ على حبّ أمير المؤمنين(عليه السلام) : ورد في التهذيبين عن المفيد عن أحمد بن محمد عن أبيه عن الصفار عن محمد بن عيسى عن القاسم الصيقل(مهمل)([1]) قال : كتبت إليه (عليه السلام) : هل اغتسل أميرُ المؤمنين (عليه السلام) حين غَسَّلَ رسولَ الله (ص) عند موته ؟ فأجابه : ( النبيّ (ص) طاهر مطهر، ولكن فعل أمير المؤمنين(عليه السلام) وجرت به السُّنَّة ).
وفي التهذيب أيضاً عن محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسين بن عبيد(مهمل) قال : كتبت إلى الصادق (عليه السلام) : هل اغتسل أمير المؤمنين (عليه السلام) حين غَسَّلَ رسول الله (ص) عند موته ؟ فأجابه : ( النبيّ (ص) طاهر مطهر، ولكن فعل أمير المؤمنين (عليه السلام)وجَرَتْ به السُّنّة )([2]).
أقول : هذه الرواية تنسجم مع قوله تعالى[إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ] ([3]) .
وتنسجم مع ما رواه السيوطي بإسناده عن أبي رافع : أن النبيّ (ص) خطب الناس فقال : إن الله أمر موسى وهارون إن يتبوّءا لقومهما بيوتاً، وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب ولا يقربوا فيه النساء إلا هارون وذريته، ولا يحل لأحد إن يقرب النساء في مسجدي هذا ولا يبيت فيه جنب إلاّ عليٌ وذريته"،
وروى الوصابي بإسناده عن المطلب بن عبد الله بن حنطب : أن النبيّ (ص) لم يأذن لأحد أن يدخل في المسجد وهو جنب، إلا لعلي بن أبي طالب، لأن بيته كان في المسجد" .
وروى الحمويني بإسناده عن بريدة الأسلمي قال : "أمر رسول الله (ص) بسدّ الأبواب، فشق ذلك على أصحابه، فلما بلغ ذلك رسول الله (ص) دعا : الصلاة جامعة، حتى إذا اجتمعوا صعد المنبر وخطبهم، فلم يسمع لرسول الله (ص) تحميد وتعظيم في خطبة مثل يومئذ فقال : يا أيّها الناس، ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها، بل الله عزّ وجل سدّها، ثم قرأ رسول الله (ص) [ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ] فقال رجل : دع لي كوة تكون في المسجد، فأبى النبيّ (ص) وترك بابَ عليٍّ مفتوحاً، فكان يدخل ويخرج منه وهو جنب" .
وروى ابن المغازلي بإسناده عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : "لما قدم أصحاب النبيّ (ص) المدينة لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها، فكانوا يبيتون في المسجد، فقال لهم النبيّ : لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا، ثم إن القوم بنوا بيوتاً حول المسجد، وجعلوا أبوابها إلى المسجد، وإنّ النبيّ (ص) بعث إليهم معاذ بن جبل فنادى أبا بكر فقال : إن رسول الله يأمرك أن تخرج من المسجد، فقال : سمعاً وطاعة، فسدّ بابَه وخرج من المسجد، ثم أرسل إلى عمر، فقال : إن رسول الله (ص) يأمرك أن تسدّ بابك الذي في المسجد وتخرج منه، فقال : سمعاً وطاعة لله ولرسوله، غير أني أرغب إلى الله في خوخة في المسجد فأبلغه معاذ ما قال عمر، ثم أرسل إلى عثمان وعنده رقية فقال : سمعاً وطاعة، فسدّ بابه وخرج من المسجد، ثم أرسل إلى حمزة فسدّ بابَه وقال : سمعاً وطاعة لله ولرسوله، وعليٌّ على ذلك يتردد، لا يدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج، وقال النبيّ (ص): اُسْكُنْ طاهراً مطهراً، فبلغ حمزةَ قولُ النبيّ(ص) لعلِيّ، فقال : يا محمّد تُخرِجُنا وتمسك غلمان بني عبد المطلب ؟ فقال له نبي الله : لا، لو كان الأمر لي ما جعلت من دونكم من أحد، والله ما أعطاه إياه إلا الله، وإنك لعلى خير من الله ورسوله، أبشر ! فبشّره النبيّ (ص) فقُتِل يوم اُحُد شهيداً، ونفس ذلك رجال على علي فوجدوا في أنفسهم وتبين فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب النبيّ (ص)، فبلغ ذلك النبيّ (ص) فقام خطيباً فقال : ( إن رجالاً يجدون في أنفسهم في أني أسكنت علياً في المسجد، والله ما أخرجتهم ولا أسكنته، إن الله عزّ وجل أوحى إلى موسى وأخيه[أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ ] وأمر موسى أن لا يَسكن مسجدَه ولا ينكح فيه ولا يدخله إلا هارون وذريته، وإنّ علياً مني بمنزلة هارون من موسى، وهو أخي دون أهلي، ولا يحل مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلا علي وذريته، فمن ساءه فها هنا، وأومأ بيده نحو الشام) .



([1]) في رواية سابقة : روى قاسم الصَّيْقَل قال : كتبت إلى الرضا(عليه السلام) إنّي أعمل أغمادَ السيوف ... وهي تفيد أنه كان في زمان الرضا، ورُوِيَ أيضاً قبل قليل أيضاً عن أبي القاسم الصَّيْقَل وولدِه قال : كتبوا إلى الرجل(.الهادي) (عليه السلام) ...
([3]) سورة الأحزاب ـ 33 ..

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo